يبدو أن ميزان القوى في عالم كرة القدم يشهد تغيرات حادة، بعد تحقيق اثنين من أغنى أندية العالم نجاحات مدوية بفوز تشيلسي بدوري أبطال أوروبا ومانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي الممتاز. ويحظى سيتي بدعم مادي عربي منذ عام 2009، فيما امتلك الملياردير الروسي، رومان أبراموفيتش، تشيلسي منذ عام 2003، ونجح النادي اللندني في إحراز لقب كبرى بطولات الأندية الأوروبية للمرة الأولى في ميونيخ يوم السبت الماضي. وبفوز تشيلسي على بايرن ميونيخ على ملعب الفريق الألماني، فإن إبراموفيتش حصل على اللقب الذي كان يحلم به منذ شراء النادي قبل تسع سنوات مضت. وفاز تشيلسي أيضا بكأس الاتحاد الانجليزي في وقت سابق من شهر ماي، لكن نجاح الفريق في التعافي من بداية سيئة للموسم سيجعله منافسا قويا في الموسم المقبل. وحقق مانشستر سيتي الفوز بالدوري، بعد إحراز لقب كأس الاتحاد في عام 2011، الذي كان أول لقب كبير للفريق منذ 35 عاما. ويمكن القول اإن كلا الناديين قد ولد من جديد، وكان سيتي المولود الأحدث، بعد استحواذ الشيخ الإماراتي، منصور بن زايد آل نهيان، عليه قبل ثلاث سنوات. وكانت الموارد المالية الهائلة المتاحة للناديين تعني أن بوسعهما الاستعانة بأفضل المدربين واللاعبين، والسيطرة على كرة القدم الانجليزية والأوروبية لفترة طويلة، وإن كان سيتعين عليهما الآن الالتزام بقواعد اللعب النظيف ماديا، التي وضعها الاتحاد الاوروبي لكرة القدم، وستدخل حيز التنفيذ قريبا. ويقول أليكس فيرغسون، مدرب مانشستر يونايتد، على الدوام، إن أصعب شيء في عالم كرة القدم هو إحراز اللقب الأول. والآن بعد فوز مانشستر سيتي باللقب الأول في الدوري الانجليزي منذ 44 عاما، وإحراز تشيلسي لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه، يبدو أن قواعد اللعبة قد تغيرت، فأين سيكون مكان مانشستر يونايتد وأرسنال، اللذين هيمنا على اللعبة لمدة عشر سنوات؟ وما هو مصير أندية أخرى ناجحة تاريخيا، مثل ليفربول وتوتنهام هوتسبير وإيفرتون ونيوكاسل يونايتد؟ وقال فيرغسون، الذي خسر فريقه لقب الدوري الإنجليزي بفارق الأهداف عن سيتي، «نعرف أن سيتي سوف ينفق أموالا طائلة.. نعرف أن هذا يحدث ولا نستطيع أن نفعل شيئا حياله.» وأضاف «نحن لسنا مثل سائر الأندية التي تدفع أموالا كثيرة للتعاقد مع لاعبين مشاهير. نستثمر في لاعبين يستمرون في صفوف النادي لفترة طويلة، ويصنعون هوية النادي ويمنحون جماهيره المتعة.» وتابع قائلا «نجيد ما نفعله وسوف نواصل العمل بهذا الشكل.» لكن خلدون المبارك، رئيس مجلس إدارة سيتي، ألمح إلى أن النادي قد لا ينفق الكثير من المال خلال الأشهر المقبلة مثلما فعل في نهاية الموسم الماضي. ونقل موقع سيتي على الإنترنت عن المبارك قوله «لدينا تشكيلة فازت ببطولات... لن ننطلق من نفس النقطة مثل المواسم الماضية.» وأضاف «يجب أن نتحسن بشكل كبير. الآن لدينا نقطة انطلاق ويجب أن نبني عليها.» لكن تشيلسي قد ينفق الكثير من الأموال، بينما يأمل أرسنال في بقاء روبن فان بيرسي في الفريق ليشكل ثنائيا قويا مع لوكاس بودولسكي المنضم حديثا إليه. وربما يحتاج أرسنال، الذي عادة ما يتوخى الحرص عند التعاقد مع لاعبين، إلى ضم لاعبين آخرين. ومن المحتمل أن تهدأ حدة المطالب بتجديد شباب تشكيلة تشيلسي، التي تقدم العمر ببعض لاعبيها، بعدما فاز الفريق بدوري أبطال أوروبا. ومن المتوقع رحيل ديدييه دروغبا (34 عاما) عن تشيلسي بنهاية الموسم، لكن العمود الفقري للفريق والمكون من القائد جون تيري والمدافع آشلي كول ولاعب الوسط فرانك لامبارد لا يظهر عليهم التأثر بعامل السن بعد. وإذا تعاقد تشيلسي مع المدرب المناسب لقيادة الفريق بشكل دائم - ويعتقد البعض أن المدرب المؤقت روبرتو دي ماتيو مناسب للمنصب - وأنفق أموالا بحكمة على التعاقد مع لاعبين، فإنه وسيتي قد يهيمنان على عالم كرة القدم، مثلما فعل يونايتد وأرسنال لفترة طويلة.