انطلقت، مساء الأربعاء بالمسرح الملكي بمراكش، فعاليات الدورة الثانية لمهرجان مراكش الدولي للضحك، وذلك بتقديم حفل متنوع تمحور حول موضوع «الحلقة» والذي تضمن عروضا فكاهية وموسيقية وغنائية وسحرية وبهلوانية، ويندرج هذا الحفل الذي تابعه جمهور غفير، في إطار إحياء فن الحلقة العريق، ومن خلالها تكريم منشطي هذا التراث بالساحة التاريخية (جامع الفنا). و يعرف المهرجان مشاركة العديد من الفكاهيين المغاربة من داخل و خارج الوطن من قبيل رشيد البدوري، وهو كندي من أصل مغربي، نشأ وترعرع في مونتريال، منذ طفولته كان مولعاً بالدعابة والضحك والمرح. تخرج رشيد بدوري (30 سنة) من المعهد الوطني للفكاهة آملاً بأن يعتلي خشبة احد المسارح المهمة لينشر ما تعلمه وحفظه. اعلان صحافي غيّر مسار حياته، فدخل عبره الى مسرح «فقط للضحك» Juste Pour Rire اهم مسارح مونتريال وأشهرها، وسرعان ما تألق وسطع نجمه وبات واحداً من نجوم الفكاهة في مهرجانات مونتريال وكيبك وباريس. وبدأت أخيراً محطات الإذاعة وقنوات التلفزة الكندية بتقديم أعماله المسرحية بعد أن قامت احدى شركات الإنتاج بجمعها وتسجيلها على اسطوانة »دي في دي«. «One Man Shoe» كان اول عرض له في مسرح «فقط للضحك» حول المهاجرين الجدد الى كندا الذين يواجهون صعوبات في التأقلم تُوقعهم أحياناً في مآزق مضحكة، او من يتكلمون الفرنسية او الانكليزية بلهجات غريبة يستحيل على الكنديين فهم اي منها، او الذين يضفون على النسيج الكندي ألواناً ومظاهر وعادات وتقاليد تجعله اشبه«بهيئة أمم شعبية» ذات ألسنة متعددة تتفاهم بحوالى200 لهجة ولغة. ولا يتوقف رشيد في انتقاداته الهزلية اللاذعة عند فئة المهاجرين، وإنما يتناول السياسيين وزعماء الأحزاب الكندية بأسلوب ساخر يصل الى القساوة احياناً. ويلتزم رشيد الدفاع عن العدالة الاجتماعية التي تعني الطبقات الفقيرة والمتوسطة التي تذهب مستحقاتها الضريبية الى «كروش الأغنياء» بحسب قوله، وهو في كل ذلك يمزج الوهم بالحقيقة ويقدم صوراً كاريكاتورية تتراكم الواحدة تلو الاخرى، وينفض الغبار عما يختبئ تحتها من مشاهد هزلية تثير انفعال الجمهور، فتهتز القاعة بالتصفيق والضحك وصيحات الثناء والإعجاب. يتميز اداء رشيد الفكاهي بالاستقلالية اذ لا يشبه الا نفسه. فالصمت ابلغ من النطق والتعبير، ويستعيض عنه بحركات بهلوانية سريعة ورشيقة، وكأنه يؤدي رقصات السلسا او البلدي او الهيب هوب، خصوصاً انه يتمتع بكاريزما فنية تأسر الجمهور في كل ما يقوم به من ادوار، وبطاقة كبيرة على الخلق والإبداع والتفاعل العفوي مع المشاهدين. يعتبر رشيد الضحك »فلسفة عالمية وفناً لا هوية له ولا يحد بزمان أو مكان«. اما شهرته الفنية فتحتل حيزاً كبيراً في ادبيات النقاد المسرحيين الذين ينعتونه بألقاب شتى مثال «تسونامي الهزل والفكاهة» و«رشيد مسرح وبرنامح في آن معاً». هكذا هو رشيد في كل عرض مسرحي. فكما كان مبدعاً في «وان مان شو» كان متألقاً في برنامج «حلو مالح» -وفي «أوقف تمثيلكش التي تعرض حالياً بعد تمديدها مرات. ويبلغ عدد مشاهدي العرض حوالى 2200 في كل حفلة وهو رقم قلما حظيت به اشهر المسارح العالمية.