انطلقت يوم السبت، فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان فاس المتوسطي للكتاب. وبهذه المناسبة أجرينا الحوار التالي مع رئيس مؤسسة «نادي الكتاب بالمغرب» التي تشرف على تنظيم المهرجان. } ما هي أهمية هذه الدورة ؟ بعد مرور خمس سنوات على تأسيس هذا التقليد الثقافي بمدينة فاس، أقصد مهرجان فاس المتوسطي للكتاب، أخذ هذا ينمو داخل المشهد الثقافي المغربي والعربي والمتوسطي، والمهرجان يخصص دوراته للثقافة المتوسطية بكل تلاوينها باعتبار الثقافة المغربية جزءا من الحضارة المتوسطية العريقة (مصر، اليونان، إسبانيا والغرب الأسلامي ... ) وما يميز هذه الدورة هي كونها تتمحور حول أدب الدياسبورا المغربية، مما يعنيه المصطلح من دلالات عميقة، والاختيار جاء ليؤكد الدور الإيجابي الذي تؤديه نخبة من الأدباء و المثقفين المغاربة في إبراز القيم النبيلة التي تميز حضارتنا : قيم السلم و التسامح في دول المهجر. نريد من خلال هذه الدورة كذلك أن نزيل كل الحدود الجغرافية و نختصر كل المسافات الزمنية بين المغاربة أينما حلوا و ارتحلوا لأن الثقافة بالنسبة إلينا لا تعترف بالحدود ولأن الإنسانية تتجاوز الهويات. } هل لهذا المهرجان امتداد في الحقل الاجتماعي و الثقافي و المعرفي المغربي؟ بكل تأكيد يعرف المهرجان سنة بعد سنة امتداده الطبيعي في المجتمع المغربي، ثقافيا وأكاديميا، ويساهم في تكريس نوع من الثقافة التي تؤمن بالتنوع و الاختلاف ،و بقدر ما نطمح إلى استمرار هذا الحدث في خلق نقاش فكري وأكاديمي إلى جانب شركائنا (وزارة الثقافة ومجلس مدينة فاس والوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج ومجموعة من مؤسسات المجتمع المدني محليا ووطنيا ودوليا ) فإننا نلاحظ للأسف تراجعا للمؤسسة الجامعية بفاس أمام هذا الانفتاح الذي يهم شريحة مهمة من الباحثين والطلبة الجامعيين، الذين هم في حاجة ماسة إلى مثل هذه التظاهرات العلمية، علما بأن طلبة الكليات والمدارس العليا والباحثين والأساتذة الجامعيين بفاس يساهمون مع المؤسسة في أنشطتها وصالوناتها الثقافية ومهرجاناتها وندواتها. والبرنامج الحالي للمهرجان المتوسطي يؤكد عمق وتنوع هذا التفاعل . } ما المعايير التي اعتمدتها اللجنة العلمية في اختيار محمد برادة لجائزة «فاس العالمية للإبداع» بعد كل من محمد السرغيني و ابراهيم الخطيب؟ أولا ليست هنا معايير محددة لاختيار الفائز بجائزة فاس العالمية للإبداع، التي آلت هذه السنة إلى الناقد والروائي المغربي محمد برادة، هي جائزة تقديرية، وكل دورة تخصص لأحد رموز الإبداع كان مغربيا أو عربيا أو أجنبيا، «المعيار» هو الشخص نفسه هو الإنسان الأديب المبدع الذي تمنح له الجائزة، ونحن نعرف مكانة كل من السي محمد السرغيني الشاعر الحكيم ومكانة المترجم والناقد إبراهيم الخطيب في المشهد الثقافي المغربي،اللذين حازا العامين الفارطين ، كما نعرف تواضعهم ونفورهم من الأضواء، لكن مكانتهم وعطاءهم ونبلهم ووداعتهم هي التي تجعل منهم أناسا كونيين، واللجنة العلمية المكونة من الأستاذ الناقد والمترجم رشيد بنحدو والشاعر محمد السرغيني والأستاذ الناقد عبد الرحمان طنكول، منحت محمد برادة الجائزة لأنه يتميز بكل مواصفات الأخلاق والنبل والإبداع، والشهادات التي قدمت حول محمد برادة من خلال الشريط الوثائقي الذي أنجزته مؤسسة نادي الكتاب بالمغرب ستبين مكانة هذا الرجل في وطنه وبين أصدقائه ومحبيه،