تنامت في الفترة الأخيرة الاعتداءات على رجال الأمن أثناء تأديتهم لواجبهم المهني، فقد دفعت «السيبة» بعض المنحرفين إلى عدم الامثتال لأوامر رجال الأمن، ولم يتوقف ذلك عند حدود التهديد والاعتداءات اللفظية، بل وصل الأمر إلى حد تعرضهم لاعتداءات جسدية سواء من طرف مروجي مخدرات أو بعض المنحرفين الذين يعترضون سبيل المارة، في تجاوز واضح للقانون، وهو الوضع الذي يطرح أكثر من علامة استفهام حول دواعي تنامي هذه الظاهرة. شكلت ظاهرة الاعتداء على رجال الأمن،حديث الشارع المغربي، فقد عاشت مدن كثيرة حالة استنفار أمني بعد تعرض بعض عناصر الأمن لهجوم بالسيوف حينا وبالحجارة حينا آخر من طرف منحرفين لعبت الأقراص المهلوسة بعقولهم، ودفعتهم ميولاتهم الإجرامية إلى الاعتداء على رجال أمن همهم الوحيد هو الحد من ظاهرة الإجرام ليجدوا أنفسهم في مرات عديدة أمام منحرفين بنزعة إجرامية تعدت ترويج المخدرات واعتراض سبيل المارة إلى الاعتداء على رجال الأمن في واضحة النهار وأمام الملأ غير مبالين بالعواقب. فكثيرة هي الاعتداءات والمضايقات التي يتعرّض لها عناصر الأمن الوطني والدرك الملكي من طرف مجموعة من المنحرفين والمشاغبين والمجرمين، سواء أثناء أدائهم مهامهم أو خارج أوقات عملهم. اعتداءات ومضايقات يومية طالت بعض أفراد أسرهم وأقاربهم، بسبب مشاركتهم في اعتقالهم جناة أو ل»حزمهم» عند مزاولة مهامهم. فهذا شرطي يُهاجَم بالسكاكين من طرف مروجي المخدرات واللصوص أثناء مطاردته لهم وهذا يُصدَم بواسطة سيارة أو دراجة نارية عند تنظيمه المرور.. وذاك دركي يتعرض لإطلاق النار من طرف تجار مخدرات ولصوص المواشي.. وتلك أسر لأفراد من الشرطة أو الدرك الملكي تعيش جحيم تهديدات ومضايقات داخل الحي الذي تعيش فيه، من طرف جيران تم اعتقال احد أفرادهم في قضية ما.. غضب وسخط عميقان تختزنهما قلوب عناصر أمنية، ذنبها الوحيد أنها تفانت في عملها وغامرت بحياتها من أجل المشاركة في اعتقال مجرم ما أو أحالت مروج مخدرات أو سكيرا على النيابة العامة، لتنقية الشارع المغربي وحماية أمن وسلامة المواطنين. إطلاق النار في الشارع العام اضطر شرطي إلى إطلاق النار على أحد المنحرفين حاول مهاجمة دورية أمنية. وأكدت مصادر «المساء، أن الشرطي الذي ينتمي إلى فرقة الصقور، التابعة لأمن مولاي رشيد في الدارالبيضاء، أطلق رصاصة من مسدسه على منحرف كان يعترض سبيل المارة بواسطة سيف. وكشفت المصادر ذاتها أن المنحرف، الذي أصيب بجروح، يدعى «س. ن.»، ويبلغ من العمر 28 سنة، ويقطن في حي التشارك، وهو من ذوي السوابق العدلية وحديث الخروج من السجن، بعد أن قضى هناك عقوبة من أجل تكوين عصابة إجرامية وتعدد السرقات. وأفادت المصادر ذاتها أن الحادث يعود إلى تلقي فرقة الصقور، التي كانت تقوم بدوريتها المعتادة في أحياء مولاي رشيد، شكاية حول شخصين مسلحين يعترضان سبيل المارة في شارع الحارثي، مضيفا أن العناصر الأمنية، التابعة لفرقة الصقور، انتقلت على الفور إلى المكان المذكور وحاصرت المنحرفين، اللذين لاذ أحدهم بالفرار، فيما تمكنت عناصر الشرطة من القبض على شريكه، الذي حجزت لديه سكينا من الحجم الكبير. وأضافت المصادر ذاتها أن عناصر الأمن طاردت المتّهم الفار وحاصرته في أحد الأزقة المتفرعة من المجموعة 5 في حي مولاي رشيد، لكن المتهم لم يمتثل لأوامر عناصر الشرطة وهاجمهم بواسطة سيف وكاد يتسبب في إصابة بليغة لأحد العناصر الأمنية، وهو الأمر الذي اضطر معه أحد عناصر الشرطة إلى إخراج سلاحه الناري وأطلق منه رصاصة أصابت رِجل المنحرف للحد من خطورته. وأشارت المصادرنفسها إلى أن الرصاصة استقرت في رِجل الشخص، الذي سقط أرضا، ليتم تصفيده وحمله بواسطة سيارة إسعاف إلى قسم المستعجلات سيدي عثمان، ومنه إلى مستشفى ابن رشد، لتلقي العلاجات اللازمة تحت المراقبة الأمنية. وشددت المصادر ذاتها على أن المتهم كان في حالة سكر متقدمة، مقرونة تتعاطي بعض الأقراص المهلوسة. إعتداء على أمنيين بسيف ولم تتوقف جرائم الاعتداء على رجال الأمن عند هذا الحد، ففي برشيد تعرض ستة عناصر من الشرطة في مفوضية برشيد لاعتداء خطير بواسطة سيف من طرف مروج للمخدرات في الحي الحسني في المدينة. وعلمت «المساء»، حسب مصادر مطّلعة أن الاعتداء كان في الحي الحسني عندما كانت عناصر الشرطة تقوم بتدخل أمني بالحي المذكور، لتوقيف شخص من ذوي السوابق العدلية، مبحوث عنه بتُهم الاتجار في المخدرات والاعتداء على الأشخاص، وأثناء التدخل، قام المتهم بإشهار سيفه في وجه عناصر الشرطة، في محاولة منه للفرار، وأسفر الاعتداء عن إصابة ستة عناصر أمن بجروح مختلفة الخطورة، نقلوا إثرها إلى مستشفى الرازي في برشيد، حيث قُدِّمت لهم الإسعافات الأولية. وتم توقيف المتهم، رفقة خمسة أشخاص آخرين، حاولوا بدورهم منع عناصر الشرطة من إلقاء القبض على المتهم، مستعملين في ذلك الحجارة. وكانت عناصر الشرطة في برشيد قد أوقفت المتهم قبل خمس سنوات من الآن بواسطة السلاح الناري، بعد أن تعذر عليها اعتقاله، قضى إثرها المتهم عقوبة حبسية. وقد تدخلت مختلف الأطر الطبية في مستشفى الرازي في برشيد لتقديم الإسعافات الضرورية لعناصر الشرطة المصابين، والذين أخضِعوا للعلاج من إصابات في الرأس والأيدي، والذين خلّفت إصابتهم استنفارا أمنيا في المنطقة، حسب المصادر ذاتها. وقد تم نقل المتهمين إلى مفوضية الشرطة في برشيد لفتح تحقيق في الموضوع.