المغرب التطواني يتوج بطلا بعد انتصاره على الفتح الرباطي في العاصمة. أما في تطوان فقد كانت هناك مشاهد أخري من فرح ممزوج بالدموع. قراءة الفاتحة مرة، وترديد النشيد الوطني وشعارات مختلفة، ذلك ما ميز احتفالات سكان المدينة بفوز فريقهم ببطولة الموسم. الفاتحة بين الفينة والأخرى كانت للترحم على أرواح من أصبحوا يعرفون ب«شهداء المغرب التطواني»، وهم ثلاثة شبان قضوا في طريقهم إلى مدينة الرباط لتتبع اطوار المباراة الحاسمة لفريقهم. فيما النشيد الوطني أخذ لنفسه مكانا متميزا في تلك الإحتفالات التي لم تشهد مثلها تطوان من قبل، مشهد استثنائي حول ليلها نهارا وجعل الكل يخرج إلى الشارع، ذكورا وإناثا من مختلف الأعمار نزلوا ليشاركوا وليس للفرجة فقط. لم يكن وسط المدينة وحده مقصد أهالي تطوان تلك الليلة، فكل المدارات أصبحت ساحات وكل الأحياء احتفلت بالإنجاز، النساء كن أكثر حضورا في بعض الأماكن، زغردن وصدحت أصواتهن عالية في انسجام مع صيحات أبنائهن، فيما توقفت حركة السير في عدد من المقاطع ولم يعد لرجال الشرطة من داع في تنظيم الأمور، فقد كانت تسير بقانون وطريقة أخرى غير المعتادة، فيما كان دور باقي الوحدات الأمنية مهما، في ضبط الأمور وترتيب الوضع الأمني تفاديا لأي انزلاق أو خلل قد يؤثر على تلك الفرحة التي كانت تعيشها المدينة على طول ليلة الإثنين. المحتفون بالفريق ليلة الإثنين وصبيحة الثلاثاء لم ينسوا «شهداء الفريق» الذين توفوا في حادثة سير عندما كانوا في طريقهم إلى الرباط لحضور المباراة، فقد توجهوا في جماعات إلى منازل هؤلاء ليعزوا الأسر في فقدان أبنائهم، منهم حتى بعض المسؤولين والمنتخبين. فيما سيقوم رئيس الفريق التطواني عبد المالك أبرون ومكتبه بزيارة رسمية لهؤلاء قبيل الجنازة لتعزيتهم، وعلمت الجريدة أن رئيس الفريق سيقدم لأسر الضحايا مساعدة مالية، وإن كانت «لا تساوي شيئا أمام فقدانهم أبنائهم» يقول عبد المالك أبرون في تصريح للجريدة. فرحت تطوان وبكت تطوان أيضا في بطولتها هاته، فالآلاف من المشاركين في الإحتفالات كانوا أنفسهم في الجنازات الثلاث التي أبكت المدينة أيضا، فبين الفرح والبكاء، كان أمل وكان فوز ببطولة طالما حلم بها الكثيرون حتى أنها أصبح لها «شهداء» سيتذكرهم الجميع كلما حل هذا التاريخ.