منشغلا بمتابعة أوراش اللمسات الأخيرة، على فضاء استقبال فعاليات الملتقى السادس للمعرض الدولي بمكناس، اغتنمنا فرصة مصاحبته أثناء جولته الصباحية المعتادة،فكان لنا مع السيد جواد الشامي مندوب الملتقى، الاستجواب التالي: { ما هي الإضافات الجديدة التي سيضيفها الملتقى السابع ، والتي يمكن أن تميزه على الملتقيات السابقة؟ كل ملتقى هو إضافة لسابقه ، لأن المراهنة هنا على التراكم، والتراكم ليس هدفا في حد ذاته، ولكنه مدخل إلى النضج ،ويمكن القول على أن الملتقى الدولي للفلاحة بمكناس قد حقق هذا الهدف، ان على مستوى الإعداد ،أ وعلى مستوى التأطير،أو على مستوى نوعية وعدد العارضين، وكذا على مستوى الإشعاع الوطني والدولي، ويكفي للتدليل على هذا، بارتفاع عدد العارضين،منذ الدورة الأولى /الملتقى الأول ، إلى الدورة السابقة / الملتقى السادس ، بنسبة 79 بالمائة، وبارتفاع عدد الزوار بنسبة 38 في المائة... { ما مدى انعكاس كل هذا على مدينة مكناس والجهة؟؟ علما أن كل هذه الاستعدادات ،والتي انطلقت منذ أواخر يناير وما زالت مستمرة إلى اليوم ،هي فقط من أجل ملتقى لا يدوم إلا خمسة أيام ، وأن حظ الزوار منها لا يتعدى ثلاثة أيام فقط؟ أولا ، لا يمكن حصر أهمية الملتقى في الدائرة الضيقة للإقليم ، أو الجهة، لأن ملتقى دوليا من حجم المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، يحرص جلالة الملك على افتتاحه والإشراف عليه ،ويحضره وزراء دول صديقة وشقيقة، كما يحضره خبراء دوليون ومختصون على أعلى مستوى،لابد أن تكون له انعكاسات ، ليس على الجهة فحسب ، ولكنها تتجاوز ذلك إلى الإشعاع الوطني من حيث التعريف بمقدرات بلادنا، على جميع المستويات ، فالملتقى إضافة إلى كونه تظاهرة فلاحيه ، فهو أولا وقبل كل شيء ،ملتقى تواصليا ، وبالتالي فهو تظاهرة ثقافية بامتياز، يستطيع الزائر وهو يطوف بين معارض المملكة الستة عشر ، وعبر القطب الدولي كذلك ، أن يلامس هويات ثقافية متعددة ، من خلال اللغة و المنتوج ، ومن خلال طريقة اللباس ونوعية العرض.. وهو تظاهرة إنسانية كذلك بما يتيحه من إمكانات للتعارف وتبادل الخبرات، وقد كنا هيأنا ?لهذا الغرض - في مناسبات سابقة جناحا يمكن تسميته بجناح المقابلة،يتم فيه اللقاء بين عارضين لمدة عشر دقائق، يعرف خلالها كل عارض باختصاصه وإمكاناته وأهدافه.. وقد أعطت هذه الآلية نتائج و فرصا غير مسبوقتين ، في المثاقفة المهنية و تكامل الخبرات في المجال. { السيد جواد الشامي، ما حظ الإقليم ، والجهة من كل هذا -وهل يعني كلامكم عن الأهمية الوطنية والدولية للملتقى ،أن مدينة مكناس ، لا تجني إلا هذا الذي سميته إشعاعا للمعرض ، مضافا إليه المعاناة اليومية للمواطنين بسب اختناق المسالك الطرقية ،و انحسار حركة المرور، وخاصة تلك التي تؤدي إلى فضاء الملتقى الدولي للفلاحة ؟ (يشير بأصبعه إلى إحدى ورشات التلحيم) إن كل هؤلاء العمال ، وغيرهم من عمال الأوراش الأخرى، ينتمون إلى الجهة والإقليم ، فالمعرض يحقق ربحا كبيرا للمدينة ، على المستوى الاقتصادي ، وكذا على المستوى التجاري ، والاجتماعي أيضا ، وسأبسط أمامكم بعض الأرقام الناطقة و المعبرة : يتيح فضاء المعرض أكثر من 800 منصب شغل مباشر خلال فترة الإعداد،إضافة إلى العشرات من الأوراش الخارجية التي تشتغل لتهييء حاجيات المعرض، والتي تشغل المئات،هذا بالإضافة ،إلى فرص الشغل غير المباشرة التي يتيحها الملتقى من خلال تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية بالجهة ، وكذا الأقاليم المجاورة وخاصة مدينة فاس، ويكفي هنا أن أشير إلى أن المجزرة البلدية بمكناس قد ضاعفت عدد الذبائح خلال الدورتين : الخامسة واسادسة ، أكثر من أربع مرات، هذا دون إن نغفل انعكاس المعرض على المطاعم ، والفنادق والمقاهي، وكذا المتاجر ووسائل النقل ومحطات الوقود.. والفنادق والاقامات .. أما عما نعتته بالمعاناة اليومية بسبب الانحباس الذي تعرفه حركة المرور، فان الأمر طبيعي بالنظر إلى مجموعة معطيات ، منها أولا النمو الديمغرافي الذي تعرفه المدينة ، والذي لم يواكبه تخطيط عقلاني لشبكة السير ، ومنها ثانيا ، ما طال بعض الشوارع المهمة بالمدينة من تضييق لا معنى له ، كما هو عليه الحال بشارع محمد السادس، ومنها ثالثا ، تلك المدارات الواسعة (زيادة على اللزوم) كما يقول المصريون.ومنها رابعا ، حجم الزوار الذي نتوقع أن يرتفع هذه السنة لما فوق 800الف زائر،ومنها خامسا ، الصعوبة التي يفرضها الولوج إلى الموقع... ولكن ، وبتضافر جهود التقنيين ، وشرطة المرور ، فإننا نأمل أن نخفف من حجم هذه المعاناة ، من خلال وضع خارطة المواصلات ، التي تمتد من كل مدخل من مداخل المدينة ، حتى شبابيك التذاكر ، ثم منطقة الولوج. { يبدو من خلال الأروقة العملاقة التي أمامنا والتي زادت اتساعا عن أروقة الدورات السابقة ، أن هناك ميزانية ضخمة ، تصرف كل سنة على فعاليات الملتقى الدولي للفلاحة، فهلا قربتنا السيد جواد الشامي ،من حجم هذه الميزانية - وهلا أنشأتم معرضا دائما ،بمواصفات أكثر ملاءمة، عوض البناء والهدم كل سنة - ثم لماذا لا تقتصرون على تنظيم ملتقى كل سنتين أو ثلاثة ، عوض تنظيمه سنويا؟ الذي يجب أن يعرفه المواطن العادي ، والمتتبع ، وكذا المهني ، هو أنني كمندوب للمعرض الدولي للفلاحة ، فان دوري يرتبط بالإشراف والتنسيق، أي أنه ينصب أساسا، على الإعداد الأفضل للحدث، و تهيي ء الكفاءات اللازمة ، والقوى الفاعلة لتحقيق النجاح للملتقى ، وتلبية مطالب العارضين والشركاء بأسلوب جيد ومقبول ، أما عن التكلفة المالية، فان هو المخول والمؤهل لإعطائها هو المجلس الإداري للمنظمين الرسميين للمعرض ، وهم وزارة الفلاحة والصيد البحري ، و جمعية الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب ،و المفوضة، أي المندوبية العامة للملتقى الدولي للفلاحة ، يضاف إليها القرض الفلاحي ، وذلك من خلال اللجنة المالية المستحدثة لهذا الغرض، ويمكنكم الاتصال بها لمعرفة المزيد... أما عن فكرة بناء فضاء قار للمعرض، فان المندوبية ، وبتنسيق مع كل الشركاء ، هي بصدد البحث عن هذا الفضاء الذي يمكن أن يستوعب الإقبال المتزايد