كثيرا ما تشتك العديد من النساء، من تصرفات أطفالهن ومن عدم قدرتهن السيطرة على هذه التصرفات التي غالبا ما تكون محرجة للأم في البيت وخارجه، خصوصا عندما تبدأ التعاليق السلبية ضد هذا الطفل من قبل الاهل والجيران، ما يدفع بالأم إلى الكف عن أخذ ابنها في زياراتها العائلية، وتضع هذا الطفل في دائرة مغلقة، وتجبره على العيش في سجن من عزلة لا يرى فيه سوى الأسرة الصغيرة، ولجهلها إلى إن جميع الأطفال يعصون في بعض الأوقات ويرفضون الاستجابة بشكل إيجابي للقوانين المنطقية التي يفرضها الأبوان، إذ أن سلوك العصيان يصل ذروته في البداية خلال عمر « السنتين « ويتناقص بشكل طبيعي بعد ذلك، ثم تظهر السلبية مرة أخرى خلال سنوات المراهقة إن لم يستطع الاباء إيجاد الطريقة الصحيحة والناجعة لتغير سلوكيات ذاك الطفل. غير أن الحالة العصيان والتمرد التي يصل إليها بعض الأطفال تكون لها أسباب مختلفة، فأحيانا كثيرة يكون الإهمال في تربية الطفل منذ البداية والدلال الزائد والإسراع في تلبية جميع طلباته، أي أن الأبوين يساهمان بشكل كبير في تحديد سلوكيات طفلهما، وكثيرا ما يكون للأم الدور الكبير والاساسي في تربية طفلها باعتبارها الأكثر اتصالا به، وغالبا ما تكون الأكثر دلالا لطفلها إذ أنها لا تستطيع رفض أي طلب يطلبه فمثلا لا أريد هذا النوع من الطعام، لا أريد أن أنام ، دون أي اعتراض منها تستجيب إلى كل رغباته. وقد أتبتت دراسات علمية كثيرة أن الأطفال يتمتعون بذكاء كبير وغير عادي بالرغم من صغر السن، إذ أن الطفل يلجأ إلى استعمل أساليب عدة لتحقيق ما يريده ولا يمل من تكرار المحاولة إلى أن يجد الوسيلة التي يستطيع بها تحقيق مطالبه، فأحيانا يمثل العصبية وأحيانا أخرى يجهش في البكاء بصوت عالي دون انقطاع، وقد يتصل بعض الحالات إلى أن يبدأ الطفل في شتم امه وضربها أو يحاول أدية نفسه كأن يصفع وجهه بكلتا يدي أو يضرب رأسه على الحائط، وهذا النوع من الأطفال لا يقف عند هذا النوع من العصيان، فكلما فشلت حيله التي يستعملها يطور أسلوبه. قد يصل في بعض الأحيان إلى درجة التلاعب بأعصاب أمه فلا يستجيب إلى أوامرها ويجد متعة كبيرة في أن يجعها تفقد أعصابها ، وفي غالب الأحيان ينقلب الحب والدلال الذي كان يحصل عليه هذا الطفل من امه إلى جفاء عاطفي ونفور الأم من طفلها الشقي الذي لم تعد تتحمل عدائيته وشقاوته، فبعض الأمهات اللاتي يجهلن التعامل مع أطفال من هذا النوع قد تفقد سيطرتها في الحفاظ على الهدوء والاستقرار العائلي فمنهن من تعتبر هذا الطفل عدوها اللدود الذي أنجبته من بطنها، خصوصا أن هذا الطفل يتسبب في حدوث مشاكل كثيرة بين الأم وزوجها. لدى يجب على كل الأمهات أن تنتبهن إلى طريقة تعاملن مع أطفالهن الصغير، فهذا الطفل الذي يتعلم كل شيء من أمه خاصة الكلام والتصرفات ، من الضروري أن يتعود على الأشياء الأساسية لتكوين شخصيته وتعلمها من أبويه، فبعض الدراسات العلمية حول سلوكيات العدوانية للأطفال تشير إلى أن الطفل الذي لم يتعدى سنه الثلاث سنوات لا يمتلك في الأصل السلوكيات العدوانية بينما يتعلمها من أحد المحيطين به. مع العلم أن عدم الإفراط في تدليل الطفل لا يعني أن الأم لا تحب طفلها بل هي تحاول أن تصنع له شخصية قوية ومستقلة، لدى فلا يجب الاستجابة إلى كل طلبات الطفل مهما كانت بسيطة، بل يجب أن يتعلم أن الحياة لا تعطي كل شيء ببساطة وأنه أحيانا قد يحصل على أشياء معينة ولا يحصل على أخرى في ظروف مختلفة، إن اخطأ الطفل يجب معاقبيه دون أن ننسى نه مجرد طفل لم يتعدى سنه الثلاث سنوات، وذلك بأن يمنع من الأشياء المحببة له، كحرمانه من اللعب بألعابه المفضلة، منعه من مشاهدة البرامج التلفزيونية التي يحب أو حرمانه من بعض المأكولات التي يفضلها، يجب أن لا يمنح الامتياز إن أخطأ في حق أحد من أشقائه أو أحد أفراد العائلة، هكذا سيتعلم أن هناك أشخاص أخرون يجب احترامهم والتعامل معهم بشكل مهدب ولائق، كما سيتعلم أن هناك حدود لحريته وسلطته داخل العائلة والمجتمع فيما بعد. ويجب أن يتم إشراكه في بعض الأعمال المنزلية الخفيفة كأن يطلب إليه وضع الخفيفة والتي يستطيع حملها التحكم فيها، في أماكن معينة من المنزل، وأن يتعود على الاعتماد على نفسه مبكرا، كأن يدخل المرحاض وحده و أن يأكل طعامه لوحدة، وأن يجمع ألعابه في مكانها المخصص بعد الانتهاء من اللعب، و هذا لا يعني أن يحرم الطفل من حنان أمه بل يجب ان تشجعيه وتكافئيه كلما قام بعمل جيد، أن تظمه اليها وتقبله وتصفه بكلمات مشجعة و جميلة مثلا احسنت ايها البطل، شكرا حبيبي إلي أخره، وأن لا تنسى مداعبته من حين لأخر حتى لا تفقد ارتباط الأم بطفلها الصغير .