في موكب مهيب، ودعت العائلة الاتحادية بمكناس، يتقدمها أعضاء الكتابة الإقليمية، ومكاتب الفروع، وحشد كبير من المواطنين، عصر يوم الثلاثاء 20مارس الجاري، أحد أبنائها البررة ،المرحوم مولاي عبد الله البلغيتي، المناضل الذي أعطى من جهده ووقته للحزب، الذي كان يعتبره أسرته الأولى، أكثر مما أعطاه لأسرته الصغيرة، متحملا في ذلك كل التضحيات بصبر وإيمان . لقد تحمل الأستاذ مولاي عبد الله البلغيتي مسؤوليات حزبية ونقابية، في وقت كان يعتبر فيه الاقتراب من المقر، أو قراءة جريدة الحزب، شبهة تستوجب المتابعة من لدن خفافيش سنوات الجمر والرصاص، واطلع رحمة الله عليه، باقتدار كبير بمهمة عضوية الكتابة الإقليمية، وأمانة مكتب فرع النقابة الوطنية للتعليم، لمدى قرابة عقدين من الزمان، أعطى خلالها المثال، في المواظبة على التواجد بالمقر الحزبي والنقابي، للتنظيم والتأطير، واستقبال الشكاوى، وما أكثر شكاوى المواطنين يومها من ظلم الحاكمين . ورغم الاعتذار عن تحمل المسؤولية الحزبية، بعد المؤتمر الوطني السادس، فقد ظل مولاي عبد الله رحمة الله عليه، في قلب معركة الاتحاد، ينصح ويوجه ولو من بعيد، إلا أن مرضا عضالا صار يبعده جسديا في صمت، وهو يعاني في كبرياء ، دون مجاهرة بالشكوى حتى أسلم الروح الى بارئها بإحدى مصحات الرباط، وليوارى جثمانه بمقبرة سيدي عياد بالزيتون. «لقد أعطيت كل شيء، ولم تظفر بأي شيء ،لأن همك الوحيد، كان هو أن يتحقق لهذا الشعب ما يستحقه من العيش الكريم، والعدالة الاجتماعية، ولذلك لم تكن لتفرق بين رسالة التعليم التي مارستها لمدى أربعة عقود ونيف، وبين رسالة النضال في الساحة والميدان دفاعا عن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية....» يقول الأخ حميد العكباني، في كلمة التأبين التي ألقاها باسم الكتابة الإقليمية . وبهذه المناسبة الأليمة، فإن الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي، وكل الفروع الحزبية،وكل الاتحاديات والاتحاديين بالإقليم ، وهم يعزون أنفسهم في مصابهم هذا، فإنهم ليتقدمون بأحر التعازي القلبية إلى عائلة المرحوم الصغيرة: متمنين للجميع الصبر والسلوان وللفقيد المغفرة والرضوان وأسكنه الله فسيح الجنان، وإنا لله وإنا إليه راجعون