على المعرض من جهة ، ويساعد على بذل المزيد من الجهد والابتكار، لإرضاء الجميع من جهة ثانية،ولا أفشي سرا إذا قلت : انه لولا هاته الاكراهات لما فكرنا لحظة ، في مغادرة فضاء صهريج السواني الساحر، فجمالية المكان الأخاذة، وقيمته التاريخية كموروث إنساني وتراث عالمي ،هي كلها عناصر حاسمة في إنجاح وإشعاع للملتقى.... أما عن التنظيم السنوي للمعرض ، وليس التنظيم كل سنتين أو ثلاث سنوات ، على غرار الملتقيات الدولية الكبرى،فدع لي من فضلك هذه المرة ، بادرة وضع السؤال، لأسائلك : « دلني بالله عليك، عن أية تظاهرة أوأي نشاط بالمدينة ، يمكن أن يجعل من مكناس محط اهتمام ، وطني أو دولي بعد انتهاء فعاليات المعرض الدولي للفلاحة -لاشيء .. لاشيء على الإطلاق « { ماذا تعني ب»لاشيء على الإطلاق « - السيد جواد الشامي ألا تعرف المدينة ?على الأقل- مهرجانا وطنيا للمسرح؟ وآخر لوليلي؟ أعني فراغا في الإبداع والابتكار.. والكثير الكثير ممن يفترض فيهم دعم ومؤازرة الملتقى ..بأفكارهم ومقترحاتهم ، فأنهم ? للأسف الشديد - لا يعرفون المعرض الدولي للفلاحة إلا من خلال تسليمهم الدعوات الشرفية للولوج .. رغم أن المعرض اليوم ، أضحى ملكا للمدينة والجهة بامتياز.... وكان من الممكن ان تشكل فرصة المعرض الدولي للفلاحة ، مناسبة لتظاهرات فنية وتحسيسية موازية، في كل منطقة من مناطق المدينة، من فنون ، ومعارض للصناعة التقليدية المحلية ، وأبواب مفتوحة على كل ما يميز المدينة ..أعني أن المعرض يتيح إمكانية مشاهدة أكبر ، و تسويق للمدينة ومخزونها المتنوع بأسلوب أنجع .. { أفهم من هذا الكلام ، ألا اهتمام محليا بالتظاهرة من لدن المنتخبين ، والسلطات؟؟ لا أريد أن أكون متشائما، ولكن تظاهرة من هذا الحجم ، بعدها الدولي ، في تصاعد ، حيث أكدت أربعون دولة الحضور الرسمي من كل من أوروبا وإفريقيا وأمريكا وآسيا،ضمنهم رجالات دولة من وزراء ، وسفراء ، فضلا عن العديد من من مدراء دواوين وخبراء ،وصحافيين متخصصين.. وبأكثر من 925 عارض ..تظاهرة بهذا الحجم ،و هذا المستوى ، وفوق هذا وذاك ، تنظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك .. ولا يتفقدك أي من المسؤولين ، المنتخبين منهم وغير المنتخبين،بل ولا حتى المتخصصين على مستوى غرف الفلاحة ، أمر في الحقيقة يدعو إلى الكثير من علامات الاستفهام...؟؟ { وماذا عن البطاقة التقنية للملتقى السابع ؟ يتكون معرض الفلاحة الدولي لسنة2012 ،الذي ينعقد تحت شعار :» البحث والابتكار» من تسعة أقطاب موضوعاتية ، منتشرة على مساحة إجمالية تبلغ 100000 م.م. منها 65.000م.م. مغطاة موزعة كالتالي؛--قطب تربية المواشي -القطب الدولي ?