لم يدع فريق الدفاع الحسني الجديدي الفرصة تمر، وهو يستقبل الوداد البيضاوي، ليهزمه للمرة الثانية خلال بطولة هذا الموسم، في المباراة التي جمعتهما مساء الثلاثاء، برسم مؤجل الدورة 22 من البطولة الوطنية. المباراة قادها طاقم تحكيم من عصبة سوس، بقيادة الحكم جيد الذي تفنن في توزيع البطائق على الفريقين، حيث وصل عددها إلى 11 بطاقة صفراء وواحدة حمراء، وتابعها جمهور غفير قدر ب 8000 متفرج. وجاءت الجولة الأولى متكافئة، حيث ضغط الفريق البيضاوي منذ بدايتها على دفاع الجديديين من أجل خطف هدف التقدم، غير أن الفريق المحلي عرف كيف يكبح هجومات الوداد، ثم بسط سيطرته على وسط الميدان، مع الاعتماد على الضربات الثابتة التي كانت ستعطي أكلها أكثر من مرة، لكن يقظة الحارس المياغري حالت دون ذلك، لتنتهي الجولة الأولى بالتعادل السلبي. الجولة الثانية كانت مغايرة شيئا، حيث حاول الفريق الجديدي التحكم في مجريات اللقاء، وبناء العمليات من الخلف، مع الضغط على حامل الكرة. واستطاع هداف الفريق كارل ماكس تسجيل هدف الفوز في الدقيقة 65، بعد تمريرة مركزة من المهدي قرناص. هذا الهدف دفع بالمدرب بينيتو فلورو إلى إحداث تغيرين دفعة واحدة من أجل إدراك التعادل، لكن صلابة دفاع الفريق المحلي والرغبة الجامحة للاعبين في الفوز، حالا دون طموح الفريق البيضاوي، ليعلن الحكم عن نهاية المقابلة بفوز هام للفريق الجديدي. وعقب نهاية المباراة، أكد فلورو بينيتو، مدرب الوداد، بأن الفريقين قدما مباراة جيدة، غير أن ما كان ينقص فريقه هو متمم العمليات، إضافة إلى أن هدف الفريق الجديدي كان له تأثير على مردودية اللاعبين. وأضاف فلورو أنه لا يعاني من مشكل في التواصل مع لاعبيه، بحكم تواجد مترجم يتقن اللغة العربية والفرنسية. وأشار إلى أنه لا يعطي الأفضلية للاعبين المشهورين، لأنه يؤمن بعطاء اللاعب وإمكانياته البدنية، التي تخول له أن يؤدي وظيفتي الهجوم والدفاع في آن واحد. كما أكد بينيتو على أن هناك بعض الهفوات، التي يجب تصحيحها وخصوصا على مستوى الهجوم، وعند تنفيذ الضربات الثابتة. وعن السر في تغيير تشكيلته في كل مباراة، قال بينتو إنه يحاول الاعتماد على 18 لاعبا رسميا، إذ يعتمد عليهم بالتناوب حسب طبيعة المباريات، إيمانا منه بأنه يحتاج إلى لاعبين جاهزين في حالة غياب بعضهم بسبب ظرف ما. وعن سبب عدم مناداته على بعض اللاعبين البارزين، أكد مدرب الوداد أن الفريق يتوفر على مجموعة من اللاعبين المتميزين، ولا يمكن إشراكهم جميعا في وقت واحد، وأعطى مثالا على ذلك بتوفر الفريق على ستة مهاجمين يعتمد على ثلاثة منهم. وبالمقابل عبر جواد الميلاني، مدرب الفريق الجديدي، عن سعادته بهذا الفوز الصعب، الذي تحقق على فريق له تاريخ على مستوى البطولة الوطنية، والذي جاء بفضل تطبيق لاعبيه للنهج التكتيكي الذي رسمه، وذلك بسد جميع الممرات المؤدية إلى مرمى الحارس أيوب لاما، وخصوصا الحد من صعود الظهيرين الأيمن والأيسر، مع ملء وسط الميدان والضغط على حامل الكرة. وأضاف الميلاني أنه كان بإمكان الفريق البيضاوي الفوز هو الآخر، لكن عزيمة وحماس لاعبيه حال دون ذلك، حيث تمكنوا من تسجيل هدف الفوز واستماتوا حتى نهاية المقابلة، كما أشار إلى أن فريقه في الطريق الصحيح، وبدأت بالنسبة له معالم الفريق التنافسي للمواسم المقبلة، بعناصر شابة، رغم التعثرات التي عرفها خلال بداية الموسم الحالي، نتيجة المشاكل التي ترا كمت منذ الموسم الفارط، والتي كانت ستؤدي به الى القسم الثاني.