كان نقاشاعاقلا وهادئا ..لم ينح قط الى مدارج الشعبوية والتراشق " الايديولوجي" الذي يضعف صورة السياسي في أي موقع كان.. "مباشرة معكم" على قناة دوزيم حاول ضيوفه القبض على بعض أسئلة الراهن السياسي التي تأخذ بتلابيب العقل الرسمي والحزبي.. وما بدأ يتمأسس ويتأسس أيضا من أعراف جديدة في التعامل بين الطبقة السياسية على خلفية تطبيق وثيقة دستورية بمضامين ديمقراطية وتقدمية. البرنامج المذكور حاول مساءلة الأداء الحكومي ومسار الحكومة الجديدة انطلاقا من السلوك السياسي لأعضائها وعلاقتهم . بل نظرتهم لقضايا البلاد وموقع المعارضة الدستورية . يونس دافقير في تعليقه على جلسة الاثنين التي جاء فيها رئيس الحكومة أمام البرلمان ليجيب على ما استجد من التدبير الحكومي ،علق على أن تلك الجلسة ليس لها أي أثر سياسي وبالتالي فهي ليست جلسة مساءلة رغم أنها شكلت وجبة سياسية ودستورية دسمة . عبد الهادي خيرات في معرض حديثه الموسوم دائما بصراحة متناهية قال إن خطورة اللحظة التي يعيشها المغرب السياسي هي الاصرار على التطبيق غير الديمقراطي للوثيقة، والنحو تجاه تأويل محافظ يعيدنا الى المربع القديم لإنتاج القرار بمضامين لا تنتبه إلا للحفاظ على علاقة سلسة مع الفاعل المركزي، مشيرا الى أن النقاش الدائر بين بالملموس أن رئاسة الحكومة ومن يدور في فلكها تحاول "استرجاع" ويشدها الحنين أيضا الى "سياسة المظل " والاختباء وراء الملك ..دون النفاذ وتمثل عمق وروح الدستور ..ما علينا ..سيسجل التاريخ أن المعارضة وعلى الاقل في الموقع الذي يقتطعه الاتحاد الاشتراكي بقوة التاريخ والمصداقية السياسية ،تدافع عن تقوية صلاحيات رئاسة الحكومة وتقوية هذه المؤسسة لصالح المغرب ومستقبل هذا المغرب الذي نشتغل جميعا، وانطلاقا من تراكمات تاريخية وسياسية ودستورية لوضعه على السكة الديمقراطية الصلبة التي تنتصر للبناء الدستوري، واحترام الصلاحيات المنوطة بكل مؤسسة "، وهنا تساءل خيرات : هل بحيرة الناضور وواد بورقراق يدخلان في الاستراتيجي........... لقد سمعنا كلاما كبيرا ومازلنا عن محاربة الفساد والريع وعندما نأتي للتفعيل نجد أن الامر ينكمش الى ممارسة هشة وضعيفة، ومقاربة تضعف الأداء السياسي ..فالاتحاد الاشتراكي لم يتحدث ولم يتشبث أبدا منذ خروجه الى المعارضة بالشكلانية التي يدعي البعض أننا لعبنا عليها لشغل الحكومة وربكها ..أبدا يؤكد القيادي الاتحادي ،ان من حسنات هذه التجربة هو وجود معارضة مميزة في التاريخ البرلماني مصرة على محاربة الفساد وإسقاط الريعية ..وهذا مهم وداعم وقوة مضافة للحكومة الحالية . عبد الرحيم المصلوحي الباحث الاكاديمي والكاتب العام للجمعية المغربية للعلوم السياسية، قال لدى حديثه عما يمور به الحقل السياسي الوطني حاليا ..إن طرق الاشتغال الجديدة راهنا هي نوع من التمرين الديمقراطي الجيد والمحمود ..وان حضور بنكيران للبرلمان في الموعد الشهري هو تكريس لعرف دستوري تأسس مع حكومة التناوب التي قادها عبد الرحمن اليوسفي ..وهو أكثر من هذا نوع من التأويل البرلماني المهم في بدايات التطبيقات الدستورية، مع ملاحظة أثارها نفس المتدخل أن الحديث عن ثنائية كذا مؤسسات.. والتصنيفات بين الاستراتيجي يعطينا الهامشي الذي يتبقى لرئيس حكومة منتخبة ..؟؟ دافقير وبأدوات تحليل تمتح من "التخصص"، عاد ليضع أصبعه على نقطة أساسية، تلك المتعلقة بالتأويل الدستوري الديمقراطي الحاض على ربط المسؤولية بالمحاسبة والحاجة الملحة أيضا للعودة لقراءة الوثيقة ..فوضع القوانين التنظيمية من مسؤولية الحكومة ، والملك لم يعد مسؤولا عن التنفيذ.. الملك له دور رئاسي ضامن وتحكيمي في مجلس الوزراء، والخلط بين المسؤولية الملكية وصلاحيات الحكومة معطى لن يساعد بالضرورة في إعطاء المعنى الحقيقي لدستور حاولت فلسفة تنزيله أن يكون ديمقراطيا..والبيجيدي في هذا السياق يبدو منشغلا بتثبيت عنصر الثقة مع "المؤسسة " على حساب التأويل الديمقراطي للدستور . خيرات ومع تطور النقاش احتج على طريقة التعامل مع ملف المعطلين، والتراجع عن التوظيف وهو ما يثير سؤال استمرارية الدولة والمرفق العمومي ..على أن ذلك قد يصبح شبه "نجاة " جديدة ..يحذر عبد الهادي .." وضاحو معانا " ..وعلى نفس الشاكلة قارب المشاركون في برنامج الزميل جامع كلحسن ثقافة الريع وأصحابه و"عفاريته "وبنيويته داخل النظام السياسي المغربي وضرورة إيجاد مقاربة عميقة وصارمة لوقف انتشاره . البرنامج شارك فيه بالإضافة الى من سبق ذكرهم، البرلمانية شرفات أفيلال وعبد الله بوانو.