منذ السابع من شهر يونيو يخوض سائقو وأرباب سيارات الأجرة الصغيرة الصنف الثاني، اعتصاما مفتوحا بالقرب من المكانة المختفية بشارع محمد الخامس حيث توقفت دينامية سيارات الأجرة الصغيرة وغابت عن شوارع المدينة ونصب المعتصمون خياما صغيرة فردية يقضون فيها ليالي حالكة بينما يتحول نهارهم الى تجمعات حاشدة وحلقات خطابية تردد خلالها شعارات منددة بكل أوجه الحيف والحرمان الذي تعاني منه الشريحة والتي ازدادت معاناتها بعد الزيادة المهولة في أسعار المحروقات ، فهذه الزيادات، يقول عبد الرحمان بلبال الكاتب المحلي للمكتب النقابي لأرباب وسائقي سيارات الأجرة الصغيرة التابع للفيدرالية الديمقراطية للشغل والمتمثلة في زيادة درهم في الكازوال ودرهمين في البنزين تعتبر سابقة في تاريخ المغرب ، ويضيف بلبال، كان على حكومة بنكيران أن تعمل على محاربة الفساد واقتصاد الريع لاصلاح صندوق المقاصة بدل أن تتجه نحو الحلقة الضعيفة في المجتمع حيث يتم تحميل الفئات الفقيرة وحدها وزر الزيادات في العديد من السلع والخدمات ومنها النقل الحضري ، ومن الفئات المتضررة سائقو الطاكسيات الذين يعانون أصلا من غياب التغطية الصحية والحق في التقاعد والاستفادة من صندوق التضامن الاجتماعي وحرمانهم من كافة الحقوق الاجتماعية والاقتصادية. محليا يعتبر الاعتصام المفتوح محطة نضالية سلمية تم اللجوء اليها بعدما صمت السلطات آذانها فتوحدت عدة نقابات لمواجهة هذا التجاهل، فانخرطت في المعركة كل من الفيدرالية الديمقراطية للشغل ممثلة بالمكتب النقابي لأرباب وسائقي سيارات الأجرة الصغيرة والاتحاد المغربي للشغل والمنظمة الديمقراطية للشغل والاتحاد الوطني للشغل والفيدرالية الوطنية لمهنيي النقل واتحاد الجامعات المهنية لسائقي ومهنيي سيارات الأجرة ، وتتوخى هذه الهيئات أن يبادر الوالي الجديد الى فتح حوار جدي لمعالجة المشاكل العالقة كتفاحش النقل السري الذي أصبح علنيا يمارس أمام أعين رجال الأمن ، كما أصبحت سيارات الأجرة الكبيرة تشتغل داخل المدار الحضري دون ترخيص وأصبحت لها خطوط ومحطات بكل من شارع محمد الخامس وأولاد أوجيه والساكنية وأولاد مبارك ، تضاف الى ذلك الفوضى العارمة التي يعيشها النقل الحضري على يد شركة الكرامة التي تعمل بدون محطات للوقوف ،بينما شركة الهناء يتحرك أسطولها المهترئ في كل الاتجاهات بدون حسيب ولارقيب ، كل ذلك والسلطات المحلية والمنتخبون لايحركون ساكنا، بل ان هذه الأطراف وفي عهد الوالي السابق تفرجت على مسرحية أبطالها سماسرة في «سوق» يتاجرون في منح رخص الثقة!