ما وقع في بني كرفط في إقليمالعرائش يبعث على القلق، ويبعث على الاستغراب ويكشف ، بمكبر الصورة، عن عاهات تنتمي لزمن الباشوات الاستعماريين. ما معنى أن تراقب السلطة رئيسا للجماعة وهو يطرد موظفات من عملهن، في الوقت العصيب الذي يعرفه العمل والتشغيل اليوم في مغرب التوجسات والقلق الاجتماعي. إن الأمر يفوق قرارا بالشطط أو التعسف ، إنه في الوضع الحالي تهكم واضح من دستور المملكة،وسخرية من كل ما يقدمه المغرب عن نفسه، وعن نظام الحكم. لقد عدنا إلى العهود البائدة التي يمكن فيها لقائد أن يتواطؤ مع رئيس جماعة ويقرران في مصائر الناس، لأنهم اختاروا اختيارات لا تتماشى مع الهوى الذي يحركهم. ننتظر جواب وزير الداخلية، لأنه أولا مسؤول عن السلطة، وثانيا لأنه زعيم الحزب الذي ينتمي إليه رئيس جماعة بني كرفط بالعرائش. وفي انتظار ذلك، لا بد من أن نقول بأن هذه الحادثة تشبه من يمد لسانه طويلا، سخرية، من كل الشعارات التي نرفعها إيمانا منا بأن البلاد تسير الى الأمام. هي عودة من بين عودات كثيرة للأسف الى الماضي.