بايتاس: ارتفاع الحد الأدنى للأجر إلى 17 درهما للساعة وكلفة الحوار الاجتماعي تبلغ 20 مليارا في 2025    "ما لم يُروَ في تغطية الصحفيين لزلزال الحوز".. قصصٌ توثيقية تهتم بالإنسان    إحباط عملية تهريب دولية للمخدرات بميناء طنجة المتوسط وحجز 148 كيلوغراماً من الشيرا    رابطة علماء المغرب: تعديلات مدونة الأسرة تخالف أحكام الشريعة الإسلامية    بايتاس: مشروع قانون الإضراب أخذ حيزه الكافي في النقاش العمومي    كربوبي خامس أفضل حكمة بالعالم    كمية مفرغات الصيد الساحلي والتقليدي تبلغ بميناء المضيق 1776 طنا    وهبي يقدم أمام مجلس الحكومة عرضا في موضوع تفعيل مقترحات مراجعة مدونة الأسرة    وكالة التقنين: إنتاج أزيد من 4000 طن من القنب الهندي خلال 2024.. ولا وجود لأي خرق لأنشطة الزراعة    بايتاس يوضح بشأن "المساهمة الإبرائية" ويُثمن إيجابية نقاش قانون الإضراب    نجاة مدير منظمة الصحة العالمية بعد قصف إسرائيلي لمطار صنعاء    توقيف القاضي العسكري السابق المسؤول عن إعدامات صيدنايا    بورصة الدار البيضاء .. تداولات الإغلاق على وقع الإرتفاع    خلفا لبلغازي.. الحكومة تُعين المهندس "طارق الطالبي" مديرا عاما للطيران المدني    احوال الطقس بالريف.. استمرار الاجواء الباردة وغياب الامطار    السرطان يوقف قصة كفاح "هشام"    الكلاع تهاجم سليمان الريسوني وتوفيق بوعشرين المدانين في قضايا اعتداءات جنسية خطيرة    قبل مواجهة الرجاء.. نهضة بركان يسترجع لاعبا مهما    "الجبهة المغربية": اعتقال مناهضي التطبيع تضييق على الحريات    في تقريرها السنوي: وكالة بيت مال القدس الشريف نفذت مشاريع بقيمة تفوق 4,2 مليون دولار خلال سنة 2024    جلالة الملك يحل بالإمارات العربية المتحدة    ستبقى النساء تلك الصخرة التي تعري زيف الخطاب    مدرب غلطة سراي: زياش يستعد للرحيل    العسولي: منع التعدد يقوي الأسرة .. وأسباب متعددة وراء العزوف عن الزواج    تحديد فترة الانتقالات الشتوية بالمغرب    نشرة انذارية.. تساقطات ثلجية على المرتفعات بعدد من مناطق المملكة    حصاد سنة 2024.. مبادرات ثقافية تعزز إشعاع المغرب على الخارطة العالمية    المغرب يفاوض الصين لاقتناء طائرات L-15 Falcon الهجومية والتدريبية    "زوجة الأسد تحتضر".. تقرير بريطاني يكشف تدهور حالتها الصحية    330 مليون درهم لتأهيل ثلاث جماعات بإقليم الدريوش    أبناك تفتح الأبواب في نهاية الأسبوع    المحافظة العقارية تحقق نتائج غير مسبوقة وتساهم ب 6 ملايير درهم في ميزانية الدولة    بيت الشعر ينعى محمد عنيبة الحمري    المنتخب المغربي يشارك في البطولة العربية للكراطي بالأردن    استخدام السلاح الوظيفي لردع شقيقين بأصيلة    إسرائيل تغتال 5 صحفيين فلسطينيين بالنصيرات    أسعار الذهب ترتفع وسط ضعف الدولار    كندا ستصبح ولايتنا ال51.. ترامب يوجه رسالة تهنئة غريبة بمناسبة عيد الميلاد    أسعار النفط ترتفع بدعم من تعهد الصين بتكثيف الإنفاق المالي العام المقبل    بلعمري يكشف ما يقع داخل الرجاء: "ما يمكنش تزرع الشوك في الأرض وتسنا العسل"    طنجة تتحضر للتظاهرات الكبرى تحت إشراف الوالي التازي: تصميم هندسي مبتكر لمدخل المدينة لتعزيز الإنسيابية والسلامة المرورية    الثورة السورية والحكم العطائية..    "أرني ابتسامتك".. قصة مصورة لمواجهة التنمر بالوسط المدرسي    المسرحي والروائي "أنس العاقل" يحاور "العلم" عن آخر أعماله    مباراة ألمانيا وإسبانيا في أمم أوروبا الأكثر مشاهدة في عام 2024    جمعيات التراث الأثري وفرق برلمانية يواصلون جهودهم لتعزيز الحماية القانونية لمواقع الفنون الصخرية والمعالم الأثرية بالمغرب    مصطفى غيات في ذمة الله تعالى    جامعيون يناقشون مضامين كتاب "الحرية النسائية في تاريخ المغرب الراهن"    هل نحن أمام كوفيد 19 جديد ؟ .. مرض غامض يقتل 143 شخصاً في أقل من شهر    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حسن طارق: «هناك حكومات كانت أقوى من الدساتير، لا نريد لهذه الحكومة أن تكون أقل من الدستور الجديد»
نشر في الاتحاد الاشتراكي يوم 10 - 05 - 2012

علي اليازغي: هل تهيئة ضفة أبي رقراق لها بعد وطني ودولي؟
حسناء أبو زيد 37 مؤسسة التي تنازلت عنها الحكومة تمثل 90% من المجهود الاقتصادي والخدماتي
اعتبر حسن طارق أن الجلسة العامة المخصصة للتصويت على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالتعيين في المناصب السامية، أو ما أصبح يصطلح عليه «ما للملك وما لرئيس الحكومة». حدثً حقيقي، لأن الأمر يتعلق بأول قانون تنظيمي تقدمه هذه الحكومة، في الوقت الذي قدمت فيه أربعة قوانين تنظيمية من طرف الحكومة السابقة. لكن يضيف حسن طارق باسم الفريق الاشتراكي بمجلس النواب لدى المناقشة، هذه أول خطوة في تفعيل الوثيقة الدستورية، ورأى أن مناقشة هذا القانون شيء مهم، لكن تقدير المعارضة الاتحادية يتجه إلى أن مناقشة المنهجية شيء أهم، ولاحظ أن الوزير الكروج الذي رافق النقاش على امتداد 7 جلسات في اللجنة، يحضر لوحده في غياب أعضاء الحكومة الذين لهم علاقة قوية بهذه المؤسسات العمومية.
اعتبر حسن طارق أن الجلسة العامة المخصصة للتصويت على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالتعيين في المناصب السامية، أو ما أصبح يصطلح عليه «ما للملك وما لرئيس الحكومة». حدثً حقيقي، لأن الأمر يتعلق بأول قانون تنظيمي تقدمه هذه الحكومة، في الوقت الذي قدمت فيه أربعة قوانين تنظيمية من طرف الحكومة السابقة. لكن يضيف حسن طارق باسم الفريق الاشتراكي بمجلس النواب لدى المناقشة، هذه أول خطوة في تفعيل الوثيقة الدستورية، ورأى أن مناقشة هذا القانون شيء مهم، لكن تقدير المعارضة الاتحادية يتجه إلى أن مناقشة المنهجية شيء أهم، ولاحظ أن الوزير الكروج الذي رافق النقاش على امتداد 7 جلسات في اللجنة، يحضر لوحده في غياب أعضاء الحكومة الذين لهم علاقة قوية بهذه المؤسسات العمومية. وربط أهمية هذا القانون بكونه أول قانون يحال على المؤسسة التشريعية. «هذه الملاحظة تبدو مفهومة، يقول طارق، حينما نتحدث عن المنهجية وتفعيل الوثيقة الدستورية انطلاقاً من هذا النموذج». وقدم