تم بيع لوحة للفنان المغربي سعد بن السفاج٬ كانت ضمن حلقة بيع للمزادات الدولية مخصصة للفن المعاصر بدار كريستي العالمية للمزادات بباريس٬ أمس الجمعة٬ بسعر 50 ألف أورو. ويعتبر هذا الأداء أكثر من متميز٬ باعتبارها من أنذر المرات التي يتم فيها عرض عمل فنان مغربي ضمن المبيعات الدولية لدار كريستي٬ بعيدا عن أي تصنيف موضوعاتي أو جغرافي قد يحدد الانتماء إلى منطقة أو ثقافة بعينها. ومن المؤكد أن الرقم الذي حققه بيع هذا العمل الفني٬ الذي يعترف بالمستوى العالمي الذي بلغه الإنجاز الفني لسعد بن السفاج٬ سيسهم في إعطاء مزيد من الإشعاع للفن التشكيلي المغربي بالخارج. ينتمي سعد بن السفاج٬ المولود في 16 يناير 1939 بتطوان٬ إلى تلك الفئة من المغاربة الأوائل الذين تلقوا تكوينهم الأكاديمي في فن التشكيل. فبعد تخرجه سنة 1957 من مدرسة الفنون الجميلة بإشبيلية٬ تابع دروسا في تاريخ الفن بمدرسة اللوفر بباريس. قبل أن يعود إلى إسبانيا ليحصل في 1962 على شهادة أستاذ من المدرسة العليا للفنون الجميلة «سانتا إيزابيل دي هنغريا» بإشبيلية. وفي سنة 1965 عاد بن السفاج إلى المغرب لتدريس تاريخ الفن والرسم والتشكيل بمدرسة الفنون الجميلة بتطوان. ولعل ما يميز الشخصيات المرسومة من قبل بن السفاج هي ما تبثه لدى المتلقي من شعور بالحياة٬ وكأنها شخصيات حقيقية تتحرك بالفعل داخل اللوحة. وما كان لابن السفاج أن يمنح للوحاته حركية الحياة لولا هذا المراس والاحتكاك بفن التشكيل الذي تجاوز الخمسين سنة. يعود معرضه الأول إلى 1956٬ ومنذ ذلك الوقت لم يتوقف قط عن الرسم٬ مر بمراحل تجريبية كثيرة (التصويرية والتعبيرية والواقعية الجديدة والتجريد) قبل أن يصل إلى هذا التشكيل ذي المعالم اللونية الترابية والعمق الداكن الذي اتشحت به آخر أعماله. وتنتمي لوحته التي بيعت بدار كريستي إلى هذه المحطة الأخيرة من تجريبه الفني حيث يحضر تجاذب وتمازج واضح بين الطابع الواقعي والروح الشاعرية.