حقق النادي المكناسي الأهم، وتأهل إلى ملحق ثمن نهاية كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بعد تعادله السلبي أمام فريق ميموزا الإفواري بالملعب الشرفي بمكناس. ودخل الفريق الإيفواري اللقاء وكله عزيمة للتوقيع على نتيجة يمحو بها آثار تواضعه في لقاء الذهاب، والعودة إلى أبيدجان حاملا بطاقة التأهيل. وقد كان قريبا من تحقيق مبتغاه لولا انعدام التركيز وغياب متمم للعمليات، إذ هدد مرمى الكوديم في عدة مناسبات، أخطرها كانت في د23 حين سدد المهاجم جون ميشال كرة من حوالي 20م، انهزم فيها الحارس غوفير وناب عنه القائم الأيمن. ولم يظهر فارس الإسماعيلية بالصورة المنتظرة، وكان عامل الضغط باديا على العناصر الكوديمية، التي اكتفت بالدفاع والمرتدات. وكان لعامل الطقس أيضا أثرا على أدائها. وخلق فارس الإسماعيلية هو الآخر فرصا حقيقية للتسجيل لم تترجم إلى أهداف، أهمها كان في محاولتين (د26 ود 29)، لكنهما وجدتا حارسا عملاقا صدهما ببراعة. وخلال الجولة الثانية، انخفض إيقاع اللقاء، وظهرت نوايا المدرب طالب في تحصين خطي الدفاع ووسط الميدان، وبالتالي الإبقاء على نتيجة التعادل السلبي، سيما وأنها تمنحه بطاقة العبور، حيث لاحظ عدم قدرة لاعبيه على مسايرة حماس واندفاع الخصم، الذي تحكم في وسط الميدان. ودفع المدرب الفرنسي سيباستيان ديزابر بمهاجم ثالث بدل اثنين اللذين اعتمدهما في الجولة الأولى، لكن محاولاته لم تثمر أي هدف. لينتهي اللقاء، الذي أداره الحكم الغاني ويليام أكبوفي، بنتيجة البياض، وهي النتيجة التي منحت الكوديم ورقة المرور إلى الدور الموالي، وأراحت أنصار ومحبي فريق العاصمة الإسماعيلية، الذين ظلوا أوفياء لفريقهم طيلة اللقاء من خلال تشجيعاتهم المتواصلة، رغم الفترات العصيبة التي مروا منها. يذكر أن الممثل الثاني لكرة القدم المغربية في هذه المسابقة، فريق الوداد البيضاوي، تأهل بدوره إلى الدور المقبل على الرغم من هزيمته بهدف واحد، يوم السبت في العاصمة المالية، أمام مضيفه ريال باماكو في مباراة إياب ثمن النهاية. وكان فريق الوداد قد فاز ذهابا قبل أسبوعين بالدار البيضاء 3 - 0. وسيتعرف الفريقان المغربيان على منافسيهما في الدور المقبل، في أعقاب عملية القرعة التي سيتم سحبها يومه الثلاثاء بمقر الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بالقاهرة. تصريحات * عبد الرحيم طاليب، مدرب النادي المكناسي: «المقابلة كانت صعبة وصعبة جدا، بالنظر إلى الضغط الممارس على اللاعبين من أجل التأهيل، علما بأنهم يدخلون غمار التجربة الإفريقية لأول مرة، بل إن هناك من يلعب لأول مرة في القسم الوطني الأول. إضافة إلى الإرهاق الذي ظهر عليهم بعد مشوار شاق في البطولة والكأس. لقد لعبنا أمام فريق له تجربة وباع طويل على الساحة الإفريقية، وظهر بشكل مغاير تماما مقارنة مع مباراة أبيدجان. وحين تبين منبع الخطر عملت على سد المنافذ والحفاظ على امتياز لقاء الذهاب. المهم أننا تأهلنا وهذا لم يكن ضمن برنامجي لما تعاقدت مع الكوديم». * سيباستيان ديزابر، مدرب ميموزا: «أولا أهنئ فريق النادي المكناسي، الذي كان خصما قويا. لقد لعبنا لقاء جيدا، خصوصا بعد استرجاعنا بعض العناصر التي غابت عنا في لقاء الذهاب. لعبنا على الأجنحة للوصول إلى الشباك وخلقنا عدة فرص للتهديف، لكن كانت تنقصها الدقة والتركيز وغاب عنها مهاجم يجيد إتمام العمليات. أدخلت ضمن تشكيلتي لاعبا استقدمته من أحد الأحياء ولم يسبق له أن لامس الكرة مع الفريق، وكان في المستوى. وفي الجولة الثانية أقحمت مهاجما ثالثا وأصبحت الخطة 4 - 3 - 3، لكننا لم نتمكن من التسجيل وهذا هو منطق كرة القدم فيه المنتصر والمنهزم». * لمريني، عميد فريق الكوديم : «المقابلة كانت قوية نظرا لقوة الفريق الإيفواري على الساحة الإفريقية. الفريق المكناسي استعد لهذا النزال بحماس كبير، وكما لاحظتم فالجمهور استمتع بلقاء جيد، قدم فيه فريقنا عرضا طيبا رغم قوة الخصم. كان هدفنا هو التأهل والحمد لله تأهلنا. أما بخصوص إصابتي وخروجي الاضطراري من اللقاء فالحمد لله ليس هناك ما يزعج».