ملاحظة تتعلق بأهمية تنصيص الدستور على 20 قانونا تنظيميا، وأضاف أن البرلمان والحكومة ينتظرهما 15 قانوناً تنظيمياً، وهي مهمة ومكملة للوثيقة الدستورية. وتهم مجالات ومؤسسات دستورية أساسية، الأمر يتعلق بالقانون التنظيمي للحكومة، والقانون التنظيمي للمالية والقانون التنظيمي للجهوية، والقانون التنظيمي للأمازيغية، وآخر يهم الديمقراطية التشاركية، وقانون خاص بملتمسات التشريع والعرائض المرفوعة إلى السلطات العمومية، وقوانين أخرى تهم مؤسسات مهمة، كالمجلس الأعلى للأمن، والمجلس الأعلى للسلطة القضائية، والمحكمة الدستورية. «وأضاف البرلماني الاتحادي أن الأمر يتعلق بكتابة النصف غير المكتمل من الدستور، وهذه القوانين وحدها ستعطينا الصورة النهائية التي بها يكتمل نظامنا المؤسسي والسياسي. ورأى أن الأمر يتعلق بولاية تشريعية بخصوصية شبه تأسيسية. «إذ لن نصادق فقط على القوانين العادية، وعلى القوانين التنظيمية ذات الطبيعة الحالية، لكن سنصادق على قوانين تنظيمية مهمة في تشكيل ملامح النظام المؤسسي لبلادنا. «ومن ثمة، يقول إن سؤال المنهجية مهم. وتساءل هل من حق الحكومة أن تعتمد على المنهجية العادية والطبيعية في إصدار القوانين؟ فالحكومة تعترف في برنامجها الحكومي بأن التعامل مع هذه القوانين سيكون تعاملا استثنائياً وأنها ستسعى لإجراء مقاربة تشاركية في تفعيل الوثيقة الدستورية. هل التزمت الحكومة بذلك في هذا القانون التنظيمي، يتساءل طارق، وهل دعت إلى مشاورات مع أحزاب المعارضة، وطلب الخبرة في موضوع أثار من النقاش كثيرا، وهو موضوع معايير التصنيف حول الاستراتيجية، وما هو الجهد الخاص والاستثنائي الذي يدل على هذه الصفة التشاركية وهي تقوم بإعداد هذا النص، وهل تعتزم الحكومة إشراك البرلمان والمعارضة والرأي العام في هذا الورش التشريعي المهم، أم تبقى أسيرة منطق عددي، الذي قد يصح في القوانين العددية، لكنه لا يصح في الاختيارات السياسية الكبرى. ببساطة، يقول طارق إن الدستور ليس دستور الأغلبية، فالدستور الذي نتحدث عن تفعيله هو دستور الجميع وليس أيضا دستور المعارضة.
ومن ثمة يقول «إن المؤشرات هي سلبية، إذ تحدثنا دائما في اللجنة حول هذه السرعة التي هي غير مفهومة لإصدار هذا القانون، واستعرض 5 تواريخ للاستدلال على هذه السرعة، 29 نونبر كان تعيين رئيس الحكومة و3 يناير التي تم فيها تعيين الحكومة، حيث تم تنصيبها من طرف المؤسسة التشريعية في 26 يناير 2012، وفي نفس هذا اليوم تم إصدار الاختصاصات التي بموجبها فوض رئيس الحكومة بعضا من اختصاصاته للوزير المنتدب المكلف بتحديث الادارة والوظيفة العمومية، وفي 7 فبراير انعقد المجلس الحكومي، وفي نفس اليوم انعقد المجلس الوزاري .وتساءل هل 9أيام كافية لنعد قانونا بهذا الحجم؟ وهل يوم كاف لكي يطلع عليه الوزراء الذين تسلموه ساعات قبل الدخول إلى المجلس الوزاري، وتساءل هل هذه هي الحكومة السياسية المنتخبة والتي ستتداول في القضايا الأساسية ببلادنا، ومتى تداولت الحكومة في قانون مهم ومهيكل واستراتيجي وكيف تداولت فيه ولماذا أركبت الحكومة هذا القانون في tgv وستركب قوانين أخرى على ظهر السلحفاة.