تتواجد بالجهات الجنوبية الثلاث خمسة موانئ للصيد البحري ، بما فيها ميناء بوجدور الكبير الذي سيرى النور قريبا ، حيث انتهت به كل الأشغال مؤخرا ولاينتظر الا اشارة انطلاق العمل. كما يتميز هذا الساحل بطول يقدر بحوالي 1200 كلم يتوفر على منتوج هائل من الأسماك المتنوعة ، حيث تنشط حركة الصيد البحري والقطاعات المرتبطة به على مدار السنة مع احترام فترات الراحة البيولوجية لبعض الأصناف من الأسماك وعلى رأسها الرخويات وفواكه البحر. لكن استهلاك سكان مدن هذا الساحل الطويل من الأسماك لايرقى الى مستوى الكمية التي تفرغ به وتشحن صوب أسواق ومعامل المدن الشمالية للاستهلاك أو التصنيع والتصدير الى الأسواق الأوروبية ، بينما يترك جزء ضئيل جدا للتصنيع على المستوى المحلي للبيع بأثمان في متناول كل الطبقات الاجتماعية بحكم تفاوت الأصناف والجودة ، حيث يبلغ ثمن الصول والميرلان : 30 درهما ولكروفيت وكربينا والكلمار 40 درهما لبواجو والسبييا 25 درها السردين أربعة دراهم الروبيو 20 درها ، ورغم ذلك فإن الاقبال على هذه المادة الحيوية ذات القيمة الغذائية المفيدة ضعيف جدا بسبب عدم وجود أسواق في مستوى جودة المنتوج نظرا لعدم اهتمام الجهات المسؤولة بهذا الجانب الحيوي ببناء أسواق عصرية خاصة بهذا النوع من التجارة بمختلف أرجاء المدن الصحراوية ، التي أصبحت تعرف نموا متسارعا على المستويين العمراني والديموغرافي باستثناء بعض المحلات العشوائية المتناثرة هنا وهناك وهي اماكن لايمكن تصنيفها بمحلات مناسبة لتلبية رغبات المستهلكين، نظرا لعدم توفرها على الشروط المطلوبة والضرورية كالنظافة ، ثلاجات التجميد ، الماء الكافي ،المراقبة الصحية للبائع وللمنتوجات المعروضة تجعل من التاجر يعرض بضاعته بشروط السلامة الصحية وتجعل من الزبون يتبضع هو الآخر في جو متميز بالنظافة والراحة. وانطلاقا من هذه الحالة فقد اصبحت مدن الساحل الصحراوي اكثر من اي وقت مضى في امس الحاجة لجيل جديد من الاسواق الخاصة ببيع هذا المنتوج البحري وللتخفيف من حدة الاقبال على اللحوم الحمراء، وتحديدا الابل التي أصبحت تتناقص بسبب النحر اليومي لعشرات الرؤوس ، سواء بالمجازر أو عن طريق النحر السري /العلني!