عادت ظاهرة الإجرام من جديد بعدد من الأحياء الهامشية للحاضرة الإدريسية لتحصد معها ضحايا من مختلف الأعمار، حيث عاشت منطقة اعوينات الحجاج على وقع جريمة قتل ذهب ضحيتها « د.س» عن عمر يناهز الثلاثين سنة، إثر خلاف نشب بين شقيقته التي نزل عندها ضيفا قادما من إقليم تاونات وبعض الجيران، ثم تطور الصراع إلى اشتباكات بالعصي والأسلحة البيضاء التي استمرت إلى ساعات متأخرة من الليل وأفضت إلى تسديد مجموعة من الطعنات إلى الهالك على مستوى البطن والعنق بواسطة السلاح الأبيض، وهو ما عجل بوفاته بعد نقله إلى المستشفى الجامعي. جريمة مماثلة، وقعت بحي الوفاق بمنطقة زواغة العليا، وتحديدا بحي الوفاق، تعود وقائعها إلى خلاف اندلع بين الضحية البالغ من العمر 16 سنة وغريمه، انتهى بتوجيه هذا الأخير طعنات متسلسلة إلى الهالك «م.م» في مختلف أنحاء جسده بواسطة السلاح الأبيض، أسقطته قتيلا. كما عرف حي صهريج اكناوة أحد الأحياء الهامشية بفاس، خلال الأسابيع الماضية، جريمة قتل بشعة، بعدما تجهمت أجواء جلسة مخمرة على إثر نقاش عقيم تحول بعد الساعة الواحدة من منتصف الليل، إلى تبادل السب والشتم بين معاقين جسديا، أقدم المدعو» المرسول» على تسديد عدة طعنات قاتلة إلى غريمه لينهي جريمته النكراء بذبح جليسه «ز.م» والبالغ من العمر 29 سنة، بهدف تصفية حسابات تعود لفترة سابقة، مستعينا بسلاح أبيض من الحجم الكبير» سيف»، ثم لاذ بالفرار تاركا الهالك مضرجا في دمائه و يصارع الموت، قبل أن يلقى عليه القبض من لدن المصالح الأمنية، التي فتحت تحقيقا في النازلة وأحالت الجاني على أنظار قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بفاس بتهمة الضرب والجرح المؤديين إلى القتل باستعمال والاستعانة بمادة حادة. واستقبل مستودع الأموات بالمستشفى الغساني بفاس، خلال تلك الأيام، جثة شخص، قتل في ظروف غامضة، بتراب عمالة فاس على مستوى منطقة بنجليق، حيث أفادت مصادر أمنية للجريدة، أن مواطنين عثروا على جثة رجل ملقاة على بعد بضعة أمتار من الطريق الوطنية فاستازة، في اتجاه سيدي احرازم، مضرجة في بركة من الدماء، بعدما فارق الحياة جراء نزيف دموي حاد، مشيرة، إلى أن المعاينة الأولية والتحريات الميدانية، بينت لعناصر الفرقة الترابية بمركز الدرك الملكي بفاس، فور انتقالها إلى مسرح الجريمة، أن الضحية «ن . م» والمنحدر من منطقة تاونات والبالغ من العمر 32 سنة، كان مرفوقا وقت الجريمة بفتاة، انطلاقا من تواجد قرب الجثة جزء من حقيبة ممزقة وحذاء لسيدة. وحسب المعطيات الأولية، فإن الضحية، الذي يقطن بحي النرجس بفاس، كان يحمل جرحا غائرا على مستوى رأسه وصدره، إثر تسديد ضربة بأداة حادة، ظل ينزف جراءها، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة. وأبقى المحققون الباب مفتوحا على جميع الاحتمالات والفرضيات، التي من شأنها أن تقود إلى فك لغز جريمة الدم، واعتقال الجاني أو الجناة. كما استفاقت ساكنة حي المسيرة بمنطقة بنسودة على إيقاع جريمة قتل مروعة راح ضحيتها «الخمار .و» المزداد سنة 1984، والتي تعود تفاصيلها بعد اندلاع مجزرة مفتوحة استعملت فيها أسلحة بيضاء من الحجم الثقيل انتهت بسقوط الضحية وفرار الجاني « ع.م» البالغ من العمر 19 سنة، الذي لم يدم فراره طويلا، حيث تمكنت عناصر الشرطة القضائية صباح اليوم الموالي من اعتقاله، على إثر حملة بحث واسعة. وتبين بعد الاستماع إلى الجاني من لدن الشرطة القضائية التي فتحت تحقيقا في الموضوع، من خلال التحريات الأولية أن الجاني تعمد ارتكاب فعله الإجرامي، انتقاما من الضحية الذي سبق وأن اعتدى عليه منذ ثلاث سنوات، مسببا له في إعاقة دائمة على مستوى يديه، حيث وجه عدة ضربات قاتلة إلى الهالك على مستوى يديه بواسطة سكين من الحجم الكبير. وبهذا، يسجل المواطن الفاسي عودة الجريمة إلى الواجهة ويعود معها الانفلات الأمني وعدم الاستقرار والفوضى العارمة، حيث يستوطن المجرمون وأصحاب السوابق العدلية ويكثر العنف في واضحة النهار. وأمام هذا الانفلات الذي يتزامن مع فترة الصيف التي يتضاعف معها عدد الزائرين للمدينة وضمانا لسلامتهم وسلامة حياة الأسر المقيمة، يناشد المواطنون المسؤولين التعجيل وإعداد المخطط الاستعجالي للتصدي لجميع أشكال الجريمة والحفاظ على الأمن في مختلف أحياء المدينة بتعزيز الأسطول الأمني بعناصر أمنية إضافية ونشر أمن القرب وبناء مخافر جديدة وتجهيزها.