يعرض حاليا بفرنسا، فيلم «الموجة الجديدة: عندما تأخذ السينما الألوان»، للمخرج الفرنسي ادوارد ميل أتيف، ويروي تاريخ ومسيرة الموهبة المغاربية في السينما الفرنسية، انطلاقا من نجاح فيلم «أنديجان» لرشيد بوشارب وطاقمه المغاربي ( جمال دبوز، رشدي زم وآخرون)، حيث يستعرض تغلب الأجيال المتتالية من المهاجرين على الصعوبات التي واجهتها من عنصرية وتمييز. فقد أزاح النجاح الذي عرفه فيلم «أنديجان» وحصوله على السعفة الذهبية بمهرجان كان، الستار عن الموهبة المغاربية في السينما، وفتح المجال أمام عدد كبير من الأسماء المغربية و الجزائرية والتونسية للتألق، بل أصبحت تمثّل واجهة السينما الفرنسية حاليا، سواء في «كان» أو في جوائز «سيزار» المعروفة، والتي فاز بها السنوات الأخيرة ممثلون من المغرب العربي.. ويطرح الفيلم الوثائقي «الموجة الجديدة: عندما تأخذ السينما الألوان» ، في 52 دقيقة، التغيير في المشهد السينمائي الفرنسي والمكانة التي يحتلها المغاربي في السينما الفرنسية ومسيرته منذ الستينيات، وصعود الموجة الجديدة من الفنانين، اعتمادا على أطروحة الباحث والمؤرخ جوليان غارتنر، التي تحمل عنوان «صورة العربي في السينما الفرنسية من 1970 إلى أيامنا». ينطلق الفيلم من صور استلام رشيد بوشارب وفريقه المغاربي «السعفة الذهبية» بمهرجان «كان» سنة 2006 عن فيلمه «أنديجان» ، ليعود بعدها تدريجيا في عملية «فلاش باك» ، إلى بدايات التواجد المغاربي في السينما ومحاولات إثبات الوجود والذات، في ظل عنصرية قاتلة وتمييز لا يطاق، سلمت للممثلين المغاربة الأدوار الثانوية أو تلك التي يرفضها الفرنسيون، كنادل في مقهى أو مشرد وغيرها من الأدوار. واعتمد الفيلم على شهادات بعض الممثلين المعروفين، بالإضافة الى أرشيف التلفزيون الفرنسي، ومقاطع من بعض الأفلام، محاولا توضيح كيفية انتقال الصور النمطية المأخوذة عن العامل المغاربي إلى أجيال متعاقبة من أبناء المهاجرين، ونضال هؤلاء لتغيير هذه الصورة خاصة في السينما. يبدأ الوثائقي من سنة 1970، مع أول فيلم سينمائي طويل «مكتوب» لعلي غانم، يروي حياة شاب جزائري يعمل في ورشات التمثيل ويتعلم الإخراج، ثم سنة 1978 «علي في بلاد السراب» لأحمد راشدي، ثم في 1980 «خذ 10 آلاف وغادر» للمخرج محمود زموري، وتم ترشيحه لجوائز مهرجان «كان» 1981، ليأتي بعدها دور الوجوه السينمائية من ممثلين، ويصبح الكوميدي اسماعين أول فرنسي من أصل مغاربي (جزائري) ، يتصدر إعلان فيلم مع بيار ريشارد في فيلم «مسيرة المهاجرين» ، ليفتح المجال أمام أسماء أخرى بعده، على غرار عبد اللطيف قشيش، حمو قريعة، فريد شوبال، ثم الجيل الثاني مع سامي بوعجيلة، رشدي زام، جمال دبوز، سامي نصري، زين الدين سوعلام وغيرهم.