تعتبرمنطقة ميراللفت الشاطئية بإقليم إفني، من أحسن المناطق الواعدة في المجال السياحي، ومن أشهرها عالميا، نظرا لتردد عدد من السياح عليها من كل بقاع العالم، وخاصة هواة ركوب الأمواج(السورف)،وهواة الصيد بالصنارة أوالغطس، ولعل شهرتها كانت نتيجة تسويق مكثف من لدن الأجانب الذين كانوا يداومون الزيارة إليها منذ بداية السبعينات من القرن الماضي. وتتميز ميراللفت بعدة مؤهلات سياحية كبيرة من الناحية الأيكولوجية والطبيعة الخلابة وطيبوبة أهلها التي ساعدت على اندماج أي زائرأوسائح معهم، فضلا عن أنها حباها الله بشاطئ جميل وساحر يجذب إليه السياح من داخل وخارج الوطن. وكان من الممكن أن تحوّل الإستثمارات السياحية المختلفة هذه المنطقة إلى ورش كبيرلامتصاص البطالة، وإنعاش سوق الشغل، وتنمية مداخيل الجماعة القروية التي مازالت منذ30 سنة تسير بعقلية تقليدية ساهمت في فقرها وتأخرها، في الوقت الذي كان على مخططات هذه الجماعة التفكير في سبل الإقلاع والنهوض بهذه المنطقة حتى تنافس عدة وجهات سياحية بالمملكة ، لكن فاقد الشيء لايعطي. فحسب ما ورد علينا من معلومات من هناك، فالاستثمارالسياحي غير مشجع بالمرة بهذه المنطقة الشاطئية، بل أكثر من ذلك يُحارب بشتى الطرق، تحت ذريعة بطء المساطرالإدارية، أو وضع عراقيل خفية من قبل مسؤولين بعمالة إقليم إفني ومن قبل رئيس الجماعة القروية لمير اللفت، أومن قبل جهات أخرى تم دفعها عنوة لرفض أي مشروع سياحي، تحت مبررات مختلفة ، كبيع المشروبات الكحولية، مع أن السياح الأجانب يشترطون على دور الضيافة والمآوي والفنادق توفرهذه المشروبات! ونتيجة لهذه العراقيل وعدم تشجيع الإستثمار، اضطرت عشرة مطاعم إلى الإغلاق لأصحابها مغاربة وأجانب لعدم تمكين أغلبيتهم من رخصة المشروبات، مع أن بعض المطاعم مصنفة في فرشتين كما هو الحال بالنسبة لمطعم»سونزت» لصاحبه اللاعب السابق في صفوف الوداد البيضاوي رضوان بنحاكي الذي استثمر في السياحة بعد عودته من ديارالمهجر، وجهّز مطعما مصنفا و أعدّ مشروعا سياحيا كبيرا سيشغل أيدٍ عاملة مهمة غير أن هذه العراقيل ستضطره إلى إلغائه. هذا وإذا أعطينا مثالا بهذا المطعم، فلأن صاحبه عانى الأمرين من أجل الحصول على الرخصة التي سحبت منه، بعد أن غيّرعنوان مقره، بالرغم من كونه لم يتجاوز مدة ستة أشهرالمنصوص عليها في القانون، فتكبد مطعمه خسارة كبيرة بما في ذلك مصاريف الكراء وأجورالعمال والمستخدمين والإقتطاعات البنكية الخاصة بتسديد الدين،حتى أصبح الآن في وضعية لم تعد تطاق، كما جاء في الرسالة التي بعث بها إلى عامل الإقليم. ولامبررللمسؤولين إذن أن يبقوا يتفرجون دون أن يحلوا مشاكل المطاعم المغلقة، التي تشغل عددا لابأس به من العمال، وتدرعلى الجماعة القروية مداخيل إضافية، وتنعش الحياة السياحية والتجارية بالمنطقة، وإلا كيف يعقل أن تحرم مطعما مصنفا يتردد عليه السياح الأجانب من هذه الرخصة ما دام هناك دفترتحملات ومادامت هناك مراقبة من عدة جهات، بما في ذلك مراقبة الدرك الملكي. ولامبررلعامل الإقليم الجديد ألا يشجع الإستثمارليس في هذه المنطقة وحدها، بل في جميع مناطق إقليم إفني، لامتصاص البطالة التي ظل المعطلون وشباب مدينة سيدي إفني وغيرها يشتكون منها، علما بأن منطقة ميراللفت تتوفرعلى معهدين كبيرين للتكوين في المجال التقني والمهني والفندقي، فأين سيشتغل هؤلاء الخريجون مستقبلا، إن لم تكن هناك رؤية واضحة لمخططات استثمارية سياحية؟ ونعتقد أن منطقة سياحية بامتياز،مثل ميراللفت، لابد لها من عقلية سياحية جادة تعرف كيف تسوق المنطقة كوجهة سياحية منافسة، وكيف تعد بنية تحتية في المستوى، وتشجع الإستثمارات المختلفة لامتصاص البطالة وتنمية مداخيل الجماعة، لكن بشرط أن ترفع كل العراقيل الخفية والعلنية عن المستثمرين، مادام هناك كناش شروط يتقيد به الجميع، ومادامت هناك مراقبة، وإلا ستعرف المطاعم والمآوي المتبقية المصير ذاته الذي عرفته عشرة مطاعم أغلقت دون سابق إشعار تحت إكراهات عديدة وتم تشريد أزيد من 50 مستخدما.