تشهد إسبانيا يومه الثلاثاء، شللا تاما على مستوى قطاع التعليم بسبب الإضراب العام الذي دعت له اتحادات الطلاب واتحاد لجان العمال والاتحاد العام للعاملين الحكوميين والاتحاد العمالي العام، واتحاد أولياء الأمور بمشاركة طلاب المدارس الثانوية والإعدادية. وستتوج هاته الاحتجاجات بمسيرات ووقفات احتجاجية بأهم الساحات العمومية بالمدن الإسبانية. الإضراب العام الذي تخوضه مختلف شرائح الشعب الإسباني تحت شعار «لا لتفكيك المدارس الحكومية، لا للانتحار الاجتماعي»، جاء ردا على قرار حكومة راخوي بتخفيض حوالي ثلاث مليارات يورو من الدعم الحكومي الموجه لقطاع التعليم برسم السنة المالية 2012، مع ما سيترتب عن هذا القرار من ارتفاع صاروخي لتكاليف التسجيل بالمؤسسات التعليمية وبصفة خاصة الجامعية منها، حيث انتقلت واجبات التسجيل بالجامعات الإسبانية من 1000 أورو إلى ما بين 6000 و9000 أورو، وفرض قرار الحكومة الإسبانية على الطلاب الإسبان والقادمين من دول الاتحاد الأوروبي، أداء % 25 من رسوم التسجيل بعدما كانت النسبة سابقا % 15، وهو ما اعتبره الإسبان إنهاكا كبيرا لقدرتهم الشرائية في ظل أزمة اقتصادية خانقة لم يسبق أن عاشت إسبانيا الديمقراطية مثيلا لها. غير أن أكبر المتضررين من القرارات التقشفية لحكومة راخوي هم الطلبة الأجانب، وفي مقدمتهم حوالي 15 ألف طالب مغربي يدرسون بالجامعات الإسبانية، حيث أصبحوا مطالبين بأداء مجموع رسوم التسجيل الجديدة من دون الاستفادة من أي تخفيض، وهو ما يشكل ضربة قاضية لآباء وأولياء الطلبة المغاربة الذين أصبح مستقبل أبنائهم الدراسي على كف عفريت. وفي سياق متصل، علمت الجريدة أن جمعية آباء وأولياءالتلاميذ المغاربة بمؤسسات التعليم الإسبانية بطنجة قررت يومه الثلاثاء المشاركة في الاحتجاجات التي ستنفذها الجالية الإسبانية بمدينة طنجة ضدا على قرارات حكومة راخوي، واستغرب بعض آباء وأولياء الطلبة المغاربة، في تصريح للجريدة، الصمت المطبق الذي تلتزمه حكومة بنكيران تجاه هاته الكارثة التي حلت بالطلبة المغاربة، إذ لم يسجل أي تحرك في محاولة لإثارة انشغال الحكومة المغربية بالمصير الغامض الذي بات يتهدد مستقبل 15 طالب مغربي يتابعون دراستهم بالجامعات الإسبانية، و أزيد من 5000 تلميذ مغربي يتابعون دراستهم بمؤسسات البعثات الإسبانية بالمغرب، مما يجعل المغرب في مقدمة الدول التي يقبل أبناؤها على الدراسة بالبعثات الإسبانية، وختمت مصادرنا تصريحها للجريدة بدعوة حكومة بنكيران إلى إيلاء ما يستحقه هذا الموضوع من اهتمام حتى لا نفاجأ غدا بعودة الآلاف من الطلبة نحو المغرب مع ما سيترتب عن ذلك من كارثة يصعب التحكم في تداعياتها المستقبلية.