تواجد أعداد ليست بالهينة من البقع الفارغة والدور المهجورة ، سواء أكانت عبارة عن فيلات أوبنايات متعددة الطوابق ، على امتداد العاصمة الاقتصادية بمجموعة من الأحياء، يطرح أكثرمن علامة استفهام حول حضور هذه المساحات الإسمنتية ضمن العمران الجغرافي البيضاوي، ومدى ضبط تفاصيلها من عدمه، لكون بعضها أضحى ، خلال الآونة الأخيرة، بمثابة نقاط سوداء وفضاءات لاحتضان كل الممارسات الشائنة التي يمكن أن تدور بذهن المواطنين والمسؤولين على حد سواء، والتي تكون بمنأى عن المراقبة وبعيدة عن أنظار مُلاكيها ! بقع فارغة مسيجة بأسوار إسمنتية تحول دون أن يكون ما يجري بداخلها مرئيا من طرف المارة، وبنايات متقادمة يسري عليها ما يسري على البقع، كلها أو أغلبها تم «استيطانه» من طرف لصوص وقطاع للطرق، يلجأون إليها عند إقدامهم على ارتكاب سرقات في هذا الحي أوذاك، وذلك للمواراة أو من أجل الانتظار قليلا ريثما يقررون إعادة الكرّة واصطياد ضحايا آخرين. أوكار يتم بداخلها تقسيم الغنائم، وتتحول إلى محتضن لليالي حمراء تؤثثها قنينات الجعة والنبيذ الأحمر وماء الحياة بالنسبة للبعض، يمارس بها الجنس بشكل اختياري أو بشكل قسري، وقد تتحول إلى «فنادق» عمومية، يتم جلب مختطفات إليها قد يتعرضن للاغتصاب، أو وكر للباحثين عن لذة عابرة بعيدا عن الأنظار، كما أنها تعتبر عنوانا على الشذوذ حيث تقف شاهدة على تفاصيل شاذة جنسية بين متشردين وغيرهم تتم في واضحة النهار أو في غسق الليل، مادامت بعيدة عن كل حراسة أو اهتمام؟ فضاءات غالبا ما تم بالعثور بداخلها على جثث بعد ارتكاب جرائم واستهداف حق أصحابها في الحياة بعد ليلة ماجنة، أو بفعل عامل من العوامل، وكثيرا ما شبت فيها النيران التي قد تنطوي على مخاطر متعددة بالنسبة للفضاءات المجاورة لها، والتي يتسبب فيها من يتواجدون هناك ويعملون على إشعال النيران من أجل التدفئة والتي قد «تتطاول» ألسنة لهيبها وتؤدي إلى تسجيل العديد من الخسائر وتتسبب في جملة من الكوارث! أما بيئيا ، فإن هذه الفضاءات تصبح بمثابة المطارح التي يمكن لأي كان أن يرمي بها مخلفاته المنزلية أوتلك المرتبطة ببقايا البناء السري والعشوائي وحتى البناء المرخص، والتي تظل تستقبل أكوام النفايات إلى أن تلفظها خارجا ! البقع الفارغة المبنية وغير المبنية، وتلك التي توجد بداخلها بنايات، بما فيها تلك التي كانت تستغل كمؤسسات تعليمية إلى حد قريب، تخضع بين الفينة والأخرى لمراقبة من طرف المصالح الأمنية، إلا أنها تبقى عملية مناسباتية، مرتبطة بظرفية من الظرفيات، الأمر الذي يجعلها تستمر في احتضان الممارسات الشائنة، مما يتطلب جردا لها من طرف السلطات المحلية ومد المصالح الأمنية بها قصد وضعها تحت أنظارها، بنايات وبقع توجد بمقاطعة المعاريف بالأزقة المتواجدة ما بين شارع مولاي إدريس الأول وشارع أنوال، وأخرى بمقاطعة آنفا، وبكاليفورنيا بتراب مقاطعة عين الشق، وبمقاطعة الفداء، وتحديدا بحي الرياض العالي على واجهة شارع الناظور على مقربة من حديقة «لارميطاج»، وهو الحي الذي عرف مؤخرا ارتكاب العديد من السرقات، وكذلك بعدد من أزقة مقاطعة مرس السلطان، قرب زنقة احمد الفكيكي، وبحي لاجيروند، وحي الداخلة حيث بناية مهجورة تابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية، كان من المفيد استثمارها إداريا لفائدة سكان المنطقة، فإذا بها تصبح «معلمة» للتيه وكل أنواع الانحراف، فضلا عن مجاورتها لخط السكة الحديدية، الذي يحبل بدوره بالعديد من المتناقضات!؟