ودائما في إطار طرح الاسئلة التي تربك ادعاءات الحكومة بخصوصهذا الموضوع، يقول حسن طارق: هل ستقوم أيضا باستعمال السرعة أيضا في القوانين الأخرى. وأبدى تخوفه باسم المعارضة الاتحادية في هذا المجال. مشددا على «أننا كمعارضة وقوى وطنية شركاء في تفعيل الوثيقة الدستورية». وأضاف أنه لا يجب أن نعتبر أن تفعيل الوثيقة الدستورية هو عبارة عن إجراءات إدارية وتنظيمية عادية. ودعا إلى نسيان أن بلادنا خرجت من حوار عمومي واسع وعميق. ساهمت فيه كل القوى السياسية ولكل المجتمع المدني حول الدستور الذي يريده المغاربة. «فحينما نقدم اليوم قانونا تنظيميا، يجب أن نشعر بهذا الجو العام وأن تكون هذه القوانين التنظيمية منتمية إلى اللحظة التأسيسية التي عاشتها بلادنا بعد 9 مارس. والمؤشر الثاني، هو تعامل الحكومة مع النواب داخل اللجنة خلال مناقشة هذا المشروع، إذ رفضت في البداية تسليمنا الوثائق اللازمة لكي نكون صورة عن هذه المؤسسات العمومية والمقاولات العمومية التي يتحدث عنها القانون التنظيمي. ولم نتسلم هذه الوثائق إلا بعد أخذ ورد. قبل ذلك، يقول، برمجت الحكومة هذا القانون في دورة استثنائية. وفي نفس الدورة التي كانت مخصصة لمشروع قانون المالية، مما يثير أسئلة كذلك.» ومن ثمة رأى أنه كان هناك إصرار على فرض الزمن الحكومي على زمن التشريع، وتركت المعارضة، يؤكد طارق، تحاور نفسها في كثير من الحالات. وتساءل أيضا عن الإصرار على الإسراع الاتوماتيكي للحكومة على رفض تعديلات المعارضة، بما في ذلك التعديلات التي تهم تجويد النص وبعض الاختلالات ذات الطبيعة الدستورية. وهي تعديلات شاركت فيها الأغلبية.
ورصد الرؤية الأحادية والضيق من الحوار والجدال والنقاش في أمور مؤسسة تتطلب ذلك الحرص على تمرير نصوص مهمة بآلية التصويت العددي، مؤكدا أن هناك إرادة في تحويل البرلمان إلى غرفة للتسجيل. ومن ثمة وجه سؤاله للحكومة: هل بهذه الإرادة سيتم تدبير القوانين التنظيمية الاخرى، مشددا على ضرورة معرفة المخطط التشريعي للحكومة الذي ينبغي مطالبة رئيس الحكومة به بعد أن تم طرح هذا السؤال على العديد من الوزراء.
وعن أهمية هذا القانون التنظيمي، أكد حسن طارق أنه يرتبط بالسلطة التنفيذية. أي بتوزيع الصلاحيات التنفيذية بين المجلس الوزاري والمجلس الحكومي. وذكر بأن السلطة لتنفيذية كانت هي الموضوع الرئيسي والركن الأساسي لإصلاحات 2011. وهي إصلاحات كانت عقدتها هي الحسم مع مرحلة »اللامسؤولية« حتى لا تبقى مناطق غير خاضعة للحكومة، وخارج رقابتها، وهي مرحلة أسماها الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي بازوداجية السلطة بين الحكومة والدولة، وهي المرحلة التي جاء خطاب 9 مارس ليقطع معها، عندما تحدث عن الحكومة المنتخبة، وعن مكانة رئيسها كرئيس لسلطة تنفيذية فعلية ليتولى المسؤولية الكاملة على الحكومة والإدارة العمومية، ومن ثمة يتساءل عضو الفريق الاشتراكي لماذا لا يريد رئيس الحكومة تحمل المسؤولية الكاملة على الحكومة والإدارة والمؤسسات العمومية.
