افتتح كمال الديساوي، رئيس مجلس مقاطعة سيدي بليوط مساء الجمعة 20 أبريل بفضاء مدرسة الفنون الجميلة الدورة الثالثة لمهرجان ربيع سيدي بليوط، حيث قال في كلمة مقتضبة لكن مركزة، إن التنشيط الثقافي أولويتنا وسط مدينة الأسمنت.. لهذا اعتبرت المقاطعة أن الثقافة و الفن متنفس، لذلك لابد من إعطائها جرعة هواء من خلالهما ، لذلك كانت الدورة الأولى لربيع المقاطعة بنفحات صحراوية تشد حبالها إلى رمال الجنوب، والثاني بلون أمازيغي يزاوج الأطلس بسوس، أما هذه الدورة فبلون شعبي يمزج الأغنية المغربية الخفيفة إيقاعا والأصيلة توزيعا و أداء والتي تألق من خلالها وكعادته الفنان المغربي ذو الأصول البجعدية الشرقاوية الحاج محمود الادريسي الذي أتحف محبيه بروائعه «ساعة سعيدة» ، «يا ليل طول» ، «واش نزيدو مزال الحال»، «موحال واش ينساك البال» أمام الفرقة الموسيقية التي قادها عازف العود الفنان عبد الواحد العلوي والتي ضمت خيرة العازفين المغاربة.. غنت، كذلك، في افتتاح هذه الدورة الفتاة الواعدة نوال لوفا، خريجة برنامج «نجوم ونجوم» فأطربت الحاضرين برائعة محمد بن عبد السلام «الما يجري قدامي» و رائعة المعطي بن قاسم «»يا بنت المدينة» وحضرت الأغنية الشعبية المرساوية، حين هبت رياح الكارة على البيضاء حاملة معها «عيوط» أولاد البوعزاوي الذين أعادوا كما كل مرة، دون ملل أو ضجر، كشكولهم التراثي الشعبي الذي يضرب في جذور التاريخ المغربي بامتياز فغنوا «خربوشة» التي أداها مايسترو الفرقة خالد البوعزاوي في انسجام وتناغم تامين مع «كمنجته » المتربعة فوق ركبته في ثبات حيث يغازلها أمام الجماهير إيذانا برقصات لم تصمد الأجساد أمام عذوبتها، فوقفت تهتز، حيث الشباب وأولاة الأحفاد فكان ما كان من الهتاف والتصفيق مع «الدربوكة والبندير و الجرة » . لقد كان لحضور رواد المسرح والموسيقى كمحمد مفتاح وعبد العاطي أمنا والحاج يونس.. نكهة خاصة وتواجدا لافتا أثث اللوحة الجماهيرية التي تابعت العروض المقدمة بكل اهتمام. إن البعد الايجابي الذي يكرسه هذا التقليد الذي دأبت على إحيائه مقاطعة سيدي بليوط من شأنه أن يبلور ثقافة شعبية قادرة على ضخ دماء جديدة في مستويات مواهب البيضاويين لمواكبة مستوى الفن بشكل عام . هذا وقد اعتبر كمال الديساوي، رئيس المقاطعة، الحضور الوازن و المشرف للجماهير البيضاوية تشجيعا للإرادة الجماعية للمنتخبين بالمقاطعة وتثمينا للانفتاح الواسع على تلوينات موسيقية وإبداعية جديدة. وفي هذا السياق صرحت خديجة المنفلوطي، المستشارة بجماعة سيدي بليوط (قسم التواصل) حول القيمة المضافة والإشعاع لهذا المهرجان فأكدت أن الإضافات متعددة فهي فكرية ومعنوية وتواصلية ويهدف البرنامج إلى تنميتها من خلال تجديد العلاقة بين الموظفين رئيسا ومستشارين والساكنة في جو أسري قوامه الثقة وتبادل المنفعة. وفي الإطار قال الإعلامي عتيق بن شيكر أن الدارالبيضاء تعرف مهرجانات بمواعيد سنوية تطرح من خلالها قضية الأصالة و الموروث الثقافي المغربي، وأكد أن البعد الهام في نظره لإحياء مثل هذه المهرجانات وسط الدارالبيضاء هو الابتعاد عن زحمة المواصلات وغمة المعامل.. لمعانقة بعض من الأوكسجين الممزوج بترانيم موسيقية تبعث على الراحة و الحياة. وبالمناسبة أفاد عبد الحق الناجحي، نائب رئيس الأعمال الثقافية والاجتماعية بمقاطعة سيدي بليوط، أن العامل الأساس والمساعد في نجاح مثل هذه التظاهرات هو التلاحم والانسجام بين موظفي الجماعة الذي يجب أن يعتمد كمنطلق أساس لتحقيق مثل هذه الانجازات التي تسافر بالمواطن المغربي إلى عالم المتعة والفرح من خلال نبذ الخلاف والاعتراف بالاختلاف.. وعلى كؤوس الشاي وأطباق من الحلوى تجاذب السمار بقية سهرتهم ونغمات العيطة لازالت تدوي بأحياء ليبوزار وحناجر أولاد البوعزاوي عبر ميكروفوناتهم تشد جماهيرها إلى مزيد من الاستماع والرقص والترويح...