تحت شعار: «جيل التغيير لدمقرطة المنظومة التربوية و تجذير العمل النقابي الجاد»، نظم المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم (ف د ش) جهة الشاوية ورديغة، بتنسيق مع مكتب المنتدى بنفس الجهة، المنتدى الجهوي الأول للشباب المدرس، وذلك يوم الأحد 26 مارس بمركز تكوين أساتذة وأستاذات التعليم الابتدائي ببنسليمان، المنتدى أطره عضوا المكتب الوطني إدريس سالك و عبد المولى بوالزيت وعرف مشاركة حوالي 60 مشاركة و مشاركا من الشباب المدرس العاملين بأقاليم الجهة( سطات، برشيد، خريبكة و بنسليمان) كما عرف حضور النائب الإقليمي لبنسليمان و المفتش المنسق للغة الانجليزية و مدير مركز التكوين المشار إليه و كذا حضور بعض المناضلين المؤسسين للعمل النقابي بالإقليم و بعض الأطر الإدارية و التربوية، بالإضافة إلى حضور المسؤولين النقابيين بالجهة والإقليم. وقد افتتحت أشغال الملتقى بكلمة المنسق الجهوي لمكتب المنتدى الذي أشار في كلمته إلى أن المنتدى الجهوي للشباب المدرس يأتي في إطار التوجه الاستراتيجي للنقابة الوطنية للتعليم الرامي إلى تشبيب وتأطير مسؤوليها ومنخرطيها ضمانا لاستمرار العمل النقابي الجاد والمسؤول وتأصيله في صفوف شغيلة القطاع قصد الدفاع عن المدرسة العمومية. نفس الأبعاد والأهداف المؤطرة للمنتدى تضمنتها أيضا مداخلة المنسقة الوطنية للشباب المدرس، أما كلمة المكتب الوطني التي ألقاها إدريس سالك فقد تطرقت إلى مستقبل المدرسة العمومية ودور الفاعلين التربويين في النهوض بأوضاعها، مؤكدا على أن دور المدرسين والمدرسات أساسي جدا وله مكانته الخاصة في إصلاح المنظومة التربوية، مذكرا في نفس الوقت بالمبدأ و الموقف الثابت للنقابة الوطنية للتعليم في الدفاع عن المدرسة العمومية من خلال التصدي لكل الإجراءات و القرارات الجائرة في حقها وفي حق الشغيلة التعليمية، و ذلك منذ الإصلاحات الأولى في الستينات مرورا بالميثاق الوطني للتربية والتكوين، وصولا إلى البرنامج الاستعجالي الذي عرفت خلاله المنظومة التربوية عدة اختلالات بنيوية ساهمت بشكل كبير في تدهور أوضاع المدرسة العمومية في كافة المستويات، مشيرا إلى الخصاص المهول في الموارد البشرية الذي بلغ خلال هذه السنة 15000، ومع الأسف، يضيف عضو المكتب الوطني، أن مشروع الميزانية لسنة 2012 لم يأت بأي جديد في هذا الجانب ، مسجلا في نفس الوقت التراجع وتأجيل التعويضات عن المناطق الصعبة والنائية بالوسط القروي رغم الاتفاقات السابقة مع الحكومة و الوزارة مما انعكس سلبا على نفسية الأسرة التعليمية، موجها الدعوة إلى الشباب المدرس للانخراط في العمل النقابي الجاد والمسؤول للدفاع عن المدرسة العمومية، وعن حقوق ومكتسبات الشغيلة التعليمية والتعبئة لإنجاح محطة انتخابات اللجان الثنائية. أما كلمة المصطفى بوزيان نائب الكاتب الجهوي، فقد تطرقت إلى استراتيجية تشبيب النقابة و دعم الشباب في تحمل المسؤولية في الأجهزة النقابية، خصوصا وأنه حسب الأرقام، فإن 60% من المدرسات والمدرسين يقل سنهم عن 40 سنة، مشيرا إلى أن تمثيلية الشباب بالمكتب الجهوي بعد تجديده مؤخرا بلغت 30%، علما، يضيف المسؤول النقابي، أن المنتدى الجهوي المشار إليه يعد أول منتدى ينظم على المستوى الوطني، مذكرا بأن التنظيم الجهوي قام مؤخرا بهيكلة مكتب جهوي للشباب المدرس الذي استطاع بفضل المجهودات الجبارة للمدرسات والمدرسين الشباب بالجهة ، تنظيم المنتدى المذكور. وقد تميز الملتقى الجهوي الذي يهدف إلى تمتين التواصل بين الشباب المدرس بالجهة والإطلاع على الإصلاحات التربوية بالمغرب و موقف النقابة الوطنية للتعليم منها و كذا الوقوف على أهمية اللجان الثنائية بقطاع التربية و التكوين، تميز بالعرض الذي تقدم به الأستاذ الباحث في المجال التربوي محمد مكسي حول : المدرسة العمومية بين أزمة