أرخص ثمن للثورة هو ما قدمه رئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران. فقد قدم يوم أمس أمام البرلمان ريالا واحدا كثمن للثورة في المغرب، عندما قال إن «النقالة قالو لي إن الزيادة لم تتجاوز 3 سنتيمات في البطاطا، واش على أقل من ريال بغيتونا نوضو الثورة، ويلا بغيتونا انوضوها نوضوها» افهمتني ولا لا. الثورة بريال واحد، لا غلى على مسكين. الثورة عند بنكيران أقل ثمنا من ليتر ديال الليسانس وأرخص من ليتر ديال المازوت افهمتني ولا لا! الثورة هي ريال واحد (غير سعودي، ولا شك) أو أقل قليلا. كان رئيس الحكومة يريد أن يتفه الأمور، فتحدث عن الثورة. كان يدافع عن الزيادات، فتفه الثورة، كان يلعب لغة الغميضة، ويركب حصانا من خشب ويهش علينا بدارجته. هل كان يدري أن كلمة الثورة، اليوم ليست من الأشياء التي يمكنه أن يضحك بها البرلمانيين وينتزع تصفيقات الجمهور الإسلامي؟ كان عليه، على الأقل في هذا الأمر، أن يكون جديا .. أن ينسى أن عليه واجب تلهية وإضحاك الجمهور، وأنه في هذه لا يمكن أن ينشغل بالتصفيقات.. أليس هو الذي قال بأن الربيع العربي لم يمر بعد بالحقول المغربية، وأنه يتربص بنا في حقول الآخرين.. إن الربيع هو الثورة. هل الربيع يساوي أقل من ريال؟ لا، ليس هذا سؤالا موفقا السي جماهري!! فالسيد الرئيس عندما ينكت ليس هو السيد الرئيس الذي يهدد!! والغريب، لست أدري لماذا تذكرت، لحظتها ادريس البصري، وهو يقول عن شهداء الدارالبيضاء إنهم «شهداء كوميرا»؟ لماذا هذا التزامن، رغم وجود الفارق؟ فارق الشخصية، وفارق الزمن وفارق السرية؟ هل نحن دوما قريبين من الماضي إلى حد أن الشعور ينتابنا بمثل نفس القوة ونفس التوهج؟ لا جواب لدي. لكنني، استهجنت، فعلا، ما قاله رئيس حكومتنا. حكومة المغاربة قاطبة! تذكرت، أيضا، ما كنا نقوله في الصغر: اهنا طاح الريال، هنا ندورو عليه. وحورته بمساعدة من صديق: اهنا زاد الريال، وهنا نثورو عليه!! ثورة بنكيران هو الربيع العربي، وقد وصل متأخرا بسبب عطب في التواصل. أو بسبب زحام المشاهدين المتحلقين حول الريال الذي سقط! الثورة الوحيدة التي يمكنها أن تساوي ريالا واحدا أو أقل، هي ثورة رئيس الحكومة على البرلمانيين وعلى شعب لا يحب الزيادات. إنها، بالفعل، ثورة رخيصة للغاية.