على امتداد أطراف العاصمة الإقتصادية وبمختلف أحيائها، تتواجد إلى جانب البقع الفارغة عدد من البنايات المتقادمة والمهجورة، التي باتت بمثابة مأوى لمن لامأوى لهم، بينما البعض منها تحول إلى «فنادق» من نوع خاص يقبل عليها «زبناء» بحثا عن تحقيق متطلبات «خاصة» يتم توفيرها بكل طمأنينة، دون أن تلفت إليها الانتباه أو تثير ملاحظات المارة الذين يذرعون الشارع يوميا جيئة وذهابا، ودون أن يدور بخلدهم أن خلف أسوار هاته البنايات تحدث العديد من الممارسات والسلوكات التي يندى لها الجبين، شأنهم في ذلك شأن المصالح المعنية التي لم تثر اهتمامها أية شبهات! فضلا عن الأزبال والنفايات وانتشار أفواج البعوض والذباب بإحدى هذه البنايات/الشركات المتواجدة بشارع محمد السادس على بعد خطوات من باشوية المشور، فقد تحولت إضافة إلى ذلك، إلى مرتع للمتسكعين والمتشردين وبعض الباعة المتجولين ... والقائمة طويلة بطول عدد من يبيتون أو يتوافدون على طول اليوم بالنهار كما بالليل. فالبناية المتكونة من 3 طوابق والتي يحتضن أحد طوابقها مكاتب للشركة أصبحت بمثابة «غرف» للنوم التي تم إعدادها لايواء «طالبي المتعة» الرخيصة وممهتني الفساد، والذين تم ضبط بعضهم مؤخرا بعد قيام وحدة للقوات المساعدة بلاجيروند باعتقال أربعة منهم صحبة سيدتين إحداهما مطلقة تمت إحالتهم جميعا على مركز الشرطة. غير بعيد عن المنطقة وبزنقة بنزرت بحي لاجيروند لايمكن ألا تسترعي انتباه المارة أفواج من باعة الألبسة البالية والمتلاشيات والخرذة، تتقدمهم عرباتهم اليدوية المجرورة وهم يغادرون إحدى البنايات كل صباح التي تحولت إلى «أوطيل» لهاته الفئة وفئات أخرى بعضها معلوم والبعض الآخر مجهول، وبنفس الزقاق تنتصب بناية مترامية الأطراف مهجورة هي الأخرى تتراكم بها النفايات في كل مكان وتحولت بدورها إلى قبلة للمتسكعين والمتشردين وفضاء للممارسات الشائنة، والذي سبق أن اندلعت به النيران غير ما مرة متسببة في إحداث حالة من الفزع والفوضى. البناية هاته هي الأخرى ضبط بها منتصف الأسبوع الجاري شخص في الخمسينات من عمره يمارس شذوذه الجنسي على قاصر لايتجاوز عمره 16 سنة، وخلال نفس اليوم تم ضبط أشخاص آخرين بنفس الممارسات، أحيلوا جميعهم على المصالح الأمنية. وضع بات يرخي بظلاله على الجميع حول الممارسات الشاذة والشائنة التي تحتضنها مثل هذه الدور/البنايات/الشركات/الفضاءات والتي يمكن ألا تقف عند حدود الفساد بل يمكن لها أن تتخطاه إلى ماهو أبعد من ذلك!