في بادرة دأب عليها معهد ثيربانتيس بكل من طنجةوتطوان وفاس ومراكش..يستضيف يوم الخميس 7 يونيو 2012 على السابعة مساء، مرة أخرى،رائدا من رواد الفن التشكيلي المغربي،الفنان محمد أطاع الله، الملقب برومان، في نوع من الامتنان والتكريم لأعماله، التي تجسد محطة أخرى من نفس تشكيلي لا ينضب،سمته التنوع والتميز . وغير معلوم على نطاق واسع أن الفنان محمد أطاع الله،وليس طعى الله، من مواليد القصر الكبير سنة 1939.وكعادة الفنانين التشكيليين بمنطقة الشمال المغربي،قفى على آثار وثمار الفنان الاسباني الكبير ماريانو بيرتوتشي ،الذي له الفضل الكبير في تأسيس مدرسة الفنون الجميلة بتطوان سنة1945 واكتشاف فنانين محليين سيعرفون بعد موته، الشهرة والاعتبار بله العالمية، على شاكلة مكي مغارة وسعد بن السفاج وأحمد العمراني وأطاع الله. وكان التعلم بمدرسة تطوان يحفل كثيرا بقواعد الرسم الصارمة وتقنيات متنوعة وفنون تشكيلية مختلفة.انطلق أطاع الله في رسم المناظر الطبيعية،وجرب كثيرا من أشكال الرسم والتشكيل ،وأكسبته ثقافته واحتكاكاته بالفنانين والمعارض ومطالعاته لما يمور بالساحة التشكيلية شحذا وصقلا. وأتاح له تخرجه من مدرسة الفنون الجميلة بتطوان،وهو حاصل على دبلوم منها ،وهو لم يتجاوز الثامنة عشرة من العمر بعد، التوجه نحو مدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء للاستزادة وتعميق معرفته التشكيلية،ثم إلى إشبيلية ومدريد وروما فباريس.واستطاع أن ينسج علاقات صداقة مع مشاهير الموسيقيين والمثقفين من أمثال بول بولز ووليام بوروغ وبريون غيزان.. وبعد أن آنس في نفسه مقدرة على البذل والعطاء،قام يوظف تقنيات فنية نحا -من خلالها- نحو أشكال أكثر طلاقة وانعتاقا،منحته خصوصية إبداعية،مستوحيا من الفن والعمارة المغربية-الإسلامية- الأمازيغية،حيث الخطوط الهندسية تتبدى منعتقة في اكتشافها للطبيعة. و توارى الفنان أطاع الله عن الساحة التشكيلية لفترة طويلة،ولولا الذاكرة التشكيلية الجمعية وشهادات وحديث رواد التشكيل-الذين خصوني بحوارات تاريخية معهم- عن إنتاجاته الإبداعية القيمة الكبيرة في الرسم التشكيلي المغربي، لخلت ،أن الأمر ربما يتعلق بنكرة أو علم وقع خطأ في تهجية اسمه،فهذا الفنان-لظروف تاريخية،ذاتية وموضوعية، حرجة- استقر بالديار الفرنسية منذ 1972،في نوع من النفي الاختياري،اطلع فيها على أشكال الثقافة البصرية الفرنسية ونسج أواصر صداقات مع مثقفيها وغاليرهاتها،حتى لقبه الغرب ب»رومان»،وذهب الناقد الاسباني خوسي لويس غومث إلى حد القول بأنه «يشكل مرجعا بالنسبة للذين يريدون في اسبانيا وفرنسا وإيطاليا اللقاء بعمل صنعه أوروبي له جذور في المغرب»،كما كتبت عنه في نوع من الاعتراف بفنه الأثيل والمختلف كبريات الصحف الغربية، منوهة بدوره ودور رفاق دربه وفنه من ممثلي مدرسة تطوان في الستينيات.لكن في 2006، عاد هذا الفنان القصري إلى منبته، عارضا بمدن مغربية ،آخرها وليس أخيرها الرباط(باب الرواح مرتين) واليوم بمعهد ثيربانيس بالرباط،يقدم آخر بصماته في الخلق والابداع،ولب أسئلته الجمالية والفنية. ويعتبر الفنان أطاع الله -في نظري-الحلقة المفقودة في العقد التشكيلي بالشمال المغربي.تتلهف وسائل الإعلام ونقاد الفن التشكيلي المغاربة بوجه خاص على مجالسته والاستماع والاستمتاع بتجربته في بلده وفي غربته،فله رصيد تشكيلي مثير وريبيرتوار ثر وواسع، ما أحوجنا في حفل الافتتاح بمعهد سيربانتيس بالرباط بتاريخ 7 يونيو والذي يمتد إلى متم 15 يوليوز 2012إلى ملء العين به وحذقه وتحصيله.