ما الذي يحدث بمصالح الأمن ببرشيد؟ هل هي تصفية حسابات بين ضباط الشرطة بالمدينة؟ أم أنه انتقام لسبب مجهول ضد ضابط شرطة، تعرض لهجوم عنيف داخل مكتب المسؤول الأول لمفوضية الشرطة المداوم الجمعة الماضية، انتهى بإصابته بكسر في رجله ورضوض متعددة في وجهه ورضوض في الدماغ، مما تطلب تسليمه شهادة عجز طبية من 90 يوما؟. بل الأدهى في الأمر أن المعتدين هم من رجال الأمن ومن حملة السلاح. مصادر جد موثوقة أكدت لجريدتنا أن ذلك الضابط، الذي عمل لسنوات قبل ذلك ضمن حراس الملك الراحل الحسن الثاني وعدد من أفراد العائلة الملكية، والذي يعاني من مضاعفات مرض السكري، قد شاء حظه العاثر أن يكون في المداومة ليلة الجمعة الماضية بإحدى مفوضيات الشرطة فجاءت إخبارية داخلية تطلب النجدة من عناصر للصقور عند ملتقى شارعي محمد الخامس ومولاي اسماعيل ببرشيد، فتوجه مع عناصر أمنية لعين المكان ليجد أن الأمر يتعلق بثلاثة مواطنين في سيارة خاصة رفضوا تسليم أوراق السيارة وأوراق الهوية للشرطيين من الصقور، مدعين أنهم من الأمن والدرك. كانت ملامح السكر بادية عليهم وضبطت معهم قنينات متنوعة من الخمر مع سكين. مما جعل الضابط يأمرهما بمرافقتهم إلى المفوضية خاصة أنهم بدون هوية مهنية تثبت أنهم من الجسم الأمني. فعلا قبلوا الأمر ورافقوا عناصر الشرطة. بعد وصولهم وإدخالهم إلى مكتب رئيس الدائرة المداوم، وبعد حضور والد أحدهم الذي أكد أن ابنه ضابط شرطة وأنه نسي بطاقته المهنية في البيت، استدعى رئيس الدائرة ضابط الشرطة المداوم للصعود إلى مكتبه وهناك وجد المعنيين الثلاثة. وكانت مفاجأة الضابط كبيرة حين خرج رئيس الدائرة، وتركه وحيدا مع ذلك الثلاثي الذي شرع فجأة في الهجوم والاعتداء عليه جماعيا وهو يصرخ ويطلب النجدة. وكانت النتيجة كسر في الرجل ورضوض في الجمجمة. والمثير أن رئيس الدائرة حين عاد لمكتبه لم يتصل بسيارة الإسعاف بل إن الضحية هو الذي بعد صراخه وهو ضابط الشرطة في مكان عمله بسبب الألم، هو الذي اتصل بالإسعاف ونقل إلى المستشفى الإقليمي ومنه إلى مصحة خاصة بالدار البيضاء. لم يحرر أي محضر ولم يقدم أحد إلى النيابة العامة. بل أطلق سراح الجميع وبقي الضحية في حيرة من أمره. بل إن مصادرنا تؤكد أنه في حالة نفسية جد سيئة وأنه يدخل في حالات بكاء متواصلة بسبب المهانة التي لحقته في قلب مقر عمله. فمن يقدم تفسيرا إذن للذي جرى؟ ومن ينصف هذا الضابط المغربي الذي لم يقم سوى بواجبه المهني؟