سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«ماشي عادتك هادي» أغنية حاكى فيها الملحن عبد القادر الراشدي أغنية «كل ده كان ليه» عبد الواحد التطواني سجل الأغنية التي أداها قبله إسماعيل أحمد رغم مرضه
في واحتها الصيفية تعود «المساء» إلى أرشيف الأغنية المغربية لتنبش في ذكرياتها، وتكشف بعضا من المستور في لحظة إنتاج هذه الأغاني، من خلال شهادات شعراء وملحنين ومطربين ومهتمين كانوا شاهدين على مرحلة الولادة، شهادات تحمل لحظات النشوى والإمتاع في الزمن الجميل للأغنية، وأخرى تحرك جراح البعض الذين يصرون على البوح للقارئ رغم جرأة البوح وألمه في بعض الأحيان. بين الأمس واليوم، يعيش الفنان المغربي عبد الواحد التطواني، عازفا، مطربا، شاذيا وشاهدا حيا على تحول الأغنية المغربية ،على العديد من الأحداث الفنية التي ميزت المغرب منذ خمسينيات القرن الماضي. في نبرته يقين المعلومة، وفي تدقيقه الجرأة التي تؤرخ للمرحلة وللذكريات التي صنعت الأغنية المغربية، هو الابن التطواني الشغوف بسحر الإيقاع المغربي حد الجنون الذي ينبش في بوح مع «المساء» في ذكرياته. «مساري كله ذكريات وقصص غريبة، أجملها اللحظات التي جالسنا فيها الملك الراحل الحسن الثاني الذي كان يحب الفنانين المغاربة ويحتفظ لهم بالود والاحترام، ومن بين اللحظات التي أعتز بها الفترة التي نجحت فيها أغنية «ماشي عادتك هادي»، رغم أنني لم أكن أتوقع نجاحها الذي استمر عدة عقود، هذه الأغنية سر من أسرار حياتي الفنية الجملية»، يقول عبد الواحد التطواني. عن أسرار أغنية «ماشي عادتك هادي»، يقول عبد الواحد التطواني: «من ذكرياتي مع هذه الأغنية أنني لم أكن من سيغنيها في البداية، فقد كان مقررا أن يغنيها عبد الواحد الصميلي، إلا أن ظروفا حالت دون ذلك، من بينها أن الصميلي لم يكن محترفا للمجال، وإنما كان مولعا ومهتما فقط بالأغنية المغربية والعربية، مما جعل الموسيقار عبد القادر الراشدي يسند لي الأغنية.هذه الأغنية أراد بها الراشدي أن يحاكي أغنية «كل ذا كان ليه» التي لحنها محمد عبد الوهاب، من خلال بنائها الموسيقي والتنقلات الإيقاعية والنمط اللحني». ويواصل التطواني رحلة بوحه، مضيفا: «من الطرائف الكثيرة لهذه الأغنية أن اليوم الذي سجلت فيه الأغنية من سنة 1964 أصبت بزكام حاد، فتحفظت على التسجيل تحت تأثير المرض، إلا أن الفنان الموسيقار عبد القادر الراشدي رحمه الله قال «سجلها والله يجيب التيسير»، فأخذت بنصيحته وسجلت الأغنية، وتيقنت أن الراشدي كان يحب الخير للفنانين المغاربة، إذ كانت هذه الأغنية سببا في شهرتي». وبتواضع كبير يعترف عبد الواحد التطواني الذي اشتهر بأغنيتي «الشاكي باكي» و«ها أنت مزال» أن أغنية «ماشي عادتك هادي» غناها الفنان اسماعيل أحمد، لكنه لم يسجلها للإذاعة رغم أنها قدمت على مسرح محمد الخامس وبثت ثلاث مرات على شاشة التلفزيون، وبعد سنة، منحني إياها، وحققت معها الذات والانطلاقة». «هي أغنية شكلت جزءا مهما في مساري، يتذكرها جيل الستينيات ويتذكرون الانتشار الكبير الذي حققته حينها، وما كان يسعدني أن الملك الراحل الحسن الثاني كان يحب هذه الأغنية ويطلب مني أن أغنيها، وكنت أغنيها بإحساس آخر أمام الملك، ومن فرط علاقتي المميزة بالملك رحمه الله أنه قدم لي سنة 1967 أغنية «إيفران يا الغالي عليا» التي كتبها ولحنها لأغنيها، لكن المشروع لم يكتمل بسبب الظروف، وأتذكر أنه كان يلقنني اللحن والنطق بشكل دقيق، هي الأغنية التي تقول كلماتها: «إيفران يا الغالي عليا يا زينة البدور شتوا وصيف، يوم زارك زين «السميا» الحسن الثاني لعزيز الكريم....». ومن جميل الصدف أن أغني أمام الحسن الثاني أغنية «فرحة طنجة» سنة 1965 التي أعدت غناءها مرتين بطلب من الملك الراحل «وهو الشيء الذي يؤكد حديث البعض عن توصيته لعبد القادر الراشدي برعايتي»، يقول عبد الواحد التطواني. وتكرس اشتغال عبد الواحد التطواني مع الراشدي من خلال عدة أعمال من بينها، «ظلمتيني»، «زينت العرش بنورك»، «اللي فات ما يعود»، «كل خطوة شعبك راضي»، «سيدي محمد العلوي» في ميلاد الملك محمس السادس، «على سلامتك»، «واد زيز»، «أهلا بالحبيب»، بمناسبة زيارة الحبيب بورقيبة الرئيس التونسي الراحل للمغرب. عاش عبد الواحد التطواني، المزداد سنة 1944 في تطوان عدة محطات في حياته الفنية، من بينها تأسيسه سنة 1957 لفرقة موسيقية رفقة صديقه عبد القادر البشيري، قبل أن يلتحق سنة 1959 بالعاصمة الرباط، لينطلق مسار فني آخر دشنه بالمشاركة في أوبرت «بناة الوطن» الذي قدم أمام الملك. ويشكل الثالث من مارس من سنة 1968 محطة أساسية في مسار التطواني بالتحاقه بالجوق الملكي بأمر من الملك الراحل الحسن الثاني، هذا الحدث جعله مطرب القصر وشاهدا على العديد من الأحداث الفنية التي ارتبطت بالقصر، من بينها انقلاب الصخيرات الذي كان التطواني أحد الأسماء التي احتجزت فيه من طرف الانقلابيين وتعرضت للاعتداء العنيف. حدث الصخيرات كان حاسما في توقف عبد الواحد التطواني عن الإنتاج لعدة سنوات، قبل أن يقنع الموسيقار أحمد البيضاوي بالعودة إلى المجال، لينطلق المسار من جديد بأغان كثيرة، من بينها «عيونك»، «كما تشاء»، «الشربيل»، «ابتسم»، «ماذا بي»، «دلال»، «نور القمر»، وتميزت سنوات التسعينيات بمشاركته في أعمال مسرحية، من بينها مسرحية «شجرة الأوفياء» التي كتبها الراحل علي الحداني، كما شارك في مسرحية «هبل تربح» ومسرحية «الأبطال». ماشي عادتك هادي تهجرني وتعادي آش عملت خبرني وإلى غلطت اعذرني وقبل ما تهجرني قل لي عملت هادي أو صنعت هادي ماديرش هادي ماشي عادتك هادي