كان موقع هبة بريس قد نشر مقالا حول آخر شطحات السيد الوزير خلال اجتماع المجلس الإداري للجهة الشرقيةبوجدة يوم الجمعة 23 مارس 2012، بعدما فتح النار على الجميع، واستهزأ بالبعض، وتسبب في انسحاب البعض الأخر، وسط احتقان كل الفاعليين، من رجال الصحافة، وأسرة التعليم ، وجمعية آباء وأولياء التلاميذ، والأعضاء المنتخبين بالمجلس الإداري لأكاديمية المنطقة الشرقية ... الطلقة الأولى حسب نفس الموقع كانت على أحد أهم مضامين الدستور الذي ينص على الحق في الوصول إلى المعلومة، لتكريس مبدأ الشفافية،لكن التصريح الخطير الذي ستكون له تبعات سياسية وخيمة هو اتهام محمد الوفا كل الوزراء الذين سبقوه في التناوب على حقيبة التربية الوطنية والتعليم، بالخارجين عن القانون وأنه جاء لتصحيح الوضع، وخصوصا أنهم كانوا يسمحون بحضور رجال الإعلام لأشغال المجالس الإدارية للتعليم . أما المفاجأة الكبرى التي فجرها وزير التربية الوطنية، فهي الطريقة الغريبة التي نهجها في تسيير أشغال المجلس الإداري لأكاديمية المنطقة الشرقية من داخل الإجتماع، حيث العنف اللفظي، والتهكم وممارسة الدكتاتورية في أبهى حللها لإخراس كل المتدخلين. ولكي يكتمل سيناريو هذا الفيلم الهتشكوكي ، وعلى وقع صدمة كل الحاضرين وحتى يفهم الكل أن السيد الوفا يريد أن يقول : أنا الزعيم وما الزعيم إلا أنا ... وعندما اعتذر منه العلامة مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي لمدينة وجدة، وعضو المجلس الأعلى، بضرورة رفع الجلسة ليفسح المجال للناس للوضوء وأداء الصلاة، كان جواب الوزير غاية في الإستخفاف والتهكم بالعلامة مصطفى بنحمزة ، مخاطبا إياه وبدون أية غضاضة : هل تريد رفع الجلسة حتى لاتفقد الوضوء . لكن السيد بنحمزة التزم الصمت بحكمة العقلاء ، رغم أنه رجل دين وله من الأدلة والقرائن مايلجم الوزير عن التوقف عن عبثه. وقبل رفع الجلسة للصلاة خاطب الوزير جمع الحاضرين بأنه لن يصلي لأنه في حالة سفر، وبعد استئناف الإجتماع بعد صلاة الجمعة، طالب أحد الأعضاء المنتخبين في المجلس الإداري بأخد نقطة نظام، فأجابه الوزير: “خليني نكون زوين معاكم ولاغادي نولي خايب ” وهو الأمر الذي أدى إلى انسحاب الأعضاء المنتخبين في المجلس الإداري لأكاديمية المنطقة الشرقية، ليرفع هذا الإجتماع الذي سيكون له مابعده ، وخاصة أن الوزير لم يحترم مقامه ووظيفته التي تقتضي التسيير العقلاني لهاته الإجتماعات، مستحضرا روح الدستور والقوانين المنظمة في مثل هذه الإجتماعات، والحرص على رأب الصدع بدل صنع البلبلة، وإعطاء نظرة سوداوية على المرحلة التي تروم إلى تأسيس تعاقد جديد يجعل الدولة في خدمة المجتمع. وقد تم توزيع بيان من طرف كل الفاعلين بمن فيهم رجال التعليم مطالبين رئيس الحكومة بتصحيح الوضع ، مؤكدين عزمهم على مقاطعة كل الأنشطة التي تنظمها الوزارة والأكاديمية وأي اجتماع يخص ميدان التعليم. وختم المقال بخلاصة أن الدبلوماسي السابق محمد الوفا، افتقد لكل شروط الدبلوماسية واللباقة ، في مخاطبة الأخرين ، رغم أن الكل كان ينتظر أن خبرته الدبلوماسية ستعطي الإضافة لقطاع التعليم، الذي يحتاج للكثير من الكياسة وثقافة الإنصات للأخر، وإيجاد مقاربة سليمة لمعالجة مشاكل قطاع التعليم الذي جعلته الحكومة الحالية في صدارة أولويتها. وفي نفس السياق وعلى صفحات نفس الموقع تم نشر توضيح للسيد الوزير ينفي فيه نفيا قاطعا أن يكون قصد الاستهزاء بالعلامة مصطفى بن حمزة الذي يكن له كل التقدير والاحترام ، وان ما ورد في المقال مجرد مغالطات مجانبة للصواب . وأن التعليق لم يكن موجها إلى فضيلته شخصيا و إنما يأتي في إطار المزاح لا أقل ولا أكثر. و أن قرار منع وسائل الإعلام من تغطية أشغال المجالس الإدارية للأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين لا يعدو أن يكون تطبيقا لما جرت به العادة في المجالس الإدارية لعامة المؤسسات العمومية المغربية الفاعلة في مختلف الميادين الاقتصادية والاجتماعية. لكنه بالمقابل لم يعلق على ما اتهمه به المقال من افتقاده لشروط الدبلوماسية واللباقة في مخاطبة الآخرين ومن عدم احترامه مقامه ووظيفته التي تقتضي التسيير العقلاني لهذه الإجتماعات ..