وسجل للتاريخ، يضيف حسن طارق، «أننا ندافع عن صلاحيات واختصاصات هي للحكومة بقوة الدستور، لكنها تريد التنازل عنها. وليسجل التاريخ، يضيف، إننا أوفياء لتعاقدنا مع الحكومة في الدفاع عن الدستور، فهل أوفت هي الأخرى بالدفاع عنه؟
وفي إطار إثارة ملاحظات عامة على المشروع من حيث الموضوع ،يقول، «إننا أمام مشروع قانون يطرح إشكاليات دستورية وأمام مشروع يشوش على توزيع السلطة التنفيذية بين المجلس الحكومي والمجلس الدستوري»، مستعرضا في هذا الباب الفصل 1 الذي يربط المسؤولية بالمحاسبة، والفصل 89 الذي ينص على أن الحكومة تتداول في السياسات العمومية والسياسات القطاعية، ثم الفصل 89 مرة أخرى الذي يقول إن الحكومة تمارس الاشراف والوصاية على المؤسسات والمقاولات العمومية على أن جلالة الملك يقول في خطاب تقديم هذه الوثيقة الدستورية بتاريخ 17 يونيو وهو خطاب مرجعي، خاصة في غياب الأعمال التحضيرية: »على صعيد الاختصاصات، فإن تمايزهما يتجلى في تخويل مجلس الحكومة صلاحيات تنفيذية واسعة، ذاتية، تقريرية، وأخرى تداولية تحال على المجلس الوزاري، ليبت فيها ضمن ما تم الاحتفاظ له به، من صلاحيات استراتيجية، وتحكيمية وتوجيهية».
يقول حسن طارق أن هذا يعني أن الأمور التي هي ذات الطبيعة الاستراتيجية تحال على المجلس الوزاري وما دون ذلك من اختصاص الحكومة، وأن على الحكومات أن تكف عن الاختفاء وراء جلالة الملك في كل ما هو تنفيذي يومي.
فمصطلح الاستراتيجية هنا مهم، محوري وأساسي وحاسم، فالقانون التنظيمي لا يحدده ولا يعرف مفهوم الاستراتيجية، والعرض الحكومي عرف المؤسسات الاستراتيجية، لكن عندما نعود إلى تعريف العرض الحكومي، نقرأ تحريفا غريبا، وهو أن المؤسسات الاستراتيجية هي تلك صاحبة النشاط الاستراتيجي، والعرب قديما انت تقول كمن عرف الماء بعد الجهد بالماء، وأكد الدستور عرف المؤسسات الاستراتيجية بمنطق الحصرية والاستثناء، وهو منطق الدستور ومنطق خطاب 17 يونيو وخطاب 9 مارس، وهو ليس منطق هذا المشروع الذي جاءنا ب 37 مؤسسة استراتيجية، وهناك يقول طارق أفواه من الأغلبية اعتبرت هذا المشروع يندرج ضمن تأويل غير ديمقراطي للدستور.
لقد عرف المغرب، يشدد حسن طارق، حكومات أقوى من دساتيره كحكومة الأستاذ عبد الله ابراهيم، وحكومة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، ولا نريد لهذه الحكومة التي نتمنى لها النجاح أن تكون حكومة أقل وأضعف من دستور بلادنا، وأضاف لماذا حينما نتحدث عن تطبيق الدستور، تتحدث الحكومة عن الثقة والتوافق، ولماذا، يتساءل أيضا، عندما نتحدث عن التعاقد القانوني الذي يحتكم الى النصوص وإلى الفصول، تتحدثون عن مؤسسات البلاد؟. إننا، يضيف، نؤمن بالثقة كعامل لبناء الانتقال، ونؤمن بالتوافظ بل كنا صناعا وطرفا في صناعة التوافقات المؤسسة لبلادنا، انطلاقا من التوافق الوطني ودفاعا عن استقلال البلاد، وصولا الى التوافق دفاعا عن التراب والوحدة الوطنية ثم لحظة حكومة التناوب، من أجل التقدم الديمقراطي، لكننا يستدرك، نؤمن بأن الثقة أو التواقف ليسا بديلا عن الدستور، فالثقة والتوافق مطلوبان. لكن ليس على حساب الوثيقة الدستورية وليس على حساب التعاقد القانوني والدستوري.
