لم ترق دورة أبريل للمجلس الحضري بسيدي بنور المنعقدة يوم الخميس الماضي، إلى تطلعات الساكنة البنورية و ما كان ينتظره الجميع في الإعلان عن مشاريع تنموية و اقتصادية تساهم في امتصاص البطالة و رفع التهميش و اللامبالاة عن جزء كبير من أبناء المدينة ، لتكرس بذلك منطق « لي ما عجبو حال ينطح راسو مع الحائط » و تلك قصة أخرى . جدول أشغال الدورة جاء خاليا تماما من كل شيء اسمه « مشروع تنموي »، اللهم من نقطة سبق لجريدة الاتحاد الاشتراكي أن تناولتها في إطار روبورطاج عن معاناة ساكنة دوار القرية مع الماء الصالح للشرب و الكهرباء، حيث تناول قساوة الوضع التي تعيشه المرأة و الطفل إلى جانب الرجل و الشباب بهذا الدوار، حياة بئيسة و حرمان تام من العديد من المرافق الصحية و كذا متطلبات الحياة المعيشية البسيطة ، هذه النقطة و التي نعتبرها ذات أهمية في جدول أشغال الدورة هي تلك المتعلقة بدراسة مشروع اتفاقية شراكة لأجل انجاز أشغال تزويد مركز القرية بمدينة سيدي بنور بالماء الصالح للشرب و الموافقة عليه من طرف الجماعة الحضرية لسيدي بنور و الوكالة المستقلة لتوزيع الماء و الكهرباء بالجديدة ، لتبقى باقي النقط المدرجة في جدول الأعمال لا قيمة لها ، بل منها من يبعث فعلا على الشفقة لواضعيه و منها ما يدخل في باب الضحك على الذقون، و إلا فبماذا نفسر تدخل أحد أعضاء الأغلبية في مواجهة الرئيس بالقول له « السيد الرئيس أنت لست بقاصر .... وعليك أن تتحمل كامل المسؤولية في ما يتعلق بتسليم الرخص ...» فعلى من يضحكون؟ أم أنهم وضعوا الساكنة في خانة المغفلين « ما كيفهموش « ، لقد انتهى زمن التمثيل و الاستهتار بهموم و مشاكل الساكنة التي حملتكم مسؤولية تدبير شؤونها ، وشتان ما بين الأمس و اليوم ، بحيث خرجت الساكنة في أكثر من منطقة بالمدينة في إطار مسيرات أو وقفات احتجاجية معبرة و بكل وعي و مسؤولية عن غضبها و قلقها الشديد إلى ما آلت إليه أوضاع مدينتهم إن على المستوى البيئي أو الاجتماعي أو الاقتصادي ... مسيرات شارك فيها النساء و الرجال و الأطفال و الشباب جنبا لجنب مطالبين بالعيش الكريم و رفع « الحكرة « عنهم و ايلائهم العناية اللازمة باعتبارهم مواطنين لهم الحق في حياة معيشية أفضل . « آش خاصك ألعريان، خاصني خاتم آمولاي » هذا المثل ينطبق على إحدى نقط جدول أشغال المجلس و المتمثلة في الموافقة عل تغيير لون سيارات الأجرة الصنف الثاني من اللون الأخضر إلى اللون الأحمر ، و مما يزيد في مشهد المجلس ضحكا هو أن هذه النقطة جاءت بطلب من إحدى النقابات لسيارات الأجرة ، الأمر الذي يجعلنا نتوقع في المستقبل القريب تغيير اللون الأحمر إلى لون « خوخي « مثلا ما دامت الأمور تسير بعشوائية و إرضاء للخواطر دون وضع دراسة معمقة أو استقصاء لرأي الشارع البنوري حول هذه العملية ، الأمر فعلا يبعث على . و لنختتم هذه «المسرحية» بموافقة المكتب المسير على هبة تتمثل في حافلة نقل « لالة زينة و زادها نور الحمام « و معها نتساءل أين هي الطرق التي ستسير عليها هذه الحافلة ؟ فأينما توجهت إلا وصادفتك الحفر من حيث لا تشعر ، قد يقول قائل كون الحافلة سيستفيد منها الفريق و ستساهم في تخفيف الضغط المالي عنه، ونقول نحن بدورنا هل عجز المجلس عن دعم الفرق الرياضية إلى حد تفكيره في إقصاء البعض منها و محاولة إقباره بالكامل، علما بأن الجماعة الحضرية لمدينة سيدي بنور تعد من الجماعات التي لها موارد مالية مهمة تساعد على خلق فرص الشغل و إحداث مرافق صحية و فضاءات خضراء و كذا منشآت أساسية رياضية كانت أم اجتماعية أو غيرهما ... وهنا لابد من الإشارة إلى مداخيل السوق الأسبوعي ، و الضريبة على النظافة، و مساهمة معمل السكر وغيرها من المداخيل التي لا تتوفر لدى جماعات أخرى ، لذلك كفى من التمثيل على الساكنة ، كفى من الضحك على الذقون و على حد قول ناس الغيوان « يكفي ما قاسينا يكفي الهم اللي فينا واحنا مواليه » و الفاهم يفهم ؟ !