مكلخ» ..» اللصقة «..» آ جمع قلوعك».. هي مفردات تمتح من قاموس أسافل المجتمع ، بله أن تكون قاموسا مفضلا لوزير .. وأي وزير يا حسرة وزير التربية، عاشت الأسامي ! الألفاظ هاته، لم يستعملها وزير» تربيتنا « في إحدى جلساته الخاصة، أو الحميمة وإنما شنف بها ، مسامع أعضاء المجلس الإداري للتربية والتكوين، المنعقد مساء الأربعاء21مارس 2012 بقاعة الاجتماعات بعمالة الإسماعيلية سابقا، وهو الاجتماع الذي أمر الوزير، بأن يحرم رجال الإعلام من تتبعه، وكأن هموم التربية والتعليم، هي سر من أسرار الدولة ، التي لا يجب أن تصل إلى الرأي العام عبر الصحافة. عاش الوضوح وعاشت الشفافية! وما أن افتتح الاجتماع، الذي كان من المنتظر أن يشكل فرصة سانحة للوزير للإنصات إلى نبض كل شركاء المسألة التعليمية بالجهة، وفسح المجال لاستعراض مشاكل القطاع، وحسن الإنصات للفاعلين التربويين ، خاصة وأنه أول اجتماع يحضره الوزير بهذه الجهة بعد التنصيب ، ما أن افتتح الاجتماع ، حتى تبين أن كل هموم ومشاكل قطاع التعليم، لا تعني شيئا لوزير التعليم الذي افتتح بنفسه الاجتماع ، خلافا للأعراف ، وسار يسبح بالحاضرين ، في الحديث عن شخصه وعن تحمل حقيبة سفير في بلاد الهند ، وتحدث عن جهله بمضامين المصطلحات التربوية ، باستهجان وتعال كبيرين ..؟؟ يخطب .. ثم يخطب.. على مدى ساعتين من الزمان ، ولم «يطلق» الكلمة للحاضرين حتى « سخفهم»، وهنا ابتدأ فصل آخر من الجهل بأبجديات وأدبيات الاجتماعات ،أبان فيه الوزير عن روح لاديمقراطية، متبرمة بأي رأي ولو كان غير معارض ، وأبان فيه أيضا عن باع طويل في إتقان اللغة الشعبية المبتذلة .. فصل جديد انعدم فيه لدى الوزير كل ما يحيل على اللباقة ، وحضرت فيه « الفهلوة « والفياقة الزايدة» وليسمح لي السيد الوزير على استعمال الألفاظ الأثيرة لديه، لأنني أخاف ألا يفهم سواها .. لقد حول الوزير اجتماعا للمجلس الإداري للتربية والتكوين، في جهة من أكثر الجهات هشاشة، إلى حلبة لاستعراض العضلات ، أعطى فيها الوزير لنفسه الحق في اللغو، والتطرق لكل الموضوعات - إلا موضوع التربية طبعا- كما أعطى نفسه أيضا حق مقاطعة كل المتدخلين ، ومنهم من لم يتم بعد جملته الأولى، وأربكهم بشكل مهين... يقول لهذا « اللصقة» .. ويبخس الآخر بالقول :» وا..هز شوية المستوى» .. بل حتى مدير الأكاديمية ، لم يكفه فيه أن حيد دوره في هذا الاجتماع، وإنما تمادى إلى التدخل في منع يوم دراسي ، كانت الأكاديمية قد أعدت لتنظيمه ، واستبدله بأن تقوم بالمطلوب لجنة من الوزارة، سيتكفل هو نفسه بإرسالها .. عاشت الجهوية واللامركزية واللاتمركز. لقد شكلت إهانات الوزير سهاما للجميع، لم يسلم منها حتى المسيو كزافيي، فارس بيداغوجية الإدماج ، مفتخرا بكونه قد خاطبه بالقول : « جمع علي قلوعك من هنا ..؟ وعندك يومين ، لا غير ما باقيش نشوفك فالمغرب.. !» لقد كان بحق اجتماعا/ مهزلة ، خلف استياء كبيرا لدى كل الحاضرين .. وفي كل مرة ، كان يسأل في تشف لا تخطئه العين والأذن : « ياك بعدا ماكايناش الصحافة؟» قبل أن يطلق العنان .. و..زيد يا لسان ... وعيد ما كان ..؟؟ عبارة دارجة، يمكن اعتبارها الكلمة المفتاح لدى الوزير، كان يرددها بطريقة استنكارية مقاطعا بها كل متدخل: « وا خليو الناس تتيق فينا شوية» . أما نحن فنسأل « كيف يمكن الاطمئنان إلى سير المنظومة التربوية وقد أوكلت مهمة تدبيرها وإصلاحها لوزير، لا يتورع عن الاعتراف بكونه لا يفهم شيئا عن بيداغوجيا الإدماج ، ولا يدرك معاني العديد من المصطلحات التي تؤطر حقل التربية والتعليم؟ وهل بأسلوب الوزير في تكميم الأفواه ، وإسكات الصوت المعارض، ومعاداة الصحافة ، وركوب هكذا خطاب ؟ وهل بالتعالي ، وإهانة الفاعلين التربويين والشركاء يمكن تدبير قطاع من حجم التربية والتكوين؟