بعد تعرض الطفلة سارة زكزوا للدغة أفعى أثناء جنيها للفاصوليا بأحد حقول بوربيع ببني ملال، حاولت أسرتها إنقاذها، حيث أخذتها على عجل إلى المستشفى الجهوي بهذه المدينة. لكنها فوجئت عندما أخبرت من طرف الجهات المشرفة على حالة الطفلة بعدم وجود الترياق/المصل المضاد لسم الأفاعي والعقارب بهذا المستشفى الذي يوجد وسط إقليم يتميز بتعدد قراه ومناطقه الجبلية التي تعيش فيها أنواع متعددة من الزواحف السامة. ظلت الطفلة سارة بنت العشر سنوات تصارع الموت هناك لمدة 6 ساعات لم يتحرك خلالها لا الطبيب ولا المسؤولون بهذا المستشفى الجامعي لإنقاذها، وتركوها تصارع الموت لوحدها. بعد يأس أسرة سارة بسبب إهمال ولامبالاة الطبيب وكذا المسؤولين بهذا المستشفى، اضطرت لنقل طفلتها إلى المستشفى الجامعي بالدار البيضاء، لكن الضحية لفظت أنفاسها في الطريق. هذا الحادث الأليم الذي عرى بعضا من معاناة الساكنة وجزءا يسيرا من الإهمال والتهميش والتقصير الذي يعاني منه قطاع الصحة بإقليمبني ملال، أثار حفيظة السكان، حيث نظمت إحدى الجمعيات الحقوقية بالمدينة وقفة احتجاجية أمام المستشفى الجهوي ببني ملال، حضرها أزيد من 1000 متظاهر حاملين صور الطفلة الفقيدة سارة وكذا نعشا رمزيا، ورددوا العديد من الشعارات المنددة بما آلت إليه الأوضاع بالمستشفى الجهوي ببني ملال. وقد ركزت جل التدخلات، خلال هذه التظاهرة، على أن الإهمال والتقصير الواضحين من طرف الطبيب المشرف على حالة الفقيدة سارة هما اللذان تسببا في وفاتها. وقد استمرت هذه الوقفة الاحتجاجية لمدة تزيد عن ساعتين. وفي اتصال لنا بإدارة المستشفى أكد أحد المسؤولين أن وفاة هذه الطفلة قضاء وقدر ، وأن المستشفى عاجز عن إنقاذها لعدم وجود الأمصال المضادة لسن الأفاعي والعقارب. وفي تصريح لأحد أفراد أسرة الضحية سارة، أكد، وهو في حالة شديدة من الحزن والألم، أن المسؤولين بالمستشفى هم من يقف وراء وفاة الطفلة، وأن كل طرف منهم ينفي المسؤولية عنه في ما حصل لسارة ويلقيها على الطرف الآخر!... وأضاف أن فاجعة وفاة هذه الطفلة جزء لا يتجزأ من الأوضاع المتردية التي يعرفها المستشفى الجهوي ببني ملال. ويبقى السؤال المطروح، وبإلحاح شديد، خصوصا أننا على أبواب فصل صيف شديد الحرارة بعد موجة الجفاف التي عرفتها البلاد هذه السنة: كيف يعقل عدم توفر هذا المستشفى الجهوي الذي يفد عليه العديد من المواطنين المنحدرين من المناطق القروية والجبلية المجاورة، التي تعج بالكثير من الزواحف السامة، على الأمصال المضادة لهذه السموم؟!... وهل ستتحرك الجهات المعنية والمسؤولة بوزارة الصحة لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمنع حدوث مثل هذه الحوادث بتوفير الأمصال المضادة للسموم ليس فقط بالمستشفيات الجهوية، بل حتى بالمراكز الصحية والمستوصفات حفاظا على أرواح سكان المناطق القروية والجبلية النائية المعروفة بوعورة تضاريسها وصعوبة التنقل فيها من وإلى المستشفيات الجهوية؟!...