إذا كان رومان أبراموفيتش، مالك تشيلسي، لا يزال ينظر في السير الذاتية بحثا عن بديل يخلف البرتغالي أندريه فيلاس بواش، فإن ذلك قد يصبح اختيارا أسوأ من منح الوظيفة للمدرب المؤقت روبرتو دي ماتيو. وقاد المدرب الإيطالي تحولا مثيرا في حظوظ النادي اللندني منذ توليه المسؤولية على نحو مؤقت الشهر الماضي، وقاد تشيلسي لنهائي كأس الاتحاد الانجليزي ونهائي دوري أبطال أوروبا الأكثر أهمية، بالنظر إلى ولع أبراموفيتش بإحراز لقب البطولة القارية. وتحت قيادة دي ماتيو، وهو لاعب سابق بالفريق، نجح تشيلسي في تخطي فريق يعتبره كثيرون الأفضل في تاريخ اللعبة، عندما تغلب على برشلونة، فريق المدرب بيب غوارديولا 1 - 0 في لندن الأسبوع الماضي، ثم حول تأخره 2 - 0، وهو يلعب بعشرة لاعبين لينتزع التعادل 2 - 2، ويطيح بحامل اللقب من البطولة بنتيجة 3 - 2 في مجموع المباراتين يوم الثلاثاء. وقال دي ماتيو «مررنا بموسم صعب لكننا نجحنا في تقديم شيء استثنائي دائما عندما احتجنا لذلك، وأنا أعتقد أن هذا جزء من تكوين هؤلاء اللاعبين.» ولم يكن الأداء جميلا في ظل تراجع كل لاعبي تشيلسي لصد موجات من الهجوم، قادها ليونيل ميسي وتشابي وأندريس إنيستا وسيسك فابريغاس، واحتاج إلى جزء كبير من الحظ في مباراتي الذهاب والإياب بالدور قبل النهائي. لكن دي ماتيو، الذي يبلغ عمره 41 عاما، يملك الفرصة الآن لمنح الملياردير الروسي ما فشلت الملايين، التي أنفقها على ضم لاعبين في تقديمه، وهو اللقب الأوروبي. وفي المؤتمر الصحفي، الذي أعقب المباراة التي جرت بملعب نو كامب، كان دي ماتيو متواضعا مثلما اعتاد دائما وأعاد الفضل في نجاح الفريق إلى لاعبيه. ومع ذلك، فإن بعض الفضل يجب أن يعود إليه، بعدما تعين عليه تغيير أفراد خط دفاعه عقب إصابة غاري كاهيل في وقت مبكر من اللقاء، ثم طرد القائد جون تيري قبل نهاية الشوط الأول بالإضافة لإشراك فرناندو توريس قرب النهاية، وهو ما أثبت أنه قرار جريء عندما أحرز المهاجم الاسباني هدف التعادل الثاني. وأضاف دي ماتيو، الذي يقبع فريقه في المركز السادس بالدوري الإنجليزي الممتاز، بعد أن عانى تحت قيادة فيلاس بواش «واجهنا كل الصعوبات التي يمكن تخيلها في أي مباراة كرة قدم الليلة، ونجحنا في التأهل أمام برشلونة وهو أمر رائع حقا.» وسيتجه تشيلسي إلى العاصمة البافارية ميونيخ لخوض النهائي، في ظل غياب تيري والمدافع برانيسلاف إيفانوفيتش ولاعبي الوسط راميريس وراؤول ميريليش للايقاف، بينما يواجه كاهيل سباقا مع الزمن بجانب المدافع المصاب ديفيد لويس للتعافي في الوقت المناسب. وكان قبله قد ودع تقريبا لقب الليغا المحلية بخسارته في معقله أيضا أمام الغريم التقليدي ريال مدريد 1 - 2، لتنهال برقيات التعازي بتفكك أرجاء القلعة الكتالونية التي طالما صالت وجالت ورفعت الكؤوس خلال الأعوام الماضية. وإذا كانت الصحف الإسبانية لعنت الحظ العثر، الذي تخلى على البرسا في ليلة مشؤومة، تقمص فيها نجم الفريق وأفضل لاعب في العالم، الأرجنتيني ليونيل ميسي، دور البطل الذي يرى نهايته بعدما أهدر ركلة جزاء، كانت كفيلة بصعود فريقه للنهائي، فإن الصحف الإنجليزية نعتت لاعبي فريق تشيلسي ب «الأبطال»، الذين تكفلوا بإنهاء أسطورة أفضل فريق في العالم. بينما اهتمت الصحف الفرنسية بإبراز انتهاء السطوة الإسبانية، واحتفلت بعدم إمكانية إقامة لقاء كلاسيكو في نهائي عصبة الأبطال بين البرسا وريال مدريد، مؤكدة أن هذا اللقاء شهد توديع ميسي لكرته الذهبية إلى غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو. ومن جانبها أكدت الصحف البرتغالية أن الطريقة المذلة التي خرج بها برشلونة من دوري الأبطال تعني انتهاء «امبراطورية التيكي تاكا» الخاصة بالفريق الإسباني، بينما شددت الصحف الألمانية على أن ميسي وركلة الجزاء التي أضاعها كانت السبب تحديدا في توديع فريقه للبطولة العريقة.