تميزت الأغنية المغربية على عهد روادها بأن اشتهر كل واحد من هؤلاء بقطعة غنائية متميزة، ذاع صيتها وأصبحت على كل لسان، وعلى سبيل المثال، اشتهر المزكلدي بالعروسة، عباس الخياطي: خويا يا لغادي مسافر، الغرباوي: بملهمتي، عبد الوهاب أكومي: بري، إسماعيل أحمد: سولت عليك العود والناي، فتح الله المغاري: كأس البلار، فويتح: وأومالولو، المعطي بنقاسم: بنت المدينة، عبد الواحد التطواني: ماشي عادتك هادي، محمد علي: المخنتر، بهيجة ادريس: عطشانة، ومحمد العربي العوامي مي يا مي الحبيبة، وعن هذه القطعة يقول العوامي، كنت بمدينة الرباط واشتقت لرؤية والدتي المتواجدة بطنجة وزيارتها، وأبلغت الأمر لصديق لي، الشاعر محمد لحلو، الذي أعد لي القطعة المذكورة وأديتها سنة 1963، وذاعت وانشترت بشكل كبير، وعرفت شهرة واسعة، تقول القطعة: مي يا مي الحبيبة مي يا مي علي غايبة وبعيدة الحبيبة مي فراقتك نار صعيبة وأنا في بلاد بعيدة وحشك فاق يالحبيبة علي فاقية الكبيرة جاني يا ما خبارك قلبك ما هانيش علي ونا يا ما بحالك حر فراقك علي ربي يا ما يصبرك ويصبرني يا ضوى عيني عمري ما نويت نفرقك يا ما وكتاب علي قلبي ماسخا بفراقك وربي عالم بي الليل ونهار صورتك خيال بين عيني أمي يا مي الحبيبة..... العوامي من مواليد مدينة طنجة سنة 1941، أحب الموسيقى منذ صغره، وكان شغوفا بالاستماع لأروع الأغاني الشرقية، وكان يتردد على قاعات السينما التي كانت تقدم الأفلام الغنائية لكبار المطربين، محمد عبد الوهاب، أم كلثوم، فريد الأطرش، وكان يغني بعض القطع الموسيقية الشرقية، وفي مستهل الخمسينيات أتيحت له فرصة الغناء أمام جوق موسيقي في إحدى المناسبات ببيت خاله الذي طلب منه أن يغني صحبة ذلك الجوق، لأنه كان يعرف أنه يحسن الغناء، وأطرب الحاضرين وأصبح الجوق يدعوه للمشاركة في الحفلات، لتنطلق بذلك مسيرته الفنية التي أغناها، ونجح في مشواره ليؤدي العديد من الأغاني نذكر منها، بابا يا ألف حجاب، عيد ميلادك يا أختي، الربيب غريب، مبروك ياعريس، طنجة يا مولات التاج، كما أدى أغاني وطنية ودينية، ونظرا معالجته للموضوعات الاجتماعية من خلال أغانيه فقد سمي بمطرب الأسرة. عن واقع الأغنية المغربية، قال العوامي خلال إحدى البرامج الإذاعية، الأغنية المغربية نشأت في الخمسينيات: ترتب في عزها في الستينيات، وتآمروا عليها في السبعينيات وقتلوها في الثمانينيات.