إن إشكالية التأمين ظاهرة معقدة في جميع المجالات، وإدارة المركب مسؤولة على سلامة الجمهور في حالة وقوع حادث طارئ، وتبين أن هذا الحادث مترتب عن خلل في تجهيزات إدارة المركب، أوانهيار جدار أو مدرجات أو ما شابه ذلك، أما عدا هذا فالنادي هو الذي عليه تأمين الجمهور، لأن الفرق الآن قد انخرطت في نظام الاحتراف الحقيقي، الذي يعتبر أن الجمهور شريك أساسي في المنظومة الكروية. وبالتالي يجب وضع رهن إشارة هذا الجماهير ملاعب تستجيب للحد الأدنى من شروط السلامة، وأن يتم تأمينه من خلال نظام تعاقدي خاص، لأن تذكرة الدخول للملعب لمدة موسم كامل دون شك تتطلب تعبئة استمارة توضح علاقة النادي بجمهوره. ومن هذا المنطلق تتحدد مسؤولية كل طرف. لكن رغم ذلك نطرح سؤالا عريضا حول المؤسسة التي يمكنها أن تقبل بتأمين المقابلات، في ظل الوضع الحالي وما نعيشه من شغب وتجاوزات بمدرجات الملاعب الوطنية. هنا يستحضرني مثال حي، فخلال المباراة الخيرية التي احتضنها المركب الرياضي بفاس، والتي حضرها النجمان العالميان رونالدو وزيدان، وغيرهما من الأسماء الرنانية في عالم كرة القدم الدولية، تم إبرام عقد بين إدارة المركب والشركة الاسبانية، التي تولت تنظيم هذا اللقاء الخيري، لكن للأسف الشديد لم تقبل أي شركة تأمين هذا الحدث الكروي، وباءت كل المجهودات بالفشل، لأنه بكل بساطة لا نتوفر على نظام خاص بتأمين هذا النوع من التظاهرات. كل ما نفعله من أجل سلامة الجمهور، وبتنسيق مع مصالح الوقاية المدنية، هو وضع نظام خاص لأخلاء الملعب في حالة وقوع حادث طارئ، يستوجب التدخل العاجل، وغير ذلك فالمسؤولية تقع على عاتق النادي المستضيف.