قطب الآلات والمعدات الفلاحية-قطب الطبيعة والبيئة-قطب المنتوجات الفلاحية - قطب الجهات- قطب المستشهرين والمساندين ? قطب المستلزمات الفلاحية ? قطب المنتوجات الفلاحية ( التعاونيات والجمعيات الفلاحية) ويفوق عدد العارضين تسعمائة وخمسة وعشرين (925) عارض ، أكثر من 35بالمئة منهم ، يمثلون القطب الدولي ، الذي يشارك هذه السنة بأربعين دولة، ضمنها دولة كندا ،ضيف الشرف لهذه الدورة ، التي تحضر بوفد هام يترأسه وزير الفلاحة الكندي ... ويوازي فترة العرض ، منتديات للنقاش والفكر، حول الفلاحة والزراعة ومستجدات الأبحاث العلمية في المجال ،كما سيفسح المجال للمشاركة الشرفية للسياسيين للإثراء ، وقد خصصت لهذا الغرض أربع قاعات للعروض تتراوح طاقتها الاستيعابية مابين 250 و1200مقعد مجهزة ، بأحدث التجهيزات المعتمدة في تقنيات الصوتيات والإنارة . { هل من معايير لاختيار ضيف شرف الدورة ؟ بكل تأكيد ، فبعد دولة ألمانيا سنة 2010 ودولة فرنسا سنة 2011 .. كضيفي شرف ، وقع اختيار دولة كندا ، ضيف شرف دورة 2012 للملتقى الدولي للفلاحة ..وهو اختيار تحكمت فيه العلاقات التجارية ، والمبادلات الفلاحية ، التي تربط بلدنا المغرب بدولة كندا ، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، أن المبادلات الفلاحية بين المغرب وكندا قد عرفت ازدهارا ملحوظا ، بلغت قيمته المالية 370 مليون دولار في سنة 2009..وتأتي الحبوب على رأس قائمة الصادرات الكندية إلى المغرب ب 245 مليون دولار.. وتأتي الحوامض على رأس قائمة صادراتنا إلى دولة كندا ب90 مليون دولار.. إذن اختيار كندا ، كان بسبب هذه المعطيات الفلاحية والاقتصادية والتجارية ، ولم يكن اختيارا عشوائيا .. ونظرا لكثافة علاقات المغرب الفلاحية أساسا ، مع العديد من الدول ، فقد بدأ التفكير ، في أن يكون أكثر من ضيف شرف في الدورة الواحدة . { كلمة أخيرة ، السيد جواد الشامي أولا أشكر لجريدة الاتحاد الاشتراكي اهتمامها بهذه التظاهرة، التي أصبحت ذات صيت وطني ودولي متميز ،ما كانت لتبلغه لولا وسائل الإعلام السمعي والبصري منها ، والمكتوب، ومن ضمنها جريدة الاتحاد الاشتراكي المحترمة. ثانيا، أريد أن أؤكد على أن الخوف من تقلص المشاركة الدولية ، أوالغاؤها ، كان مصاحبا لنا طيلة فترة الإعداد ، بسبب الحراك الذي يعرفه عالمنا العربي، ولكن-وهذا ما يؤكد المكانة الدولية للملتقى- فقد زاد عدد العارضين، وانخرطت دول جديدة ،لم يسبق لها المشاركة من ذي قبل ، ووسعت أخرى مشاركتها... وعززت حضورها برجالات دولة.. وهنا يمكن إبراز الدور السياسي للملتقى حيث أصبح المغرب ، وليس الملتقى ، يحظى بالاحترام الدولي ، نظرا للثورة الهادئة التي يقودها الديمقراطيون ، بتوافق تام مع عاهل البلاد والله الموفق. تركت السبد جواد الشامي ، يكمل تفقده لما تبقى من أوراش الإعداد ، وأنا أستحضر لائحة المشاركة المغربية في الملتقى ، لينتصب السؤال / اللغز : كيف يستقطب الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب ، مشاركة مؤسسات وشركات من مدن كالبيضاء ومراكش وأكادير وبركان وفاسوالجديدة.... وتبخل مؤسسات وشركات من مكناس بالمشاركة -كما استفزني سؤال آخر لاعلاقة له بسابقه : بما أن المعرض الدولي للفلاحة بمكناس ، أصبح أول معرض احترافي بالمغرب ، كما أصبح له موعد معروف ..فلماذا لا يتجند المسؤولون للتزفيت والترميم والتبليط ..بطريقة كور وأعط للأعور ، الا كلما أعلن عن افتتاح الملتقى من طرف الملك.