وجه وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارثيا مارغايو انتقادا شديدا للمبعوث الشخصي للأمين العام الأممي إلى الصحراء ، كريستوفر روس قائلا «إن عليه أن يحرز تقدما في هذا الملف بأسرع وقت ممكن، وأن ينكب على القضايا الجوهرية عوض التفاصيل«. جاء ذلك في ندوة صحافية لرئيس الدبلوماسية الإسبانية رفقة نظيره سعد الدين العثماني أول أمس بالرباط في ختام أول زيارة رسمية له إلى المغرب منذ تعيينه. وأضاف الوزير الاسباني «لقد استمعنا الى شروحات المغرب وروس. نحن بصدد دراسة الملف»، مؤكدا في الوقت ذاته أنه «لا يسعنا إلا أن نشجع المفاوضات والدور الهام الذي تضطلع به الأممالمتحدة» في هذا الإطار. وقد اعتبرت العديد من وسائل الإعلام الإسبانية أن انتقادات مارغايو للمبعوث الشخصي إلى الصحراء، تتقاطع مع الموقف الذي اتخذه المغرب من الدبلوماسي الأمريكي، حين قرر سحب ثقته منه، معتبرا أنه تراجع عن المحددات التفاوضية التي سطرتها قرارات مجلس الأمن وسلك أسلوبا غير متوازن ومنحاز في حالات عديدة وفي نفس الاطار جدد مارغايو، يوم الأربعاء بالرباط، دعم بلاده «لحل سلمي ومتفاوض بشأنه بخصوص قضية الصحراء». وقال رئيس الدبلوماسية الإسبانية إن «اسبانيا تدعم حلا سلميا دائما ومقبولا من قبل جميع الأطراف لقضية الصحراء، وذلك في إطار احترام قرارات الأممالمتحدة». وحسب مصادر متتبعة، فإن هناك مباحثات بين الجهات المعنية من أجل البحث عن بديل لروس يكون مقبولا من الأطراف المعنية ، ما دام أن روس لم يعد يحظى بثقة الرباط ، حيث أن هناك قناعة متزايدة بأن روس لم يعد بإمكانه أداءالدور الذي كلفه به الأمين العام الأممي، وبالتالي لا بد من إيجاد شخصية أخرى. وكانت مصادر إعلامية إسبانية قد تحدثت عن احتمال تعيين وزير الخارجية الأمريكية الأسبق كولن باول، الذي كان له دور حاسم في إنهاء الخلاف المغربي الإسباني حول جزيرة ليلى، كمبعوث شخصي جديد إلى الصحراء ، في وقت قالت مصادر أخرى إن الرباط تفضل دبلوماسيا من إحدى الدول الأوربية ، معتبرة أن تعامل الدبلوماسيين الأمريكيين ، جيمس بيكر وكريستوفر روس ، مع الملف لم يكن موضوعيا.