بعد مباراة الوداد الفاسي، تبين أن فريق المغرب التطواني أصبح قريبا من نيل البطولة، وبدأ معه العد العكسي ليوم مباراة الحسم بين الفتح والمغرب التطواني. فعلى مدى الأسبوع الذي سبق المباراة لا حديث في تطوان إلا عن هاته المباراة، للكبار كما للصغار للذكور والنساء، فلكل واحد ما يهيئه لهذا اليوم، من شراء الشعارات والألبسة، فيما تجندت «الأولترات» لإعداد «التيفوات» وكذلك اللوحات الاحتفالية والشهب الصناعية التي ترافق الاحتفال بالبطولة، فيما كان الهم الكبير بالنسبة للجميع، هو الرحلة إلى الرباط لمتابعة المباراة من هناك. ما إن أعلن عن موعد المباراة، حتى حجزت حافلات تطوان، ولم يبق لمن تأخر ما يمكن أن يستعمله للتنقل الجماعي، فتم الاستنجاد بشركات للنقل من خارج تطوان خاصة من طنجة، العرائش وحتى فاس وغيرها. كل طرف تباهى بما وفره لهذا اليوم، فالجماعة الحضرية لتطوان هيأت أكثر من 10 حافلات لهذا الغرض، فيما تنافست المؤسسات والهيئات المهنية والجمعيات الرياضية في توفير أكبر عدد ممكن من الحافلات الكبيرة والصغيرة، وحتى «الفاركونيت» لنقل الجمهور إلى العاصمة، فيما سارع مكتب فريق المغرب التطواني لطلب توفير آلاف من التذاكر لتسهيل ولوج الجمهور والتي نفدت في حينها. منذ يوم السبت بدأت بوادر الاحتفالات المسبقة وبدأ التحرك نحو الرباط جماعات وفرادى، في وسائل نقل مختلفة. وكانت يوم الاثنين هو يوم الحدث بامتياز، من خلال انطلاقة شبه جماعية للجمهور في حافلات مختلفة، حيث كان الطريق السيار، ومنذ الساعات الأولى للصباح مكتظا بالجمهور الرياضي الكبير، كل السيارات تدل على راكبيها من خلال الشعارات المعلقة وأخرى في يد الركاب وكلها «أحمر وأبيض» شعار المغرب التطواني. الطريق نحو الرباط أصبح خيطا واحدا ممتدا لكلمترات، باحات الاستراحة ممتلئة، وكان الكل يهتف لفريق المغرب التطواني، ويحمل آمالا عريضة بفوزه بهاته البطولة الاحترافية، فالكل كان مستعدا مسبقا للاحتفال بالفوز وتحويل يوم 28 ماي ليوم تاريخي في تطوان، وليكون يوما متميزا في مسار فريق المغرب التطواني. وبالملعب تبين أن الغلبة كانت للجمهور التطواني، الذي اكتظت به الجنبات وفاق 30 ألف، وهو ضعف ملعب سانية الرمل بثلاثة أضعاف، مما يجعل الفريق تحت ضغط مضاعف لجمهوره. لم يهدأ الجمهور على طول المباراة، بل زاد حدة مع تسجيل الهدف، ليبقى كذلك مرتفعا حتى صافرة النهاية، وإعلان المغرب التطواني بطلا عن جدارة واستحقاق، لينصف هذا الجمهور الكبير الذي يستحق أن تكون هديته تلك البطولة، ليستمر الإحتفال على طول طريق العودة. أصوات منبهات السيارات والشعارات تصدح على مسافة كيلوميترات، فيما كانت تطوان تأخذ شكلا آخر للاحتفال بخروج الكل للشوارع ابتهاجا وفرحا بهذا الفوز، حيث تحولت شوارع لساحات مكتظة بالمواطنين يحتفلون بهذا النصر الكبير، فلم يكن هناك فرق بين كبير ولا صغير، الكل يهتف «تطوان تطوان هيه» و «كامبيونيس كامبيونيس» ومعناها «أبطال».