بقلوب مكلومة وعيون دامعة شيعت مدينة مكناس بعد صلاة يوم الجمعة 5 فبراير 2010 أحد أبنائها البررة المناضل الاتحادي الصلب المرحوم الحاج محمد السندك، وذلك بعد مرض عضال ألزمه الفراش إلى أن التحق بالرفيق الأعلى. وقد كان آخر ظهور لأخينا السندك مودعا فيه إخوانه المناضلين من مجايليه هو احتفالية الخمسينية التي نظمها المكتب السياسي للحزب خلال شهر رمضان الأخير. لقد ودعنا المرحوم ونحن في أمس الحاجة إلى مواقفه الجريئة والصادقة بعد حياة حافلة بالبذل والعطاء والنضال دون أن ينتظر من ذلك جزاء و لا شكورا. لقد ساهم الفقيد في إنشاء الجامعات المتحدة لحزب الاستقلال بعد مشاركته الفعالة في انتفاضة يناير 1959، كما ساهم في تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ومن يومها وهو ثابت على المبدإ، حاضر في كل المحطات، ولعل خير دليل على هذا الثبات وهذا الحضور تلك العاهة المستديمة التي صاحبته منذ سنة 1975 إثر حادثة السير التي تعرض لها وهو عائد من حفل تأبين الشهيد عمر بنجلون رحمة الله عليهما. ولثباته على المبدإ والتحامه بهموم الجماهير الشعبية، فقد أدى سنتين من حريته وراء القضبان عقب أحداث يونيو 1981. واعترافا من جماهير مدينة مكناس بصدق الرجل ووفائه، فقد بوأته مقعدا شريفا ونزيها بمجلس مدينة مكناس في الفترة ما بين 83 و92 حيث تحمل مسؤولية تدبير الشأن المحلي بكل نزاهة وإخلاص. وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم المكتب السياسي للإتحاد الاشتراكي والكتابة الإقليمية بمكناس بأحر التعازي إلى زوجته الفاضلة السيدة الكامس محجوبة وأبنائه أحمد، الميلودي، لطيفة، خالد وحفيظ، وإلى كل أفراد العائلة، متمنين للجميع الصبر والسلوان وللفقيد المغفرة والرضوان. وإنا لله وإنا إليه راجعون.