نعم للثقة، يجدد حسن طارق في مداخلته،» نعم للتوافق، لكن في إطار الدستور، لذلك يقول قدمنا 5 تعديلات تندرج في أفق تفعيل سليم للوثيقة الدستورية، نريد أن نسجل هذا الموقف للتاريخ دفاعا عن الوثيقة الدستورية، ودفاعا عن المستقبل»
علي اليازغي في إطار تقديمه لبعض مقترحات الفريق الاشتراكي، أكد أن المعطيات لاتزال غير كافية وهو يجيب على كلام الحكومة، وتساءل لماذا يتم اعتماد بعض المؤسسات على أساس أنها مؤسسات استراتيجية،وأخرى غير استراتيجية؟. وطرح هنا مثالا واضحا، يتعلق بتهيئة ضفة أبي رقراق، التي تهم ساكنة الرباط وسلا، ولا يهم مثلا سكان زاكورة والمدن الأخرى. متسائلا هل لها طابع وطني ودولي. كما تساءل عن المبرر الذي جعل الحكومة تضع شركة تشجيع الفرس ضمن المؤسسات الاستراتيجية؟الى غير ذلك من الامثلة التي رصدها عضو الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، كما طالب في ما يخص النقطة المرتبطة بالتعيين في المناصب العليا، بأن يكون المرشحون يحملون الجنسية المغربية وحذف التنصيص على اللغة. الذي يمكن أن يستعمل خطأ على أساس الدستور الذي أعطى مكانة للغة الامازيغية. كما اقترح ان تكون هناك دفاتر تحملات يتقدم بها المرشحون والمرشحات لاستحقاق المناصب السامية لربط المسؤولية بالمحاسبة في اطار الشفافية ووضع آلية واضحة أمام الحكومة لاختيار المرشحات والمرشحين ومحاسبتهم .
حسناء أبو زيد، ركزت في تدخلها على أن الفريق الاشتراكي وللتاريخ يدافع عن التطبيق السليم للدستور. الذي مرتكزه العمل من أجل فصل واضح للسلط في إطار توازنها وتعاونها. وليس من الطبيعي، تضيف حسناء أبو زيد، أن تدستر صلاحيات الحكومة كل مرة في شكل سلطة تنفيذية ويتم سلبها حقها في التسيير وبلورة السياسات العمومية،وقالت إن 37 مؤسسة ومقاولة استراتيجية تنازلت عنها الحكومة اليوم لكي يتم التداول في شأنها في المجلس الدستوري. ورأت أن هذه المؤسسات تمثل %90 من المجهود الاقتصادي والخدماتي واللوجستيكي للدولة. والمطلوب من رئاسة الحكومة أن تقوم ببلورة السياسات العمومية وإنجازها على أساس أن تتولى السلطة التشريعية الرقابة عليها. وأكدت عضو الفريق الاشتراكي أن %80 من حجم الاستثمارات العمومية للمؤسسات العمومية تدبر في هذه المؤسسات والمقاولات، وشددت على أن الفريق الاشتراكي وللتاريخ استمات في توسيع صلاحيات الحكومة احتراما لفصل السلط وتوازنها وتعاونها، إلا أنها تنازلت عن صلاحياتها.
وذكرت بالأشواط التي استغرقها النقاش في اللجنة. حيث أكدت أن الخلاف مازال قائما «وكنا نريد لمرحلة التغيير والثقةأن تبنى على الواقعية والموضوعية»، مشيرة الى أن «مجموعة من المؤسسات لم تكن تخضع لتعيين رئيس الحكومة، وكانت شبه إقطاعيات برؤساء مستقلين، وقد وقفنا على ممارساتهم خلال مناقشة الميزانيات الفرعية، لكن التضارب في السياسات العمومية بين الوزراء والمسؤولين المعنيين، يظهر أنها شبه إقطاعيات، فهناك تضاربات وسوء الحكامة والتدبير» .وقالت إن الحكومة لم تستجب لطلبنا المتمثل في تقديم معايير لتكوين أرضية مشتركة منسجمة للحكم، والحكومة بتقديمها لهذا القانون، تتنازل عن %80 من حجم الاستثمارات العمومية في المؤسسات العمومية لتحتفظ السلطة التنفيذية ب %20 فقط من تدبير آليات السياسات العمومية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.