شباب تتدحرج أعمارهم بين العشرينيات حققوا حلما طالما راودهم بين أزقة الحي المحمدي، تأسيس «جمعية كيرا 13» التي يرأسها الشاب المناضل محمد با خالق. فكرة نبيلة من أجل أهداف أكثر نبلا... فرقة مسرحية تواجه الزمن من خدمة المكان تتحول إلى جمعية صيف السنة الماضية وتقسم أن لا لاشيء سوى النضال والعمل الدؤوب يرضي طموحها... إلى جانب الرئيس، أسماء شابة عبرت عن غيرتها على هذا الحي المتميز: عز الدين أشحو، حميد الزعراوي، عبد الرحيم بن سعد وآخرون... سبعون منخرطا بالتمام والكمال، ذكورا، وإناثا والأغلبية العظمى من أبناء الحي... هؤلاء أخذوا على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن مواقفهم، والتفكير في مشاريع في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية... «هناك مشاكل ومثبطات وعراقل، لكن العزيمة أقوى والطموح أشد»، يخبرنا الشاب محمد با خالق... هذا الشاب الذي لم يصل بعد إلى وسط العشرينيات يتحدث كرجل ذي تجربة في الزمان، والمكان... واثق من نفسه بلغة متينة، يملك تصورات عميقة، ويقدر لرجليه قبل الخطو موضعها... حاصل على شهادة التنشيط ومؤطر تربوي يشهد أطفال الحي على كفاءته وقدرته على التواصل. اختيار اسم «كيرا» ليس! اعتباطيا، فهذا الإسم يعرفه كل أبناء الحي ويحفظون مستملحاته وما أكثرها... أما 13، فإحالة إلى المقاطعة المعروفة بدرب مولاي الشريف التي احتضنت لسنوات السجن السيء الذكر، والذي أضحى وصمة عار على جبين الحي وأولاد الحي... معتقل درب مولاي الشريف في الذاكرة السيئة، وكيرا إيجابيا في الذاكرة... يقول لنا رئيس الجمعية إن الأهداف واضحة وهي سواد على البياض في القانون الأساسي، أهداف ثقافية فنية ورياضية وأعمال اجتماعية، وهنا لا يفوت محمد أن ينوه بالمساندة التي يقدمها السيد محمد مجيد للجمعية، خاصة في الجانب الاجتماعي. أما في الجانب الثقافي، فتأطير الشباب لتأليف نصوص مسرحية مستوحاة من الواقع المعيش خطى خطوات لا يستهان بها والمسرح يبقى إلى حدود اليوم شغل الجمعية الشاغل في المجال الفني، فقد تم تقديم مسرحية «طجين مغربي» بمسرح سيدي بليوط مؤخرا، وهي من تأليف عبد الرحيم بن سعد وإخراج سعادة الرئيس، ولقد لقي العمل إقبالا بشهادة الحاضرين من أهل الفن والإبداع. «يا للأسف، يتأسف با خالق، كم كنا نود أو نحلم بتقديم هذا العمل بالحي المحمدي، ويا له من عيب أن لا نقدم هذا المنتوج بالمركب الثقافي بالحي، الذي ينبغي، بل من المفروض أن يفتح أبوابه في أقرب الآجال لنقدم للجمهور الواسع أعمالنا المستقبلية... وأعمال الآخرين طبعا...» «الطفل هو أب الرجل» ولهذا يؤكد رئيس الجمعية على الاعتناء برجال الغد، بالطفولة لكي لا تذهب عرضة للانسياق مع تيار المخدرات، والانحراف.. فإمكاناتنا، اليوم من أجل هذا الهدف لا تتجاوز لسوء الحظ تنظيم دوريات في كرة القدم للصغار...». هذا يحز في النفس، فأحلامنا تفوق بكثير طموحنا... ونتمنى صادقين ألا تتحول الأحلام إلى أوهام، لأن الحي في حاجة ماسة إلى شباب يحبونه ويغارون عليه... فهوا أيضا حي الإبداع والمبدعين... حي يجمع المغاربة من كل حدب وصوب، حي يفرخ الكفاءات شرط أن نلتفت إليها ونؤطرها تأطيرا من أجل غد أفضل، ومستقبل أكثر ربيعا...» هكذا يتحدث السي محمد بطلاقة، وتتغير مخارج الصوت حين يتكلم متألما عن غياب مقر للجمعية رغم بعض الوعود التي لم تتحقق على وجه الأرض، نريد دعما من وزارة الثقافة... من وزارة الشباب والرياضة، من المنتخبين... من كل الغيورين عن هذا الفضاء الذي يبقى دائما ودوما في البال أغنية.. الدعم والمسؤولية والمحاسبة والشفافية... فنحن لا نريد خلط الأوراق، وعدم الخلط بين الجمعوي والسياسي مسألة تفرط نفسها فرضا لايدع مجالا للإلتباس، كما يتنفس الرئيس الصعداء حين تجود قريحته بأسماء مبدعين وفنانين أولاد الحي، ويطالب منهم دعما معنويا لا أقل ولا أكثر... فهناك مشاريع في انتظار ما سيأتي أو لا يأتي... هناك أعمال مسرحية... هناك تفكير في مسرح للأطفال، هناك تأمل في إصدار أعمال إبداعية تخدم الشباب والفتيان... ولمن تسول لهم أنفسهم الحديث عن نهاية الحي، وإطفاء الشموع في الدروب، سنقول لهم: انتظروا وسنبرهن لكم العكس، ومن سار على الدرب وصل، فنحن على أتم الاستعداد لسد الحفر إن أعطيتمونا شيئا من الإسمنت...