عادت نهاد كوثر الشاعرة والمغنية المقيمة بالديار الأمريكية منذ أربع سنوات من أجل التحصيل الدراسي، إلى الدارالبيضاء للاستعداد لإصدار ألبومها الجديد. الفنانة نهاد ينتظرها مستقبل واعد في مجال الغناء، خاصة أنها تمتلك صوتا يصفه المتتبعون بالصوت المتميز الذي يكاد يصل في نعومته وقوته صوت الرائعة فيروز. نهاد تمتلك الصوت، وتمتلك أيضا موهبة الكتابة الشعرية.. التقاها ملحق «إعلام وفنون»، فكان الحوار التالي: { ورقة تعريفية عن حياتك الشخصية والدراسية والفنية؟ ترعرعت وسط عائلة محافظة جدا، ووالدي كان يرفض رفضا بتاتا أن أدخل عالم الفن والغناء، ولكنني كنت مصرة و تمسكت بموهبتي في الكتابة و الغناء، الأمر الذي جعلني أنجح في إقناع الجميع وفي مقدمتهم والدي بفني وبموهبتي. أتابع حاليا، ومنذ أربع سنوات، دراستي في شعبة التسويق والتواصل في جامعة بروكلين بنيويورك، وأكيد أن طموحي الأول والأخير هو الرجوع لبلدي الغالي والاستقرار في أحضان ترابه، فأنا متمسكة ببلدي الأم المغرب، وسأعود إن شاء الله لأنضم إلى مسيرته التنموية الرائدة، خاصة في مجال الفن الذي أعرف قيمته ووزنه هنا بالمغرب، وسيسعدني أن أكون في قائمة الفنانات المغربيات المؤديات للأغنية المغربية.. طموحي غير محدود، أتمنى أن أساهم في المجهود المبذول حاليا للرقي بالأغنية المغربية التي تستحق أن نجتهد جميعا من أجل وصولها للعالمية. { تستقرين في أمريكا؟ أنا أقيم بالديار الأمريكية منذ أربع سنوات بهدف الدراسة، إذ أعتبر أن الفنان من المفروض أن يكون مثقفا واعيا ومطلعا بشؤون الحياة، ولأن الجودة والنجاح يتحققان بالعلم والثقافة وليس بالموهبة فحسب. لكني، وكما قلت من قبل، مصرة وعازمة على العودة لبلدي المغرب إن شاء الله، وذلك فور انتهائي من التحصيل الدراسي، فتربة بلادي الأحلى والأدفأ من بين كل البلدان. { متى ولجت عالم الكتابة الشعرية واللحن والأداء؟ منذ صغر سني وأنا أكتب باللغة الفرنسية والانجليزية والعربية، وأنا طفلة بدأت أخطط وأرسم بعض الكلمات تعبيرا عن أحاسيسي الطفولية، لأنطلق وأنا فتاة بدأت عيونها تنفتح للحياة، في تدوين ملاحظاتي وهلوساتي وخواطري في نصوص مرتبة ومتناغمة.. حاليا، أكتب زجلا وشعرا بالفرنسية والإنجليزية، والعربية طبعا، كما أتقن إلى جانب كل ذلك، الكتابة بلهجات أخرى كالخليجي و اللبناني. { ما هي المواضيع التي تفضلين الكتابة عنها والغناء لها؟ كتابتي متنوعة، ومواضيعها مختلفة، بحيث أعمل على أن لا أكون حبيسة نمط واحد، وأميل كثيرا لمواضيع قريبة من الواقع ومن الحياة التي نعيشها في الحقيقة بعيدا عن الخيال.. أكتب مثلا عن قصص واقعية وحكايات عشتها أو عاشتها صديقاتي أو المقربين مني.. أنقلها شعرا ولحنا لتأثري بها و لرغبتي في تجسيدها وبعث الروح فيها من الكتابة واللحن والأداء الجميل. { في أمريكا، إلى جانب الدراسة، هل لك أنشطة أخرى؟ عندما قررت الانتقال للولايات المتحدةالأمريكية، وأنا الفتاة المغربية التي تحمل معها جذورها الثقافية وتقاليد مجتمعها، كان هدفي التحصيل الدراسي بالدرجة الأولى، وإلى جانب ذلك، وطبعا تنويع معارفي وثقافتي واكتشاف عوالم حياتية أخرى.. لم أكن لأتردد في دخول المغامرة والانخراط والاندماج مع عالم يختلف تماما عن بيئتنا وعوالمنا، أخذت المبادرة، وسافرت في أجواء محيطة بعقليات مختلفة ونجحت والحمد لله في اكتساب ثقة الآخر، بل وأصبحت جزءا من عالم يبتعد عنا يمسافات واسعة ثقافيا وعلميا وجغرافيا.. أساهم في الندوات، وفي كل الأنشطة التي تبرمج هنا وهناك في نيويورك، خاصة على مستوى الجامعة التي أدرس فيها، كما أشتغل مذيعة براديو الجامعة، وأستغل مهمتي الصحفية خاصة في برنامجي اليومي الصباحي، لأؤدي أغاني عربية مثل أغاني فيروز الخالدة. إلى جانب ذلك، شاركت في مهرجانات في واشنطن، كاليفورنيا و كندا، وأنا سعيدة لكون الجمهور استقبلني في تلك المهرجانات بالترحيب وبكل المودة والقبول. { ما هي مشاريعك القادمة؟ عدت هذه الأيام للمغرب من أجل التحضير لإصدار ألبومي الأول، هو ألبوم يضم اثنى عشرة أغنية كلها من كلماتي، و سيكون لي تعاون في تلحينها مع الأستاذ الفنان و الملحن الكبير محمود الإدريسي، إذ قام مشكورا بتلحين إحدى أغنيات الألبوم، سأؤديها على شكل دويتو مع فنان شاب سيكون مفاجأة.. تلقيت أيضا دعوة من مهرجان عربي سأعلن عنه مستقبلا، وأنا أهيئ للمشاركة فيه وأعتبر أنه يشكل لي محطة انزلاقتي الفعلية. { طموحاتك؟ أتمني أن أوصل صوتي وكتاباتي لجميع الناس.. وآمل أن تنال الرضى، أومن بقوة بموهبتي، وأعتز بكون عدد كبير من الفنانين المغاربة و الأمريكيين اقتنعوا بموهبتي وفني.. ويبقى طموحي الأول والأساسي هو العودة للاستقرار في بلدي المغرب لأساهم بدوري في مسيرته التنموية الرائدة. { أصدقاؤك في عالم الفن بالمغرب؟ أصدقائي في عالم الفن بالمغرب يتقدمهم الأستاذ الكبير محمود الإدريسي الذي اعتبره إسما كبيرا في عالم الفن، وهناك الفنان الكاتب والملحن عمر سعد، شقيق الفنانة الأصيلة هدى سعد، الغنية عن التعريف، وفي أمريكا تجمعني علاقة صداقة قوية بالفنانة الأمريكية اندريا دي. { المرأة المغربية بالنسبة لك؟ هي المرأة الأصيلة «الحارة» التي تعمل جاهدة على إرضاء زوجها ومساعدته، هي المرأة التي تضطلع بمهمتها في المجتمع، تأخذ المبادرة ولا تتخوف أو تحبس ذاتها بعيدا عن الضوء.. إنها المرأة المغربية، التي أراها شخصيا أفضل نساء العالم. { مطلع لإحدى أغاني ألبومك الأول؟ في قلبي سكنتي، حبك ضيعني، شغلتي فكري و رجوعك شوشني نفكر في اللي معاك يمكن يسلكني كل احتمال اكتر من الاول يبعدني { كلمة أخيرة؟ اشكركم على اهتمامكم، ولا تفوتني الفرصة لأوجه شكري وامتناني لمن ساعدني ودعمني ومنحني قوة الشجاعة لولوج المجال الفني وفي المقدمة الوالد الأستاذ أحمد، الاخوان بوشعيب وعبد الله الشوفاني، والفنان الكبير محمود الادريسي واتمنى ان أكون عند حسن ظنهم وظن الجمهور المغربي الفنان.