في الحقيقة هذه نقطة سوداء في المشهد الكروي المغربي، لكن ما عسانا أن نفعل نحن كجماهير؟. فأمام عدم وجود تأمين خاص بالمتفرجين في الملاعب الوطنية، نكتفي فقط بطلب عقب تذكرة الدخول، لتبقى كحجة لنا في حال ما إذا وقع أي مكروه، غير أن هذا الحق البسيط نحرم منه، حيث نواجه رفضا كبيرا من الساهرين على عملية التنظيم، الذين يصرون على أخذ التذكرة كاملة. وعموما، فإن التأمين يبقى ثانويا في مطالبنا، لسبب بسيط، وهو افتقاد ملاعبنا للأسف الشديد لشروط الفرجة المريحة، الضامنة لكرامة المتفرج كمواطن كامل الحقوق. إننا نطالب بضمان حد أدنى لشروط الفرجة السليمة أولا، حتى تكون المدرجات مريحة للجماهير، التي ينبغي أن نرفع لها القبعة احتراما، لأنها تتحمل عناء ارتياد هذه الملاعب، التي تفتقد لمواصفات الفرجة، في سبيل دعم ومساندة جماهيرها، وهي على وعي بأنها غير مؤمنة ومعرضة للخطر في كل وقت وحين. لقد عايشنا مجموعة من الحالات، التي راح ضحيتها بعض زملائنا بالمدرجات، وآخرهم المرحوم «حمامة» خلال الموسم الماضي، الذي توفي بعد سقوطه بالممر الفاصل بين المدرجات وأرضية الملعب، وقامت عائلته برفع دعوى قضائية ضد الرجاء وإدارة المركب، كما أن هناك حالة مماثلة لأحد الشبان الذي فارق الحياة في مباراة الرجاء وشبيبة القبائل في سنة 2006، بعدما داسته الأقدام بفعل الازدحام، وآخر توفي بفعل حدة التدافع بمدخل الملعب، بعدما تم فتح باب واحد، الأمر الذي نتج عنه ازدحام شديد . وحالة أحد المشجعين الذي توفي بعدما صدمته إحدى الحافلات. إن التأمين يجب أن يشمل المتفرج من وإلى الملعب، وهو مطلب ينبغي تضافر جميع الجهود من أجل تحقيقه. فنحن كأولترا ليست لنا قوة الضغط الكافية للدفع في اتجاه إخراج هذا الحق إلى حيز الوجود. وبخصوص النقطة المتعلقة بتأمين الرحلات التي نقوم بها لجماهيرنا إلى خارج مدينة الدارالبيضاء، فإنه يقع على الشركة المالكة للحافلة التي نقوم بكرائها لهذا الغرض، في الوقت الذي لا يمكننا نحن كأولترا أن نقوم بمبادرة من هذا القبيل، لتأمين «الكورطيج» الذي نقوم به أحيانا إلى الملاعب لحماية المشجعين. فنحن نفتقد للإطار القانوني الذي ينظم الأولترات، والتالي لسنا مخاطبا رسميا في هذا الباب. إن عملنا هو تطوعي بالدرجة الأولى، ولهذا فإن باقي جمعيات المجتمع المدني ينبغي أن تدفع في اتجاه تحقيق هذا المطلب، الذي يبقى من الحقوق الأساسية لأي مواطن يلج إلى الملعب، خاصة في ظل اتساع دائرة الخطر في الآونة الأخيرة بفعل تنامي ظاهرة الشغب.