قبل انتهاء المباراة التي جمعت فريق الجيش الملكي بفريق المغرب الفاسي، برسم الدورة الثامنة والعشرين من البطولة الأولى، اندلعت أعمال شغب في محيط المركب الرياضي، وعلى الطريق المؤدية إلى القامرة أو تمارة. الشغب كان مسببوه القاصرون الذين تم منعهم من ولوج المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، لأن الأمن كان صارما عند عملية الدخول، كما طبق الكثير من التدابير الأمنية الاحترازية داخل المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، للتدخل في أسرع الأوقات، بالرغم من أن المركب الرياضي لايعرف إقبالا جماهيريا كبيرا، وخاصة خلال مباريات فريق الفتح الرياضي. المشاغبون خارج الملعب، تسببوا في تكسير زجاج الكثير من السيارات، الشيء الذي أدى إلى تدخل الأمن واعتقال 52 مشجعا قاصرا من فاس والرباط. الغريب حسب مصدر، فضل عدم ذكر اسمه، أن هناك قاصرين جاءوا من مدينة فاس وآباؤهم لاعلم لهم بذلك. وتقدم المنتخب المغربي، على منتخب الجزائر، الثاني بست ميداليات (ذهبيتان وفضية وثلاث برونزيات)، ثم منتخب تونس الثالث بأربع ميداليات (ذهبيتان وفضية وبرونزية) ومنتخب بوتسوانا في المركز الرابع بذهبية واحدة. ومنح الميداليات الذهبيات الخمس للمنتخب المغربي الملاكمون أبوبكر الصديق اللبيدة (وزن أقل من 56 كلغ) وعبد الحق عتقاني (وزن أقل من 64 كلغ) والمهدي الخالصي (وزن أقل من 69 كلغ) وبدر الدين الحديوي (وزن أقل من 75 كلغ) ومحمد العرجاوي (وزن أكثر من 91 كلغ)، فيما نال الميدالتين الفضيتين الملاكمان عبد العالي درعة (وزن أقل من 49 كلغ) وأحمد البركي، الذي انسحب من النزال بسبب إصابة في يده، (وزن أقل من 81 كلغ). وكان المغرب ممثلا في هذا الدوري التأهيلي بعشرة ملاكمين في الأوزان العشرة المخصصة لإفريقيا، وتأهل منهم سبعة إلى الأدوار النهائية لدورة الألعاب الأولمبية، المقررة بلندن الصيف المقبل، وهم محمد العرجاوي، الذي بلغ ربع نهاية دورةبكين 2008، وعبد العالي درعة، صاحب الميدالية الفضية في بطولة إفريقيا، وأبو بكر الصديق اللبيدة وعبد الحق عتقاني والمهدي الخالصي وبدر الدين الحديوي وأحمد البركي، فيما لم يحالف الحظ كل من المهدي وثين، بطل العالم للشبان سنة 2006، وفتاح نفيل وعبد الواحد بنداغور، الملاكم الوحيد الذي يمارس بفرنسا. وعرف هذا الدوري، المنظم من طرف الجمعية الدولية لرياضة الملاكمة هواة بتعاون مع الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، مشاركة حوالي مائتي ملاكم يمثلون 34 دولة تباروا في 144 نزالا من أجل 48 تأشيرة لبلوغ دورة لندن الأولمبية في عشرة أوزان ما بين 49 كلغ وأكثر من 91 كلغ. وتم في نهاية كل نزال من هذه التظاهرة الرياضية الإفريقية، التي حضر يومها الأخير على الخصوص السادة محمد أوزين، وزير الشباب والرياضة، والتايواني شين كيو رئيس الجمعية الدولية للملاكمة هواة، والجزائري عبد الله بنسالم رئيس الكونفدرالية الإفريقية للملاكمة، وعبد الجواد بلحاج، رئيس الجامعة الملكية المغربية للملاكمة، ونوال المتوكل عضو اللجنة الأولمبية الدولية، ومحمد حلب والي جهة الدارالبيضاء الكبرى، وكمال لحلو نائب رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية المغربية، توزيع الميداليات على الفائزين في مختلف الأوزان. وأشار المدير التقني الوطني عثمان فضلي، إلى أن هذا الإنجاز لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة مجهودات جبارة وتداريب مكثفة في الدوريات الإعدادية والمسابقات الرسمية وكذا التربصات داخل المغرب وخارجه في السنوات الثلاث الأخيرة. وأوضح فضلي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الملاكمين المغاربة اكتسبوا تجربة وثقة كبيرة في النفس جعلتهم من بين خيرة الملاكمين في القارة الإفريقية، معبرا عن أسفه لكون عملية سحب قرعة هذا الدوري لم تكن موجهة، حيث يتم اختيار رؤوس المجموعات. وأكد في هذا الصدد، أنه لو كانت القرعة موجهة كما هو الشأن عليه خلال الألعاب الأولمبية الماضية وبطولات العالم بغية تفادي تواجه الملاكمين الأقوياء مع بعضهم البعض منذ الأدوار الأولى، لتأهل المغرب إلى الأدوار النهائية بملاكميه العشرة. وعبر عن أمله في أن يمثل الملاكمون السبعة المغرب أحسن تمثيل في دورة لندن ويهدوه ميداليات أخرى لإضافتها إلى سجل المملكة في هذا النوع الرياضي بعد البرونزيات الثلاث التي أحرزها كل من عبد الحق عشيق سنة 1988 في سيول، ومحمد عشيق سنة 1992 في برشلونة، والطاهر التمسماني سنة 2000 في سيدني. وأجمع المشاركون في هذه التظاهرة الرياضية الكبرى، التي كرس من خلالها المغرب نجاحه في تنظيم كبريات التظاهرات القارية والدولية في مختلف الأنواع الرياضية، على أن الدورة كانت ناجحة بكل المقاييس.