"الشكوى لله، خليونا غادين صابرين، العام على خوه والصابة ما كايناش، فضحونا بالمقاصة ما المقاصة، راهم مقصونا، الله ياخذ فيهم الحق«" هذه هي العبارات التي فجرها في وجهي سائق طاكسي صغير بالمحمدية، حينما جرنا النقاش حول الزيادة في ثمن المحروقات من طرف حكومة عبد الإله بنكيران. جمل قصيرة لكنها بليغة، تترجم الإحساس العام الذي يشعر به المغاربة، خاصة البسطاء والفقراء منهم، نتيجة هذه الزيادات التي كانت لها تداعيات مباشرة على باقي المواد الأساسية الأخرى، وضربت القدرة الشرائية للمواطن في الصميم. والخلاصة، كما يقول هذا السائق الذي تخطى عتبة الخمسين من عمره، أنه عوض أن تحسن الحكومة الوضع الاجتماعي لكل الطبقات خاصة كما وصفها هذا السائق بالمسحوقة، ها هو بنكيران يتنصل من كل وعوده، التي قطعها على نفسه في الانتخابات التشريعية، ويضرب عرض الحائط كل هذه الالتزامات، متناسياً أن "»الراجل هو الكلمة« »وبأن هاذ الناس ما عندهم كلمة, »راحنا اليوم كنترحمو على الحكومات السابقة، فين أيام السي عبد الرحمان اليوسفي" واستغرب هذا السائق للمبررات التي ساقها رئيس الحكومة وبعض وزرائه خاصة نجيب بوليف حول هذه الزيادات. إذ أكدوا أنها ليست لها أية تداعيات على المواد الأخرى. يقول سائق الطاكسي "»بغيت نعرف واش هاذ الناس عايشين فالمغرب أولا لا, »واش عارف السي بنكيران أن هاذ الزيادة، خلاتني نضيع 600 ريال في النهار، أي 18 ألف ريال في الشهر، منين نجيبها«. مثل سائق هذا الطاكسي كثيرون ويتقاسمون نفس الهم والغصة بسبب هذه الزيادات غير المنتظرة، والتي تأتي في وقت غير ملائم، وتستهدف ضرب القدرة الشرائية للفقراء والطبقة المتوسطة، هذه الأخيرة التي بدونها لا يمكن أن يكون هناك أي استقرار مجتمعي، إلا أن هذه الحكومة يبدو أنها تلعب بالنار وتريد ضرب التماسك المجتمعي، وبالتالي خلق اللا استقرار، وأخطر شيء في هذه العملية، هو التداعيات الاجتماعية والأمنية لهذا القرار المجحف، مراقبون رأوا في »الزيادة في أسعار المحروقات، رغم أن البرميل الواحد من البترول تراجع سعره في السوق الدولية، الشيء الذي جعل هذه الزيادة من حيث الشكل أيضاً غير مقبولة ومرفوضة، وتفند المبررات التي ساقها بنكيران وهو يخاطب المواطنين عبر ثلاث قنوات دفعة واحدة التي هي الأخرى شكلت ضربة قوية للاعلام العمومي السمعي البصري، من خلال الطريقة التي تم بها هذا اللقاء الخاص، مما يستدعي أيضاً إعطاء الكلمة للمعارضة للإدلاء هي الأخرى بدلوها في هذا الموضوع. وترد على تصريحات بنكيران في إطار التوازن المطلوب. وجه البلادة أيضاً، فيما أقدمت عليه الحكومة، أنها أيضاً قامت بالزيادة على نفسها من خلال الزيادة في أسعار المحروقات، على اعتبار أن 64% من السيارات المعنية بذلك تعود إلى حظيرة الدولة، وبذلك يكون بنكيران لم يقرر الزيادة على المواطنين فقط، بل حتى على الدولة، لكن بشكل كبير ولا يطاق... والشيء كما يقال إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده!