جمال الملحاني مؤثرات بصرية خاصة، تقنيات سينمائية متطورة، مشاهد حركة متعددة و متنوعة تطلبت من الممثلين أزيد من ثلاثة شهور من التدرابب المكثفة لتحسين اللياقة و إتقان فن المسايفة والمصارعة وركوب الخيل على يد مدربين مختصين، ديكورات طبيعية خلابة وأخرى مستحدثة بكل من أقاليم ورزازات، تارودانت، طاطا، أكادير، الجديدةالرباط، سلا و القنيطرة... ، إكسسوارات وأسلحة و ملابس تاريخية تنم عن أن الصنعة السينمائية المغربية في هذا الاتجاه اكتسبت ما اكتسبته من مهارة عالية قد تضاهي بها أعتى المدارس السينمائية العالمية، إدارة متمكنة للممثلين، حوار عربي فصيح وسليم، رحيم بالأذن السامعة، نَفَس إخراجي ناعم وسلس على مشاهد تلفزيونية متتابعة تنبئ بأن هناك قفزه سمعية - بصرية شكلا وجوهرا، لاريب أنها آتية في الطريق.. هذه بعض المحتويات أو المكونات من طبق تلفزيوني درامي قادم على شاشة القناة الأولى، السلسلة التلفزيونية الجديدة «الغريب» للمخرجة السينمائية و التلفزيونية، أيضا، ليلى التريكي التي كانت موضوع عرض أولي عشية الخميس الماضي بالمركب السينمائي ميغارما. هي دراما فانطاستيكية مغربية لا علاقة لها بفانطازيا «الجوارح» و «الكواسر».. السورية التي اجتاحت فضاء العالم العربي في وقت الأوقات، سواء على مستوى الفكرة، أو على مستوى الرؤية الإخراجية المطبوعة بلمسة سينمائية نسائية، أو على مستوى الأداء المتقن و المفاجئ لنخبة من الممثلين المغاربة الشباب الذين راهنت عليهم ليلى التريكي في منتوجها الدرامي غير المسبوق شخصيا على مستوي العرض و الفرجة.. «الغريب» أو « كونان الهمجي» أو «القلب الشجاع» على الطريقة المغربية، حسب ما أطلق عليه المخرج الشاب يونس الركاب ، هو رحلة إبداع دامت خمس سنوات، تقول المخرجة ليلى التريكي، مع الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة، الجهة المنتجة، ومع ثلسم للانتاج الشركة المنفذة برئاسة الفنان محمد المروازي الذي أُسند إليه دور البطولة في السلسلة إلى جانب الفنان ربيع القاطي والوجه الأنثوي الجديد فريدة البوعزاوي، خريجة ليزاداك، التي لا شك سيكون له مابعد في عالم الدراما المغربية والعربية ولم» لا الدو لية أيضا.. رحلة انطلقت سنة 2006 كفكرة، ونضجت سنة2007 كمشروع ، حيث القيام بالكاستينغ وإحداث ورشة كتابة مكونة من نوفل التريكي ويونس البواب بمشاركة هشام العسري وآخرين، و انطلاق عملية التصوير التي مرت، أحيانا في طروف مناخية وطقسية صعبة تجاوزت الحرارة فيه 45 درجة في عز شهر رمضان.. وانتهت بمرحلة الجهد المضاعف - تضيف التريكي - التي دامت أكثر من سنة، وتتعلق بمسألة التقطيع التقني للسلسلة، لأن المشاهد لم تؤخذ بالتسلسل.. ليثمر ذلك كله عملا دراميا يشكل محطة حاسمة في مسارها المهني، خصوصا وأنها أول سيدة تقارب هذا النوع الدرامي مغربيا وعربيا وبشكل سينمائي بعد المخرجة فاطمة بوبكدي تلفزيونيا، إذ تم توظيف حوالي ستين ممثلا بين أدوار رئيسية وثانوية، وألف كومبارس وممثلين بديلين في لقطات المغامرة.. كل ذلك تجسد في أربع وثلاثين (34) حلقة، تقارب الواحدة منها الأربعين دقيقة يلعب بطولتها نخبة من الممثلين الشباب والرواد يأتي في طليعتهم على مستوى السلسلة الفنان و المنتج المنفذ محمد المروازي الذي سيجسد شحصية «ليل» القائد العسكري الملهم في حامية، الذي نشأوترعرع مع صديقين حميمين له هما «نيران »و«يارا»و لكنه يحمل سرا دفينا في دواحله يتمثل في حب جنوني ل«يارا» فريدة البوغزاوي، مثلما هو حال المتنافس الصديق« نيران » (ربيع القاطي) المحارب الكفؤ الطائع للنظام والسريع الانفعال، والفنان القدير عز العرب الكغاط «الشمام» الذي يلعب دور الحكواتي ويظهر في شخصية شيح زاهد حكيم في الغابة، لكنه في الحقيقة هو أحد الأبناء الثلاثة لمؤسس الحامية، نفي وأبعد عن مجتمعه، لأنه انتقد القانون العسكري في الحامية. ثم الفنانة مديحة ضيف «هلال» شابة يتيمة تتقمص شخصية ذكر لتعيش في سلام المجتمع .. ستوظفها «يارا» لتصبح مساعدتها.. وأخيرا عديل ابتوراب «شيشا» الشخص القوي البنية والصديق الطائع ل«هلال» و«ليل» و«يارا».. بالإضافة المشاركة المتألقة للفنان عبد الله العمراني رمز الحامية.. هي شخصيات يجمعها وحي اليال والاثارة والرومانسية ..سيكون المشاهد المغربي والمغاربي، بل العربي على موعد معها ابتداء من مساء يوم الأربعاء القادم على شاشة قناة«الاولى» كواليس العرض ما قبل الأول أثارت ميزانية دراما«الغريب» نوعا من الحساسية لدى مدير الإنتاج الدرامي لدى الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة، الذي يبدو أنه كان غير مستعد للإفصاع عنها، لكنه في الأخير كشف عن رقم 33 ألف درهم كمتوسط إنجاز الحلقة الواحدة ، وقد علق الفنان و المنتج المنفذ محمد المروازي أن الرقم المذكور هو جد هزيل بالمقارنة مع ما ينتج في هذا الإطار دوليا المكلف بتنشيط العر ض ما قبل الأول للغريب وقع في العديد من المرات في حيص بيص، إذا كان يحرف أسماء بعض الفنانين المغاربة المعروفين المشاركين في«الغريب»، بل أكثر من ذلك فقد طالب من يونس الركاب بالإفصاح، بداية، عن المنبر الإعلامي الذي ينتمي إليه قبل أخذ الكلمة ، متغافلا أو جاهلا أن يونس هو أحد المهنيين و المخرجين السينمائيين المغاربة الشاب.. كشفت المخرجة ليلى التريكي أن سلسلة «الغريب» كانت فأل خير وسعادة على العديد من المشاركين في إنجاز هذا العمل، إذ تم عقد قران بين مشاركين ومشاركات في العمل أثناء عمليات التصوير وبعده. أثار غياب الفنيين و التقنيين و الممثلين عن حضور العرض ما قبل الأول ل«الغريب» الفنان ربيع القاطي الذي تساءل حول دوافع هذا الغياب خصوصا أن العمل وظف العشرات، بل المئات من الأشخاص، تساؤل دفع المنتج المنفذ والبطل في ذات الوقت محمد المروازي للرد علىه بأنه اتصل بمعظمهم واعتذروا عن الحضور بسبب التزاماتهم المهنية ومشاركاتهم في إنتاجات درامية رمضانية مقبلة التي تتطلب تواجدهم الدائم في البلاطوهات . استغرب الفنان عز العرب الكغاط لعدم الترويج كفاية، إعلاميا وإعلانيا، لسلسلة «الغريب» باعتبار، خصوصيتها وفرادتها دراميا على المستوى المغربي و العربي، واعتبر ذلك نوعا من التقصير من قبل الشركة المنتجة، الشركة الوطنية للإذاعة و التلفزة للمنتوج المغربي، تجاه المنتوج المغربي الدرامي، وهو عكس ما يحصل الآن تجاه المنتوج التركي في قناة «ميدي 1 تي في» التي روجت جيدا للمسلسل التركي «حريم السلطان».