لا تزال تفاصيل وظروف «وفاة» رجل تعليم بإقليمخنيفرة رهينة سحب كثيفة من الغموض والالتباس، وشبيهة إلى حد بعيد بفصول من أشهر الروايات البوليسية لأجاتا كريستي أو شارلوك هولمز، ويتعلق الأمر بعبدالرحيم غانم (33 سنة) الذي عثر على جثته، يوم الجمعة 10 فبراير الماضي، وهي معلقة على شجرة بمكان منعزل من دوار آيت حمو بآيت إسحاق، إقليمخنيفرة، وعنقه ملفوف بخيط هاتفي، حيث تم إشعار السلطات المعنية بالواقعة على الفور، ليتم نقل الجثة نحو مستودع الأموات بالمستشفى الإقليميبخنيفرة، ومنه إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس، قصد إخضاعها للتشريح الطبي لأجل الكشف عن أسباب الوفاة المريبة. وموازاة مع ذلك فتحت السلطات الامنية تحقيقا في ملابسات الموضوع دون أي جديد إلى حدود الساعة، إذ أن الحادث لا يزال لغزا محيرا ومعقدا، والأدهى أن سيارة «طويوطا» الخاصة بالمعني بالأمر، والحاملة لرقم 2218-أ-39، لم يعثر لها المحققون على أي أثر منذ ذلك الحين، حسب أسرة الهالك، ما كان طبيعيا أن يرفع من شكوك المهتمين بملف القضية، ويدفع باتجاه عدم استبعاد وجود شبهة جنائية وراء الوفاة الغامضة. واستنادا لأقوال شقيقه محمد غانم، فإن المعني بالأمر، عبدالرحيم غانم، وهو مستشار بمصلحة التوجيه التربوي بالداخلة، يكون قد قدم من الداخلة إلى مكناس، ومنها إلى مريرت التي قضى بها حوالي أسبوع كامل، كعادته في كل مرة يحل فيها بهذه المدينة لممارسة بعض أنشطته مع أصدقاء له، وفي الوقت الذي اعتقدت فيه أسرته ب»ّأمغاس»، الواقعة بين إقليميخنيفرة وإفران، أن قدومه كان لأجل إنجاز وثائق إدارية، لم تعثر على تفسير منطقي لمعنى اتصاله بها، قبل ساعات من وفاته الغامضة، مدعيا أنه بمدينة بني ملال، وبعدها يفاجأ الجميع برجال الدرك يحملون نبأ العثور عليه مشنوقا، في واضحة النهار، على مشارف بلدة آيت إسحاق، ثم بخبر العثور على هاتفه النقال بمحيط المكان، فيما ظل مصير سيارته قابعا خلف أكثر من علامة استفهام. وصلة بالموضوع، لم تتوقف التأويلات والتخمينات حيال خلفيات وأسباب الحادث إلى درجة ذهاب بعض الفرضيات إلى نحو محاولة التأكيد على أن المعني بالأمر يكون قد قُتل وعمد قاتله/ قاتلوه إلى شنق جثته بشجرة لتضليل المحققين، ولعل التخمين استند إلى شهادة أفراد من الأسرة الذين لم يقبلوا برواية الانتحار، وشددوا على تعميق التحري والبحث في حيثيات الحادث، والتيقن من عدم وجود شبهة جنائية وراء الوفاة الغامضة.