فقدت شواطئ المحمدية لواءها الأزرق ،الذي منحته لها مؤسسة محمد السادس للبيئة، بعد أن تدهورت أحوالها وأصبحت مرتعا للأزبال والنفايات، وتلوثت مياهها. هي ضربة موجعة لكنها مفيدة لعلها تحرك اهتمام المسؤولين المحليين والمنتخبين بالمحمدية نحو إعادة الاعتبار لشواطئ كانت بالأمس القريب تجذب مصطافين من كل أنحاء المغرب وخارجه. في هذا السياق، تتحرك جمعيات مدنية وشركات من القطاع الخاص مهتمة بنظافة شواطئ المحمدية، لعل تحركها يعوض تقاعس المسؤولين! هكذا إذن، وفي بادرة جديرة بالتقليد، انخرط زهاء 90 إطارا ومستخدما بشركة إمبريال توباكو المغرب في حملة تطوعية للنظافة والتحسيس بالمحافظة على البيئة، وذلك صباح يوم السبت 23 يونيو الجاري بشاطيء سابليت (المحمدية). وبعد فطور جماعي بعين المكان والاستماع إلى كلمة للمشرفين على تنظيم العملية حول الهدف من هذه البادرة وطريقة تفعيلها، انقسم المتطوعون، الذين كانوا يرتدون قمصانا موحدة تحمل عبارة «كلنا مع شواطيء نظيفة»، إلى عدة فرق انتشرت في جميع أنحاء الشاطيء الذي يمتد على حوالي كيلومتر واحد، وشرعوا في جمع النفايات التي لا يتورع بعض المصطافين في التخلص منها فوق الرمال، بالرغم من عشرات صناديق القمامة التي وضعتها شركة سيطا البيضاء رهن إشارتهم! وحول الغرض من هذه العملية، يقول بول لاكاط، المدير العام للشركة صاحب المبادرة « نحن لم نأت هنا لتنظيف الشاطيء، فتلك مسألة من اختصاص الشركة المفوضة التي تقوم بعملها على ما يرام، بل جئنا لتأكيد الانخراط الفعلي لشركتنا بكل مكوناتها في عملية «شواطيء نظيفة» التي تشرف عليها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة. صحيح أننا نساهم ماليا في تهيئة هذا الشاطيء ، في إطار مسؤوليتنا الاجتماعية، لكن أطر ومستخدمي الشركة أصروا على المشاركة الشخصية في هذا العمل وتكريس التزام الشركة إلى جانب السلطات في هذه المبادرة المواطنة.» وتضيف رقية كودرار، مديرة الموارد البشرية بالشركة: «نحن فخورون جدا بالإقبال الذي لقيه نداء التطوع في هذه العملية، لدرجة أننا اضطررنا إلى برمجة ثلاث عمليات من هذا القبيل، ومن ضمن المتطوعين من عبر عن رغبته في المشاركة أكثر من مرة واحدة ». ولإضفاء طابع احتفالي على العملية، استقدم المنظمون فرقة موسيقية شابة قدمت عروضا فنية جميلة تخللتها مقطوعات راقصة من إعداد «دي-جي» شاب هو الآخر ومستملحات ساخرة لمنشط إذاعي، ركز على ترديد بعض النصائح حول ضرورة الاهتمام بالبيئة.