تم مساء يوم الجمعة 23 مارس الجاري بمدينة تطوان إعادة تشخيص جريمة السطو الذي تعرضت لها إحدى وكالات تحويل الأموال و الصرف الكائنة بشارع الجيش الملكي بمدينة تطوان ، و ذلك يوم الإثنين 19 مارس 2012 ، حيث تم الإستيلاء على 200 أف درهم . وقد أبدى المتهمون الثلاثة ، شقيقان و صديقهما ، برودة دم و تعاون تام مع المحققين في إعادة تمثيل الجريمة ، التي عرفت حضورا أمنيا لافتا و متابعة إعلامية كبيرة ، إضافة إلى تجمهر عدد كبير من المواطنين لمعرفة الجناة . و قد تم الوصول إلى الفاعلين الحقيقيين في ظرف زمن قياسي بالمقارنة مع حجم الجريمة ، حيث اهتدى رجال الشرطة القضائية بولاية تطوان إلى شقيقين و صديقهما ، إذ اعتقل اثنان منهم بمدينة الرباط و الآخر بمدينة تطوان . وحسب مصادر أمنية مقربة من التحقيق ، فقد كانت الشكوك تحوم في بداية التحقيق حول مستخدم وكالة تحويل الأموال الذي وجد مكبلا و مكمما بشريط لاصق داخل الوكالة . خصوصا و أن الجناة كانوا على علم بالعطب اللاحق بالكاميرا المثبتة فوق باب الوكالة ، و أن هناك فقط كاميرا واحدة مشغلة ، كما حامت الشكوك حول المستخدم ، نظرا لإستعمال المتهمين محفظة تحمل شعار الشركة ، غير أن المستخدم صمد في وجه أسئلة المحققين و أدلى بقرائن تثبت براءته، كما أن أجوبته كانت منسجمة و لم يسجل عليه أي ارتباك أو توتر ، و تعاون مع المحققين بالإدلاء بمعطيات مهمة ، من قبيل الجهة لتي كانت لها العلم بتوفر الوكالة على هذا المبلغ . شكوك المحققين اتجهت هذه المرة إلى محيط الوكالة و أصدقاء المستخدم . حيث حامت الشكوك حول مستخدم بوكالة تابعة لإتصالات المغرب المجاورة لوكالة تحويل الأموال ، كان على علم بتوفر الوكالة يوم وقوع الجريمة على السيولة المالية المسروقة ، خصوصا و أنه دأب على معرفة كل صغيرة و كبيرة حول الملف ، كما أن بعض تصرفاته دفعت فضول المحققين إلى تعقب خطواته عن بعد. وبعد توقيف المتهم الرئيسي ، و أمام سيل من الأسئلة اعترف مستخدم وكالة اتصالات المغرب بتخطيطه للجريمة يوم الأحد 18 مارس الجاري ، حيث استعان بأخيه و زميله الذين قدموا على عجل من مدينة الرباط ، كان هو قد قام بكراء سيارة من نوع سيتروين لتنفيذ العملية . و هكذا طلب من أخيه الدخول أولا إلى الوكالة في حدود الساعة الواحدة بعد الزوال ، و التقدم لدى المستخدم على أساس أنه مكلف من لدن الإدارة المركزية بعملية التفتيش ، ليلتحق به داخل القمطر للشركة ، في هاته الأثناء التحق زميله بالوكالة و شرع في إغلاق الباب الرئيسي بعدما استل صديقه سكينا و شل حركة المستخدم ، بعد ذلك أخرج زميله شريطا لاصقا و بدأ في تكبيل الضحية و تكميمه ، ليستوليا على المبلغ المذكور ، و يلتحقا بموظف وكالة اتصالات المغرب الذي كان ينتظرهما في الخارج . و بعد مراجعة شريط الكاميرا الوحيدة المثبتة داخل الوكالة ، تبين للمحققين أن الجناة كانا على علم مسبق بتواجد كاميرا واحدة ، مما جعلهما يتفاديانها قدر المستطاع ، و استعملا نظارات شمسية و قبعات للتمويه ، كما استعانا بمحفظة تحمل شعار الشركة التابعة لها وكالة تحويل الأموال لتضليل المستخدم و للإختباء وراءها لحظة تقدم أحد الجناة أمام الكاميرا الوحيدة .