في الوقت الذي أصبح فيه من الممكن الحصول على عقود الازدياد في بضعة دقائق في مجموعة من المناطق النائية كالريش والريصاني التابعين لإقليم الراشدية أو كذلك العيونالشرقية بإقليم تاوريرت حيث يتم اعتماد الأجهزة الرقمية من اجل توفير مثل تلك الوثائق للمواطنين في وقت جد وجيز تجدك في قلب عاصمة المملكة وبالضبط بمقاطعة حسان التي تعد من أشهر واهم المقاطعات على الاطلاق نظرا للعدد الكبير من المواطنين الذين يتوافدون عليها يوميا سواء سكان الدائرة أو مختلف سكان دوائر الرباط وسلا لكون هذه الدائرة تتواجد بها عدة مصحات للولادة وبالتالي يتم تسجيل جل المواليد الجدد بها، هذا بالإضافة إلى كون جل الهيئات القنصلية والديبلوماسية المعتمدة بالعاصمة تعتمد على هذه الدائرة من أجل الحصول على مجموعة من الوثائق وكذلك نفس الشيء بالنسبة للمواطنين الوافدين من مختلف المناطق. في دائرة حسان من أجل الحصول على وثيقة عقد الازدياد يطلب منك الرجوع بعد أسبوع؟ لأن المسؤولين عن هذه المقاطعة لازالوا يعتمدون على الطرق التقليدية لإنجاز مختلف الوثائق الادارية وخاصة عقود الازدياد من خلال الكتابة على المطبوعات بقلم الحبر وما تتطلبه هذه العملية من عدد الموظفين ومجهود عضلي شاق نظرا لعدد طالبي الوثائق وحسب ما صرح به احد الموظفين أن اصابعه أصيبت باعوجاج من كثرة الضغط على القلم مما تسبب له في تشوه وبالتالي عاهة مستديمة؟ يستمر هذا الوضع في القرن الواحد والعشرين وفي ظل خطاب المسؤولين الذين مند عدة سنوات وهم يرددون شعارات تحديث الادارة بل يتحدثون عن الادارة الرقمية دون أن يتحقق أي شيء على ارض الواقع. إلى متى ستستمر مثل هذه الأوضاع المزرية في جل مرافقنا الادارية وماذا تنتظر الوزرات الوصية من وزرارة الداخلية والوزارة المكلفة بتحديث الادارة لحل مثل هذه المشاكل التافهة وهل اقتناء منضومات رقمية (LOGICIELS) تتطلب الشيء الكثير إنها فعلا مهزلة؟