بمناسبة مرور عام على الإعلان عن تصفية مؤسس تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن، نشرت صحيفة "كمسومولسكايا برافدا" مقالة جاء فيها أن الرواية الرسمية الأمريكية، تتحدث عن قيام مجموعة من مشاة البحرية الأمريكية، ليلة الأول إلى الثاني من شهر مايو من العام الماضي، وبدون إبلاغ السلطات الباكستانية، بالتسلل إلى مدينة أبوت أباد الباكستانية، وقتلت من تسميه ب "الإرهابي رقم واحد" أسامة بن لادن في إحدى فلل المدينة المذكورة. وبعد مقتل الرجل، الذي يعتبر العدو الرئيسي للولايات المتحدة، نقل جثمانه إلى قاعدة عسكرية أمريكية في أفغانستان، حيث تم غسلها وتكفينها، حسب التقاليد الإسلامية، ثم رميها في مياه بحر العرب، وذلك وفقا لرواية من قاموا بذلك، بعد أن فشلوا في إيجاد بحيرة مناسبة في أفغانستان. وقالت الصحيفة إن هذه، ليست الرواية الوحيدة حول مقتل أسامة بن لادن إذ تؤكد رواية أخرى أن زعيم تنظيم "القاعدة" قتل في وقت سابق على يد بعض حراسه، الذين تمكنت المخابرات الأمريكية من تجنيدهم. وما رواية تصفية ابن لادن على أيدي مجموعة من مشاة البحرية الأمريكية بهذه الطريقة البطولية إلا ضرب من الدعاية، أطلقتها الإدارة الأمريكية تمهيدا لإعلان أوباما عزمه الترشح لولاية رئاسية ثانية. ولعل ما يثير الدهشة، هو أن جميع من شارك في عملية القضاء على ابن لادن المزعومة، قتلوا، بعد ذلك، في ظروف غامضة نتيجة لحادث تحطم مروحية عسكرية أمريكية في أفغانستان. وعلى الرغم من تضارب الروايات الأمريكية، حتى تلك التي تقول: إن زوجات ابن لادن تشاجرن في ما بينهن، حيث حاولت كل واحدة منهن، إثبات أنها هي التي دافعت عن زوجها. إلا أن اثنتين منهن هاجمن الزوجة الصغرى أمل الصداح، بتهمة قيامها، نتيجة لإهمالها وعدم حرصها، بإرشاد الأجهزة الأمنية على المخبأ الذي كان أسامة بن لادن يتحصن فيه. من جهتها، تؤكد أمل الصداح أن الزوجة الكبرى خيرية صابر، هي من وشى بزوجها مقابل 25 مليون دولار، التي كانت الولاياتالمتحدة قد رصدتها مقابل رأس أسامة بن لادن. وفي ظل هذا التضارب في الروايات والاتهامات، يطفو على السطح السؤال المنطقي التالي: من الذي خان "الإرهابي رقم واحد"؟ هناك رواية أخرى تقول: إن من وشى بأسامة بن لادن للأمريكيين، هو زميله في "النضال" أيمن الظواهري، الذي كانت جميع ترقياته في السلم الهرمي لتنظيم "القاعدة"، مرتبطة بجريمة قتل لأحد رفاق السلاح. وهو الآن بالفعل، الرجل الأول في هذه المنظمة الإرهابية الضخمة. ولكن، ومهما يكن من أمر، فإن القضاء على أسامة بن لادن لم يغير في الأمر شيئا. ذلك أن أثر "القاعدة"، يمكن تلمسه بسهولة في الأحداث التي شهدتها مصر وليبيا، وتشهدها سورية حاليا. وما عملية القضاء على أسامة بن لادن، سوى عملية ثأر شكلية، نفذتها الولاياتالمتحدة انتقاماً لهجمات 11 شتنبر 2001 .