عززت سوريا قدراتها الصاروخية رداً على التهديدات المتكررة من جانب الجيش الأمريكي بتوجيه ضربة وقائية ضد هذا البلد. وتشمل خطواتها الاستباقية استقدام صواريخ ياخنوت الأسرع من الصوت من النوع المضاد للسفن من روسيا، وفقاً لتقارير إخبارية على تلفزيون «روسيا اليوم». وقال مصدر روسي عسكري - دبلوماسي لوكالة أنباء «انترفاكس» إن روسيا سلمت سوريا منظومة متحركة للدفاع عن السواحل تتضمن صواريخ مضادة للسفن أسرع من الصوت في إطار عقد أبرم في 2007 . وأضاف أن «الصواريخ المضادة للسفن التي تخرق جدار الصوت من نوع ياخونت، سُلمت الى سوريا في إطار منظومة باستيون المتحركة للدفاع عن السواحل». ومع ذلك، تسليم أنظمة الأسلحة ليس سوى الجزء الأول من هذه العملية التي «تحتاج إلى المزيد من الوقت لاستكمال تدريب الموظفين السوريين» وفقاً للمصدر الذي أشار إلى أن النظام الصاروخي سوف يمكّن سوريا من حماية سواحلها بالكامل ضد أي هجوم بحري محتمل. وقال مصدر آخر للوكالة إن دمشق تريد تسلم منظومتي باستيون على الاقل تتألف كل منهما من 35 صاروخاً عابراً من نوع ياخونت، مشيراً إلى أن قيمة هذا العقد تقدر ب 300 مليون دولار. وأضاف «هذا السلاح يسمح بتغطية كل الساحل السوري من أي هجوم محتمل من البحر» . وقال خبير عسكري أمريكي رفض الكشف عن هويته لحساسية الموضوع، إن «هذه الصواريخ تشكل تهديدًا خطيراً على السفن الحربية الأمريكية وحاملات الطائرات حول الساحل السوري»، واضاف: «إذا تم إطلاق هذه الصواريخ، ستكون قادرة على التسبب بأضرار أو حتى إغراق السفن الحربية الأمريكية في نطاقها». ويستخدم صاروخ ياخونت الروسي لتدمير السفن البحرية في ظروف عمليات التشويش اللاسلكية الالكترونية المعادية. وقد بدأ العمل على تصنيع هذا الطراز من الصواريخ في مطلع ثمانينات القرن الماضي في مؤسسسة « ماشينوستروينيه» الانتاجية العلمية. ويتميّز هذا النوع من الصواريخ بمدى إطلاق طويل، القدرة الذاتية التامة للاستخدام القتالي، تغيير ارتفاع التحليق، وإمكانية الاطلاق من على شتى الوسائل بما فيها السفن بكافة أنواعها والغواصات والمنصات الارضية والطائرات، إضافة إلى صعوبة اكتشافه من قبل الرادارات الحديثة. وتقدّر سرعة هذا الصاروخ التي تفوق سرعة الصوت بمقدار 2.6 مرة ما يقلل من احتمال تعرضه للاعتراض والتدمير من قبل وسائل الدفاع الجوي الحديثة. ويزود هذا الصاروخ البالغ وزنه ثلاثة أطنان برأس راداري يوجه ذاتياً، والقدرة على تدمير الطرادات الحديثة على مدى يصل الى 300 كيلومتر. وقال مسؤول سابق في القوات الأمريكية الجوية إن «الولاياتالمتحدة ستكون مضطرة إلى إخلاء المئات من المدنيين من المواقع قبل أن تتمكن من التركيز على قصف المدن السورية« . وأضاف: «مهاجمة سوريا ستكون بمثابة خطأ كبير، لأنها تعتبر انتهاكاً لنظرية الحرب العادلة، التي تنص على أنه لا يجب مهاجمة هذا البلد الذي لم يهاجمك أولاً»، معتبراً أن الذين يدافعون عن سياسة التدخل العسكري في مناطق الشرق الأوسط «يحضرون برميل بارود ينتظر الانفجار» . وفي معرض حديثه عن إطلاق الصواريخ الى سوريا، قال وزير الدفاع الروسي اناتولي سيرديوكوف للصحافيين في وقت سابق من هذا العام إن روسيا تنوي تنفيذ عقد العام 2007 بتوريد الأسلحة إلى سوريا. وأضاف: «اننا ذاهبون لتوريد صواريخ الياخنوت إلى سوريا تنفيذاً للعقد بيننا» . وترفض روسيا الأقاويل عن أن هذه الصواريخ يمكن أن تقع في أيدي الإرهابيين. وقال أحد الخبراء في مجال الدفاع الروسي إن «الولاياتالمتحدة هي التي تدعم إرهابيي القاعدة في سوريا لأنها تزودهم بالمعدات اللوجستية والاتصالات، وليس روسيا.» وتأتي هذه الصفقة في وقت تتزايد فيه الشكوك السياسية حيال الرئيس السوري بشار الأسد، الذي يسعى جاهداً إلى الاحتفاظ بالسلطة في سوريا، في مواجهة المعارضة الشعبية المناهضة للحكومة. لكن الولاياتالمتحدة أصرت على أن المتظاهرين «سلميون»، على الرغم من الصور وأشرطة الفيديو التي تظهر بعض المحتجين المدججين بالأسلحة بما في ذلك تلك المختلسة والمسروقة من الجيش العراقي. وفي الوقت الذي تتأرجح فيه الأزمة السورية نحو الحرب الأهلية، يخشى العديد من المراقبين من «سيناريو ليبي» عسكري يتكرر في سوريا برعاية الولاياتالمتحدة وحلف شمال الاطلسي، قد يخلف خسائر هائلة في أرواح المدنيين.