التعليم و أوهام الإصلاح و دور الشباب المدرس في عملية الإصلاح، حيث تطرق في البداية إلى أهمية الشعار المرفوع من طرف المنتدى، مبرزا دور المسؤول النقابي في السياسة التعليمية و في إصلاح المنظومة التربوية، حيث أشار في هذا الصدد إلى أن المقاربة النقابية للإصلاح تكون دائما متميزة، مما يتطلب من هذا الأخير التسلح بمجموعة من الكفايات المعرفية والعلمية والتواصلية والإستراتيجية وبناء العلاقات الأساسية التي تمكنه من الحوار و التواصل مالكا لمنهجية العمل النقابي المتكامل من أجل بناء المدرسة العمومية . كما تطرق في كلمته إلى إشكالات و اختلالات المنظومة التربوية بعد الإصلاحات التي عرفتها هذه الأخيرة مؤخرا، فبعد مرور عقد ونصف من الزمن تقريبا ، يقول الأستاذ محمد مكسي، عن أي مدرسة نتحدث( نظرية الإصلاح)؟ فالمدرسة العمومية التي يفترض أنها تشكل موضوع التنظير هي غير ما يتحدث عنه الميثاق الوطني للتربية والتكوين و هذا ما تؤكده مجموعة من الملاحظات من أهمها: اختلاف آليات التنظير لغة وفكرا ومنطلقا ومرجعية عن موضوع الإصلاح، بناء نظرية الإصلاح على خلفية سياسية توافقية هشة ليس بمقدورها طمس التناقضات المتباينة التي لن تصمد أمام واقع المدرسة العمومية، الارتماء الكلي و المطلق في أحضان ما تقوم به مكاتب الدراسات الأجنبية التي حلت محل الفاعلين المباشرين في تقديم البدائل و الحلول والمشاريع التي زادت من تعميق الفجوات بين الميثاق و واقع المدرسة العمومية وكذا النزيف المالي المترتب عن تلك المشاريع الفاقدة للحكامة والبصيرة وما استتبع ذلك من هدر زمني على امتداد مواسم دراسية متصلة، مشيرا إلى أن المقاربة المهيمنة في الإصلاح هي المقاربة المقاولاتية ، حيث، يقول المحاضر، أنه لا يمكن للتكنقراط أن ينظروا للمدرسة العمومية و لا يمكن أن نتحدث عن نظرية الإصلاح في غياب الشروط والظروف اللازمة وأن المنظومة التربوية تتنافى مع مفهوم الاستعجال ولا ينبغي أن تكون لعملية الإصلاح قطيعة مع ما سبق فلا بد من استثمار التراكم الذي تحقق سابقا و هذا ما لم يأخذه البرنامج الاستعجالي الذي زاد من تعميق الأزمة التعليمية، فالمدرسة العمومية، يضيف المحاضر، هي خزان لقيم التماسك الاجتماعي وتكافؤ الفرص التعليمية التي تعلق عليها الفئات المحرومة آمالها العريضة في واقع يهددها بالإقصاء، و يعني مفهوم تكافؤ الفرص التعليمية إتاحة التعليم لكل قادر بتذليل الصعوبات التي تعترض عملية التعليم سواء كانت هذه الصعوبات مادية، مالية أم بشرية ومعنوية. وتوبعت أعمال الملتقى بتوزيع المشاركين والمشاركات على 3 ورشات بتأطير من عضوي المكتب الوطني إدريس سالك وعبد المولى بو الزيت و عضو المجلس الوطني المصطفى بوزيان و بعض أعضاء المكتب الجهوي للمنتدى و اختتمت أشغال المنتدى الجهوي للشباب المدرس بجهة الشاوية ورديغة، بإصدار والمصادقة على التوصيات والمقترحات التي اعتبرت بمثابة إعلان بنسليمان ومن بينها: - تعديل المرسوم المنظم للجان الإدارية المتساوية الأعضاء خاصة في ما يتعلق ب: - التنصيص صراحة على أن النقابات هي الممثل الوحيد والشرعي للشغيلة التعليمية، الرفع من عدد الأعضاء على مستوى التمثيلية بالجهة - تجاوز الطابع الاستشاري للجان المنتخبة وإكسابها طابعا تقريريا. - تبسيط المساطر للحصول على ترخيص متابعة الدراسة الجامعية - الرفع من وتيرة التكوينات المهنية ( نظرية وعلمية) - توفير و تعميم مراكز الإيواء و المركبات الخاصة بفئات الشباب - تحديد سقف زمني للمدة التي يمكن أن يقضيها الشباب المدرس بالوسط القروي - توسيع الاستفادة من أجهزة الإعلاميات في إطار مشروع نافذة - توسيع و تعميم خدمات مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية - فك العزلة عن العالم القروي لتمكين المدرسين والمدرسات من أداء مهامهم في أحسن الظروف.